Thursday 11th september,2003 11305العدد الخميس 14 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإعلام الأمريكي شوه صورة الإسلام في نظر الأمريكيين الإعلام الأمريكي شوه صورة الإسلام في نظر الأمريكيين
هجمات 11 سبتمبر أضرت بمسلمي أمريكا وقيدت حرياتهم وتنقلاتهم

* واشنطن - خالد عبد الكريم «أ ش أ»:
مع مرور عامين على هجمات 11 سبتمبر 2001م التي ضربت نيويورك وواشنطن تعود الأضواء لتسلط من جديد على تجربة المسلمين والعرب الأمريكيين الذين أدركوا منذ تلك الهجمات أن وجودهم بالولايات المتحدة كمواطنين من الدرجة الأولى لن يأتي بدون التعامل مع تحديات وعقبات يضعها في طريقهم خليط من جماعات المصالح والضغط المعادية لوجود إسلامي فاعل على الساحة الأمريكية سواء كانت تلك الجماعات تنتمى لليمين المسيحي المتشدد أو اللوبي الصهيوني أو للتحالف القائم بين الطرفين.
ومنذ هجمات سبتمبر التي تحل الذكرى الثانية لها اليوم الخميس خرجت تقارير وبيانات عديدة تركز على المضايقات وأشكال مختلفة من التمييز العرقي والديني فضلا عن الآراء المثيرة على لسان المستشرقين «أو من يسمون أنفسهم بالمفكرين الأمريكيين العارفين بشئون الاسلام» التي صوبت سهامها نحو الا سلام عموما بسبب اتهام عدد من الأشخاص في تنظيم بعينه في تخطيط وتنفيذ هجوم على الأراضى الأمريكية راح ضحيته أمريكيون وغير أمريكيين.
ومن أبرز المنظمات الإسلامية /الأمريكية التي تابعت عن كثب تجربة مسلمي أمريكا خلال العامين الماضيين مجلس العلاقات الاسلامية الأمريكية /كير/ الذي أصدر تقريرا عن خبرة مسلمي أمريكا على الصعيدين السياسي والحقوقي شدد فيه على أهمية أن ينظر المسلمون في أمريكا وخارجها بشكل موضوعي على الفرص والتحديات التي أوجدتها أزمة أحداث سبتمبر 2001م في أوساط مسلمي أمريكا خلال العامين الماضيين.
ولم يخرج تقرير «كير» تقليديا يرصد فيه المجلس أشكال التمييز التي تعرض لها المسلمون.
بدلا من ذلك حذر المجلس من خطورة المبالغة في الحديث عن الفرص الإيجابية أو التحديات السلبية التي قادت إليها الأزمة ومن خطورة النظرة الضيقة للتحديات المختلفة التي يواجهها المسلمون في أمريكا خلال الفترة الحالية والتي يرتبط بعضها بطبيعة المرحلة الراهنة من مراحل تطور مسلمي أمريكا كجماعة أمريكية ناشئة.
وأشار التقرير الصادر عن مجلس العلاقات الأمريكية/الإسلامية في جزئه الأول على خمس فرص أساسية أفرزتها تحديات أزمة الحادي عشر من سبتمبر خلال العامين الماضيين وهي زيادة شعور مسلمي أمريكا بأهمية التنظيم السياسي والقانوني بشكل عام وتشجيع مسلمي أمريكا على مساندة ودعم منظماتهم السياسية والحقوقية والعمل معها وتأسيس عدد من المنظمات المسلمة الأمريكية الجديدة المعنية بالدفاع عن الحقوق المدنية وبالعمل مع الإعلام الأمريكي وتشجيع نشاط المسلمين في أمريكا على الصعيد السياسي.
كما نشطت المنظمات المسلمة الأمريكية منذ أحداث سبتمبر 2001 في العمل مع عدد متزايد من المنظمات المدنية الأمريكية التي اهتمت بالدفاع عن قضايا مسلمي أمريكا في ظل الضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها بعد أحداث سبتمبر.
وأشار التقرير في هذا السياق إلى أربعة تحالفات أساسية دخلها مسلمو أمريكا بقوة خلال العامين الماضيين..التحالف الأول قرّب بين مسلمي أمريكا وعدد من أكبر جماعات الحقوق والحريات المدنية التي انتقدت ما تعرضت له حقوق وحريات مسلمي وعرب أمريكا خلال العامين الماضيين.
وقرَّب التحالف الثاني بين مسلمي أمريكا وعدد كبير من جماعات السلام ومناهضة الحروب الأمريكية خاصة خلال فترة الحرب على العراق.
التحالف الثالث قرَّب بين مسلمي أمريكا والجماعات المدافعة عن حقوق الأقليات في أمريكا التي رفضت ما تعرضت له حقوق وحريات المسلمين والعرب من انتهاكات ذكرتهم بمعاناتهم خلال فترات تاريخية أخرى كمعاناة اليابانيين الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية.
كما قرّب التحالف الرابع بين مسلمي وعرب أمريكا وبعض الجماعات الدينية «مثل مجلس الكنائس الوطني» والتي نشطت في التواصل مع مسلمي وعرب أمريكا وفتح قنوات للحوار معهم.
كما دفعت الأزمة مسلمي أمريكا على البحث عن سبل جديدة وفعالة لاستخدامها في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم في أمريكا وعلى رأس هذه السبل الجديدة اللجوء للقضاء الأمريكي كأداة للدفاع عن حقوق وحريات المسلمين وصورتهم في أمريكا.
وعلى مستوى الإعلام الأمريكي زادت معدلات التشويه التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق فقد أشار استطلاع لتوجهات الرأي العام الأمريكي تجاه الإسلام والمسلمين نشره مركز بيو الأمريكي للأبحاث في شهر يوليو الماضي على تدهور صورة الإسلام في أعين الأمريكيين مقارنة بصورة الأديان الأخرى إذ توصل الاستطلاع على أن 44% من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام يشجع العنف أكثر من الأديان الأخرى وذلك مقارنة بنسبة 22% فقط منهم في شهر مارس من عام 2002.
كما زادت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن المسلمين يعادون أمريكا إذ وصلت إلى نسبة 49% مقارنة بنسبة 36% في مارس عام 2002 وفي الوقت نفسه قلَّت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون نظرة إيجابية تجاه مسلمي أمريكا على 22% فقط مقارنة بنسبة 27% في عام 2002 ونسبة 31% في خريف عام 2001.
على المستوى السياسي أقرت الحكومة الأمريكية العديد من القوانين والسياسات التي رأى مسلمو أمريكا أنها تستهدفهم بما في ذلك سياسات تسجيل آلاف المهاجرين المسلمين والعرب واعتقال المئات منهم على ذمة التحقيقات بدون توفير أدلة تدينهم والتوسع في التجسس عليهم ومراقبتهم، كما نشطت مجموعة صاحبة نفوذ من الكتّاب السياسيين ذوي التوجهات اليمينية المتشددة من أمثال دانيل بيبس وتشارلز كروثهمر وفرانك جافني في محاولة التشكيك في ولاء المسلمين الأمريكيين ومنظماتهم وقياداتهم تجاه الولايات المتحدة وتصوير أية انتقادات قد يوجهونها نحو سياسة الحكومة الأمريكية على أنها تعبير عن عدم ولائهم لأمريكا أو عن طبيعة الإسلام المساندة للإرهاب.
ثانيا: الأزمة ألحقت ضررا بالغا بحلم آلاف المسلمين بالبقاء في أمريكا وبناء حياة كريمة لهم، فقد أضرت الأزمة بحقوق بعض مسلمي أمريكا وتصوراتهم نحو الحياة المسلمة الأمريكية بشكل يصعب إصلاحه إذ اضطر بعض المسلمين للرحيل عن الولايات المتحدة بسبب الضغوط المتزايدة التي تعرض لها الإسلام والمسلمون في أمريكا بعد أحداث سبتمبر ورحل بعض المسلمين عن الولايات المتحدة بسبب بعض السياسات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر والتي استهدفت المهاجرين المسلمين والعرب.
وتقدر أعداد هولاء الأفراد بالالاف وبأكثر من 13 ألف مهاجر مسلم وعربي على أقل تقدير أما المجموعة الثالثة فهي الأسر التي تضررت حياتها ضررا بالغا بعد أحداث سبتمبر بسبب اعتقال بعض أفرادها ضمن
التحقيقات التي تلت التفجيرات وقد طالت الاعتقالات مئات المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا ولم تؤد إلى إدانة إلا عدد قليل جدا منهم بتهم تتعلق بالإرهاب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved