في افتتاح الجولة الخامسة من بطولة كأس الدوري
انتعاشة الوحدة تتربص بالهلال.. بظروف متشابهة وبحثاً عن حلول.. الأهلي يستضيف القادسية في جدة

* كتب- سالم الدبيبي:
أحدثت نتائج الجولة الماضية تغييرات مهمة على قائمة ترتيب فرق بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، كما أنها قلبت الحسابات رأساً على عقب بأرقامها الغريبة، وأكدت أن المنافسة مشرعة لجميع التنبؤات.. واليوم تفتتح الجولة الخامسة بلقاءين يكتنفهما الغموض، فبينما تدور في مكة المكرمة وعلى ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية مواجهة قوية تجمع المضيف الوحدة الذي سجل نتيجة تاريخية خارج أرضه ذهب ضحيتها الطائي نقلت الفائز إلى المرتبة الرابعة برصيد «6» نقاط متفوقاً على ضيفة الهلال الخامس بفارق نسبة الأهداف، وكان الأخير قد كسر حاجز التعادل الذي رافقه في الجولات الثلاث الأولى بتحقيق انتصار مهم على نظيره الأهلي.. يلتقي بظروف متشابهة أيضاً القادسية بمضيفه الأهلي على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، والفريقان يعانيان أزمة نتائج سببت لهما الكثير من الحرج في وقت مبكر لكنه لا يخلو من الأهمية كون الجميع يبحث عن تحديد المسار.
الوحدة والهلال
تكتسب هذه المباراة أهميتها بما يحيطها من معنويات مرتفعة يتميز بها الفريقان اللذان يبحثان بقوة عن الاستمرار في عزف نغم الانتصار بعدما تمتع بأدائه أبناء مكة المكرمة في مناسبتين متتاليتين أنستا جماهيرهم الخسارة في جولتي البداية.. وقد يكون الأمر طبيعياً قياساً بالخصمين الشعلة ومن ثم الطائي، لكن الفوز العريض الذي جلبه الفرسان من حائل الجولة الماضية حينما دكوا حصون الطائي بسداسية جعلت الأمر مختلفاً كتأكيد على أن الوحدة يملك الكثير لتقديمه قد يتجاوز به مجرد أحلام البقاء.. وبالنظر إلى خصائصه الفنية سيتبرز إمكانياته العالية بقيادة المدرب الوطني المحنك خالد القروني الذي لم يتنازل عن تصريحاته بترديد قوة فريقه وأنه يستطيع المزاحمة بجدارة على احتلال موقع ترتيبي مميز.
وعلى السياق نفسه يدخل الهلال مباراة الليلة بعدما قدم الجولتين الماضيتين عروضاً فنية تختلف كثيراً عن بدايته المتواضعة حتى وألم يتمكن من الترجمة المستحقة إلا في لقائه الأخير أمام الأهلي الذي خرج منه بالنقاط الثلاث عكس المباراة التي سبقتها أمام النصر التي خسرها بالتعادل.. ومن الطبيعي أن يستطيع الزعيم تجاوز ظروفه الصعبة إلى الحضور بفاعلية كما هو عليه الان بعدما احسن مدربه قراءة مكامن القوى لديه لتجاوز حالة الافتقاد للتكامل بالعناصر والتي لا يمكن رغم وزنها المؤثر ان تجبر الفريق على انتهاج طرق لم يألفها باللجوء إلى الدفاع.. واليوم منتظر من الازرق أن يبرهن على تصاعده المتنامي بفرض إيقاعه وأسلوبه في طريق الارتقاء إلى أعلى قائمة الترتيب.. علماً أن فوز أحد الفريقين يضعه بالمرتبة الثالثة مؤقتاً بانتظار نتيجة الاتفاق في مباراته مع الاتحاد مساء يوم غد.
الأهلي والقادسية
ليس مطروحاً أمام الفريقين للخروج من حالة عدم الاتزان سوى تحقيق نتيجة الفوز والتي قد تضع فاقدها في موقف لن يخلو من المراجعات التي قد تصل إلى اتخاذ إجراءات عملية ربما يكون منها إعفاءات فنية وإدارية.. وعلى الرغم من رصيد الأهلي البالغ «6» نقاط إلا أنه لم يفتك من نقمة وغضب جماهيره وشرفييه كونه حقق الفوز الضعيف في لقاءيه أمام الوحدة والطائي بينما خسر أمام الشعلة بنتيجة مخيبة وأمام الهلال بعد عرض ضعيف.. ويتركز الانتقاد على طريقة الأداء التي يلعب بها الفريق حيث لم يقدم حتى الان العرض المقنع الذي يناسب الامكانيات التي تزخر بها صفوفه، وهو ما يجعل المدرب الفرنسي شانتير تحت مقصلة الجماهير التي لا يمكن لها أن ترحم بانتظار تهاوي فريقها أمامها، وبناءً عليه سيكون اليوم اختبارا حقيقيا للمدى الذي تستطيع المجموعة إدراكه ومن ثم تقديم الملامح الدالة على عودة الأهلي لحقيقة مستواه مع عدم إغفال أهمية ان يواكب ذلك نتيجة ايجابية تبقى حصيلة الاسهم الخضراء مرتفعة في دائرة المنافسة المتقدمة.
ومما يرفع من وتيرة اللقاء ان يكون الخصم متحفزاً للخروج بالنتيجة كما تفرضه الحاجة القدساوية كون هذا الفريق مازال يبحث عن هويته بعدما فقد حتى الان ثماني نقاط من مجموع اثنتي عشرة كانت متاحة واكتفى بالفوز مرة والتعادل بالمثل وخسر لقاءين.. ولان ابناء الخبر يدركون اهمية جمع النقاط في وقت مناسب قبل ان يفوت القطار وتصعب المهمة حينما يشتد الوطيس وترتفع حرارة الصراع فهم سيبحثون بقوة عن تدارك مشكلاتهم الفنية والسعي إلى إيجاد الحلول بداً من لقاء اليوم خصوصاً وهم يؤكدون ان فريقهم قد قدم مستوى مميزاً الجولة الماضية حينما تنازل للنصر عن النتيجة في رمق المباراة الأخير، وهو ما يبعث على التفاؤل بإمكانية تحقيق الانتصار مساء اليوم كمطلب سينعكس على مسيرة الفريق بالكثير خلال الجولات القادمة.