Thursday 11th september,2003 11305العدد الخميس 14 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسائل خاطئة توقد نار الشك: رسائل خاطئة توقد نار الشك:
مراهقون من الجنسين يسيئون فهم الجوال

تحقيق محمد بن راكد العنزي
أصبح ضرورة من ضروريات الحياة المعاصرة وخاصة بعد أن سهل من ارتباط الناس بعضهم ببعض مما ساهم في سهولة متابعة الأسر لأبنائها وأقربائها في أي مكان يذهبون إليه وكذلك ربط رب الأسرة بأفرادها ومتابعة شؤونهم وأحوالهم حتى ولو كان بعيداً عنهم، ولذا فقد انتشر الجوال في هذه الأيام وبأعداد كبيرة بين كافة فئات المجتمع وتحديداً بعد قرار شركة الاتصالات بتخفيض رسوم الاستخراج ورسوم الاتصال الأمر الذي جعله موجوداً بين أيدي شريحة كبيرة من الناس وبمختلف فئاتهم وأعمارهم وجنسياتهم، كما أن صغر حجم الجوال وخفة وزنه ساعدا أيضاً على سهولة حمله في كل مكان، مما جعله الرفيق الذي لا يمل المرء من حمله معه في العمل والمنزل وفي الأسواق، غير أن اتجاه البعض وللأسف الشديد إلى الاستخدام السيئ لهذه الخدمة دون الشعور بالمسؤولية قد أوجد الكثير من السلبيات التي سنتناولها في هذا التحقيق.
مشاكل أسرية
يرى فهد سالم العنزي أن بعض الرسائل حتى وإن كانت غير مقصودة فإنها تتسبب في بعض الأحيان بإيقاع الشك والريبة في نفوس الأزواج والأشقاء وكثيرا ما حدثت بسببها المشاكل العائلية التي كادت أن تتحول إلى طلاق نتيجة لرسالة «مجهولة» قد تحمل في طياتها الكلمات العاطفية والإطراء حتى إن كانت بدون علم الزوجة المسكينة فإنه لا بد للشك والريبة أن يدخلا في نفس الزوج وخاصة إذا كان أساس هذه الأسرة من البدايه غير متين ومبني على قواعد هشة، ولذا فإن من المفروض دائماً على كل إنسان أن يتأكد جيداً من رقم الجوال الذي ينوي مراسلته وذلك قبل أن يبعث برسالته عبر الأثير فيصبح طرفاً دون أن يعلم في حدوث مالا تحمد عقباه من كوارث قد تحطم سياج الأسر الآمنة المطمئنة وحتى لا تصبح رسالة قصيرة لا تتجاوز بعض كلمات وليس لها هدف معين سببا في شرخ جدار أسرة كانت تعيش في سعادة وصفاء.
كما يشاركه الرأي محمد خالد الرويلي حيث يقول: حتى بعض أولياء الأمور والأزواج قد أصبحت لديهم الحساسية من وجود الهواتف الجوالة بين يدي زوجاتهم وشقيقاتهم وذلك على الرغم من أنهم هم من أحضروه لهم مضطرين للاستفادة منه في الأمور الضرورية، ولكنهم ينظرون إلى كل اتصال يرد إلى هواتفهن بامتعاض شديد حتى لو كان بريئاً خوفا من الازعاجات والمعاكسات وهذا خطأ كبير فالمرء يجب عليه أن يحسن الظن بالجميع والا يكون هاتف «صغير» سببا في وقوع مشاكل «كبيرة»، وقد حدث لي ذات يوم أن اتصلت بأحد الأرقام بالخطأ ظنا بأنه لأحد الأصدقاء القدامى غير أنني تفاجأت بصوت نسائي لم يلبث أن تبعه صوت رجل كان بالقرب منها حيث خطف الهاتف وصار يكيل لي سيلاً من الشتائم والكلمات المخجلة ولم يصدق أبداً أنني مخطئ بالرقم فاضطررت إلى قطع الخط في وجهه عندما لم أجده متفهما أبداً.
نغمات بالمساجد
ويؤكد مقبل صقر البلعاسي أن كل مسجد بيت من بيوت الله عز وجل وله حرمته وقدسيته، وتقديره واحترامه أمر حتمي على كل مسلم ويجب علينا أن نعطيه حقه كاملاً، ومع انتشار الهواتف الجوالة بكثرة بين الناس فإن كثيراً من المصلين هداهم الله يدخلون إلى المساجد لأداء الصلوات الخمس وقد نسوا إغلاق أجهزتهم الخلوية، مما يتسبب في قطع خشوع وتركيز المصلين بنغمات ومعزوفات موسيقية هي محرمة أساسا لأنها تدخل في مزامير الغناء فكيف بالله عندما تكون في المسجد وهو بين يدي الله عز وجل قائم يصلي، لذا فإن من المفترض دائما على كل مصل ألا ينسى أبداً إغلاق جواله عند دخوله لباب المسجد، وأن توضع على أبواب المساجد لوحات تذكر المصلين قبل دخولهم لمكان الصلاة بضرورة إغلاق الجهاز.
ويشير في الختام إلى حادثة طريفة حدثت في المسجد حيث ظل جرس الهاتف الجوال يرن في جيب أحد المصلين بنغمة لأحد المطربين وظلت هذه النغمة تنقطع ثم تعاود الكرة مرة أخرى مما تسبب في إيذاء المصلين بصوته المرتفع، ولم يبادر صاحب الجوال إلى إقفاله حتى لا يكثر الحركة في الصلاة رغم أنه من المفروض إخراجه وقفله تماماً، وبعد انتهاء الصلاة وتسليم الإمام قام بزجر هذا المصلي علناً أمام البقية وبين له بأن هذا العمل لا يجوز فإذا كانت الأغاني والموسيقى محرمة بين الناس فكيف تكون في داخل المسجد وعندما انتهت الصلاة وهم المصلون بالخروج كان هاتف الإمام هذه المرة هو الذي يرن بصوت مرتفع ولكنه ولله الحمد كان قد انتهى من أداء الصلاة والنغمة كانت صوتاً عادياً.
تحرم الطالب المتابعة
ويشير ثامر بن مشعل العتيبي إلى أن دخول الهاتف الجوال بحرية إلى المدارس والكليات والمعاهد قد أصبح سبباً في انشغال العديد من الطلاب عن معلميهم داخل الفصل وحتى إن كان الجوال ممنوعاً إحضاره للمدرسة فإن بامكان الطلاب في ظل صغر حجمه ووزنه إخفاءه في أي مكان، كما أنهم قد لا يتحدثون به أمام المعلم ولكنهم ينشغلون فيه بقراءة الرسائل والرد عليها وممارسة بعض الألعاب الموجودة فيه مما يحرمهم من متابعة شرح المعلم وضياع كم هائل من المعلومات التي قد تكون سبباً كبيراً في تدني مستواهم التحصيلي، كما أن بعض المعلمين والمعلمات رغم منع تشغيل الهاتف الجوال داخل الفصل فإن البعض منهم وللأسف الشديد لا يهتم لهذا الأمر فيترك الطلاب في معمعة الفوضى والانشغال ليرد هو على الهاتف وتضيع بذلك الحصة على الطلاب ويحرمهم من هذا الوقت الثمين الذي هو من حقهم في مكالمات كان من الأجدى به تركها إلى نهاية الحصة.
المراهقون والجوال
وينصح عبدالله فلاح العنزي بأنه يفترض على كل أب وأم متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل ومعرفة كيفية استخدام الهاتف الجوال بالطريقة المناسبة التي اخترع لأجلها هو ضروري للأسر لمتابعة تحركات أبنائها وخاصة من صغار السن والمراهقين وذلك عند خروجهم مع السائقين إلى المدارس والأسواق أو في زيارتهم لأصدقائهم، غير أن إهمال العديد من الآباء لهذا الغرض قد ساهم إلى حد كبير في حدوث بعض التصرفات الخاطئة من قبل الأبناء وفي استخدام الهاتف الجوال للمعاكسة وتبادل الرسائل المنوعة التي قد لا تخلو من بعض التجاوزات المرفوضة، كما أن بعض الفتيات قد تحصل على جهاز هاتف وشريحة خاصة بها في ظل توفر بطاقات الشحن المدفوعة مسبقاً والتي لا تحتاج إلى فواتير حيث تستطيع الفتاة إخفاءه بسهولة لصغر حجمه وعدم حاجته إلى سلك وهذه نقطة هامة أتمنى ألا يغفلها الآباء أبداً فهي تسهل من عملية الوقوع في الحرام نتيجة توفر الهاتف معها في كل مكان تذهب إليه كما في المدارس والأسواق أو حتى عند إقفال باب غرفتها عليها.
مسابقات ونصب
ويقول نايف الرويلي: تصل أحياناً رسائل واتصالات من فتيات من خارج المملكة تزعم صاحبتها بأنها مخطئة في الرقم وتحاول بعد ذلك إيقاع الشباب في حبالها من خلال المحادثات الناعمة والكلمات الغزلية والتي ينتهي فيها المطاف إلى الطلب من هذا الشاب زيارتها في بلادها بشرط أن يحمل معه الهدايا والنقود، وقد يقع كثير منهم لعمليات نصب في تلك البلاد نتيجة لانحرافه وراء اتصالات لا يعرف مصدرها ولا حقيقتها، أيضاً ان هناك العديد من المسابقات الوهمية والخدمات التي تحاول بعض الشركات وللأسف الشديد تسويقها لمستخدمي الهاتف الجوال من خلال الرقم المجاني 700 وهي أمور ترهق كاهل الفرد وتزيد من رقم فاتورته الهاتفية وتحرمه من خدمة الهاتف الضرورية.
تجاوزات
ويشير هندي هزيم الأشجعي إلى حدوث بعض التجاوزات من قبل بعض الموظفين في فروع شركات الاتصالات حيث يقومون باستخراج هواتف بأسماء أشخاص لا يعلمون عنها شيئاً وقد حدث ذلك مع الكثيرين ومعي أيضاً، حيث راجعت الشركة لإعادة هاتفي الثابت المفصول مؤقتاً حيث تبين لي وجود فاتورة هاتفية عن جوال مستخرج باسمي ودون علمي مما منعني من الاستفادة من هاتفي الثابت لحين تسديد فاتورة جوال لم أستخدمه أبداً.
مشيراً إلى أنه لا تزال شرائح بطاقات «سوا» تباع في بعض المحلات التجارية بأسعار مرتفعة، وتستخرج بأسماء النساء وكبار السن أو بأسماء العمالة، وهذه لا تزال منتشرة بين الشباب والمراهقين وتتداول بين أكثر من مستخدم مما يجعلها عرضة للاستخدام السيئ من قبل البعض.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved