Thursday 18th september,2003 11312العدد الخميس 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

15/11/1390ه الموافق 12/1/1971م العدد 327 15/11/1390ه الموافق 12/1/1971م العدد 327
معهد التربية الرياضية بالرياض.. كما نريده أن يكون..
بقلم : المحرر الرياضي

معهد التربية الرياضية بالرياض عطاء رياضي جيد..
وهذا ما يجعل الرغبة الملحة عندي للحديث عنه دائمة ومستمرة.. بل ولعلي أجد للسبب ذاته ما يشدني إلى التركيز عليه بصورة قد لا أفعلها مع غيره من قطاعاتنا الرياضية.. إلى درجة الارتياح إلا أن مثل هذا العمل يجيء في دور الأسس المتينة لبناء شامخ وقوى للرياضة في بلادي
ولعلي وأنا أفعل ذلك أجد رصيداً ضخماً من القراء الذين يشاركوني نفس الرغبة.. ويلتقون معي على خط واحد وهدف واحد.. لتكون وزارة المعارف حين نناقشها عن المعهد مسئولة بالاجماع عن أي تقصير نلاحظه عليه.. وعن أي نقص يبدو واضحاً لنا.. ذلك لأن من التغفيل المرفوض أن يجيء عدم اقتناع الوزارة بما يثار حولها بخصوص هذا المعهد.. خاصة عندما تكون اثارة ذلك من الجميع.. وأضغط على كلمة الجميع..
ولقد كان بامكاني اسداء الشكر للوزارة على ايجادها هذا المعهد.. لولا انني أجد مثل هذا الكلام معادا ومكرراً لما سبق أن قلناه سنة انشاء المعهد.. وكان بالامكان أيضا أن أشيد بنظرة الوزارة الثاقبة على ضوء ما حققه المعهد من عطاء وانجازات.. لو كنت أجد في ذلك بديلا مجديا ومفيداً عن مناقشة الوزارة عن الاشياء التي يحتاجها المعهد.. وما زال يلح ويرجو أن يتحقق ولو بعضا منها.. بينما لا تجد حماسا من الوزارة وقليلاً جداً موافقتها لرغبة المسئولين..
واذن فاني لا أكتب مشاعري وسروري بمثل هذا المعهد.. ذلك لأني كما أشرت سبق وأن كتبت مثل ذلك.. وما سأكتبه اليوم هي ملاحظات لمستها من خلال زيارات كثيرة قمت بها للمعهد.. ومن لقاءات عديدة مع بعض الطلاب والمدرسين منذ انشاء المعهد وحتى اليوم.. على أني لن أتردد في ذكر كلمات مختصرة عند الحاجة لها كشكر للمسئولين بايجادهم هذا المعهد.. حتى لا أتهم بعدم النزاهة في النقد.. وبالجحود والنكران للعمل المثمر من وزارة المعارف الجليلة..
** نحن نعرف أن الهدف من انشاء المعهد هو ايجاد المعلم التربوي الناجح من أبناء هذا الوطن حتى يسند إليه القيام بالتربية الرياضية في مدارسنا، واذا وافقنا الوزارة على الاكتفاء بالمعهد ليخرج لنا مدرسا للتربية الرياضية بشهادة الدبلوم المتوسط للتربية الرياضية فان معنى ذلك ان نقبر الرياضة ونقتلها تماما في صفوف طلاب مدارسنا.. اذ أن التخلص من المدرسين المتعاقد معهم من الأقطار العربية لا يجب ان يتم الا بعد أن نوفر من أبناء الوطن من مدرسي التربية الرياضية من هم في مستوى هؤلاء على الأقل ان لم نكن أكثر طموحاً ونبحث عن المستوى الأفضل..
واستغرب كيف يتم ذلك وكيف نسد العجز بخريجي هذا المعهد وهم أصحاب الثقافة المحدودة والتجربة القليلة.. بينما أمامنا فرصة للحصول على كفاءات على مستوى عال في التربية الرياضية من أبنائنا وذلك اما بابتعاث مجموعات منهم إلى الخارج للدراسة أو بافتتاح قسم عال لاكمال الدراسة ليأتي التخلص من المتعاقدين بعد ذلك سليما والاعتماد على المواطن المتخصص في التربية الرياضية مقنعا..
أقول ذلك وأنا ألمس حماسا من جميع خريجي هذا المعهد على مواصلة الدراسة فيما لو وجدوا الفرصة والتشجيع من الوزارة.. وأقوله لأني أجد أن عطاء الخريج سيكون ضحلاًً اذا ما قيس بمن تسنى لهم اكمال دراستهم العليا في المجال الرياضي.. على أني أستبعد أن يكون كل هم الوزارة ايجاد المدرس دون النظر أو الاهتمام بالحركة الرياضية الاهلية في بلادنا.. والتي تحتاج الى الخريجين ولا غنى لها عن اسهامهم للرفع من مستوى الحركة الرياضية.. وهو شيء تلمسه الوزارة من خلال التوافق في الهدف والمسئولية بين رعايتي الشباب بالمعارف والعمل.
** قلت إني استبعد ان يكون هم الوزارة وهدفها بايجاد المعهد الرياضي للحصول على المدرس فقط.. ذلك لأنها حين تقصر مسئوليته على ذلك انما تشير إلى احتمال اغلاقه بعد سنوات قليلة من الآن حيث يكون هناك الاكتفاء الذاتي من مدرسي التربية الرياضية.. كيف لا وقد تخرج حتى الآن ثمانون طالبا ويدرس به حاليا مائة وستون طالبا بينما لا تستوعب المدرسة الواحدة مهما كان كبر حجمها أكثر من مدرسين لاعطاء الطلاب دروس التربية الرياضية.. وأعتقد ان هذه المقاييس وهذه النظرة الى الأفق البعيد تفرض علينا ان نعطي الاهمية للمعهد لا بوصفه مجال تخريج المدرسين الوطنيين لدروس التربية الرياضية..
وانما لانه الأساس القوي لايجاد الرياضة ذات المستوى الرياضي لكافة القطاعات وفي جميع الالعاب وهذا لن يتحقق كما قلت الا باعطاء الخريجين فرصة اكمال دراستهم بالخارج أو التخطيط لايجاد معهد عال للتربية الرياضية مع شيء من العناية والاهتمام بمطالب المعهد.
** مع ان المعهد يضم فرقا رياضية من بين طلابه في كرة القدم والطائرة والسلة واليد والعاب القوى والملاكمة والسلاح والمصاعرة والكراتيه والجمباز .. الا انه يواجه صعوبة شديدة لانتظام بعضها بسبب نقص الادوات حينا وتأخر الوزارة في تأمينها حينا آخر.. بينما تقوم الدراسة أساسا على التمارين والدروس العملية والتي هي لا شيء بدون توفر الأدوات وادخال التحسينات على الملاعب الكثيرة لكرة القدم والعاب القوى وكرة السلة واليد والطائرة التي يؤدي الطلاب تمارينهم عليها.
** وانا شخصيا لا الوم الوزارة حين تفرض على الطلاب دروسا في الدين واللغة العربية والانجليزية وعلم النفس والتشريح والصحة والتربية الصحية والكشفية ونظريات وقوانين السباحة والسلاح والالعاب الجماعية والعاب القوى والمصارعة والملاكمة إلى جانب وظائف الاعضاء والاسعافات الأولية والمجتمع والخدمة الاجتماعية والترويح ونظريات وطرق تدريس التربية الرياضية.. كذلك فأنا على اعتراض عليها في الزام الطلاب بدروس عملية في بناء الجسم والجمباز والعاب القوى والسباحة والالعاب الصغيرة فضلا عن المصارعة والملاكمة وكرة القدم والسلة والطائرة واليد..
ذلك لأنه من الضروري ان يأخذ الطالب كفايته من الدروس العملية النظرية قبل ان يعطي شهادة التخرج من المعهد والالتحاق بسلك العمل الوظيفي.. والا معناه اننا لم نحقق الفائدة المرجوة من المعهد، لكني ألوم الوزارة بانها لا تقدم للمعهد كل ما يحتاجه ولا تستجيب الا نادرا لمطالبه مع انه المعهد الوحيد في بلادنا.. وقد وفر لخزينة الدولة الكثير من المبالغ بعد ان تخرج منه ثمانون مدرسا وحلوا في مكان المتعاقدين..
ان المعهد يجب ان تؤخذ طلباته من المسئولين الاهتمام والمبادرة بتحقيقها.. ويجب ان يكون التأمين للأدوات مثلا قائماً على أساس أن تكون كافية لفترة طويلة لكي لا تتأثر الدراسة وتتعثر فيما لو وجد نقصا في بعضها.. ونحن نريد ان نجد في المعهد ابطالا في كل الالعاب يسهمون بمستوياتهم في رفع سمعة الرياضة في بلادنا عاليا.. وهذا بغير الاهتمام والعناية بالمعهد لن يتحقق اطلاقا.
** ولست أدري ما ذنب المعهد ليقصى من بطولة مدارس المملكة في العاب القوى التي تنظم كل عام فلا هو الذي اعتبر ضمن مدارس الرياض ولا هو الذي اعتبر مستقلا عن كل المدارس اذا كان إبعاده جاء بقصد ايجاد التوازن في المستوى بين جميع مناطق التعليم بالمملكة.. لست أدرى لأنه وان يكن يضم نخبة ممتازة من الطلاب المتفوقين في جميع الألعاب الرياضية فذلك لا يعتبر منطقا لابعاده من المسابقات الرياضية وهو الأولى والأحوج إلى الاشتراك فيها.. ولعل الوزارة وقد ثبت لها بعد ابعاد المعهد من المسابقات الماضية عدم تأثيره على منطقة الرياض للاحتفاظ بالبطولة تعيده إلى ما كان عليه.. أو تدخله ضمن المسابقة منفردا لوحده بصفة خاصة.. فنحن يهمنا ان نجد من بين شبابنا الكثير من المتفوقين في جميع الألعاب الرياضية وليس يهمنا فوز هذه المنطقة أو تلك لأن التخطيط لاقامة المسابقة العامة للمملكة انما قصد منه رفع مستوى الحركة الرياضية في البلاد.. وابعاد المعهد من المسابقة يتنافى تماما مع ذلك.
** يشكو الطلاب من قلة الماء وانتشار البعوض وحاجتهم الى مزيد من البطانيات مع العناية والصيانة المستمرة لدورات المياه ونحن نأمل من الوزارة أن تحقق هذه المطالب.. فهي هامة جداً لاسيما وأن السكن داخليا للطلاب حسب النظام.
** بالمعهد نشاطات مشرفة وقد كان الفضل في ذلك للجمعيات التي أوجدها المسئولون بالمعهد والتي من بينها جمعية الصحافة واللغة الانجليزية والزراعة والكشافة والتمثيل والمسرح والنادي والرحلات والتربية الإسلامية والاسعافات واللغة العربية.. ومثل هذه النشاطات يهنأ المعهد عليها.
** ونحن نفتقد إلى الكتاب الرياضي الجيد في مكتبات المملكة الحكومية منها أو الاهلية.. لابد ان يقودنا الاعتقاد الى أن مثل هذا الكتاب سيكون متوفرا في المكتبة الخاصة بمعهد التربية الرياضية.. اذ ان المعاهد الرياضية هي المكان الصحيح لكل كتاب رياضي مفيد.. لكني من زيارة لمكتبة المعهد لم أجدها مع الأسف بالصورة التي كنت اتوقعها.. ومازال تنظيم المكتبة أملا من الآمال الكثيرة التي نأمل ان تتحقق بشكل سريع جدا للمعهد الرياضي الوحيد في بلادنا.
** لن ننسى كرم وزارة المعارف بتخصيصها مكافأة مالية لكل طالب بالمعهد وصرفها اعاشة للطلاب.. لكن ذلك لا يحول دون مطالبتها بتأمين حاجة الفرق الرياضية بالمعهد من الملابس الرياضية.. ذلك لانه من الضروري ان نعطي صفة الاهتمام والرعاية بشكل خاص للمعهد الرياضي لا سيما فيما له علاقة بالشئون الرياضية.
** ولعل من المناسب وقد تطرقنا كثيرا إلى شئون المعهد الاشارة ولو بطريقة عابرة إلى حاجة المملكة إلى دفعات جديدة من خريجي المعهد يكون عددها اكثر مما كانت عليه الدفعات السابقة.. وهذا يبدو أمراً مستحيلا ما لم تتخذ الوزارة من الآن الاحتياطات اللازمة لاستقبال ما لا يقل عن مائة طالب كل عام.. خاصة وانه قد تقدم هذا العام لامتحانات قبول الطلاب الجدد أكثر من ثلاثمائة طالب.. وهي نسبة مشجعة لان نزيد العدد لنسد حاجة المملكة خلال وقت قصير وبتكاليف بسيطة جداً.
** في رأسي الكثير عن المعهد.. أريد أن أطرحه على المسئولين بالمعهد.. ولكني أخشى أن أثقل عليهم فيما لو تحدثت عن كل ما في رأسي،، لهذا سأقف عند هذه النقطة مكتفيا بما سلف.. مؤكداً تقديري لمعالي الوزير الشيخ حسن آل الشيخ على اهتمامه بالمعهد كأي مؤسسة علمية تربوية.. وعلى التشجيع الذي يقدمه سعادة الاستاذ عباس حداوي للمعهد وطلابه في حدود طاقاته.. وسأظل مع كل المواطنين بانتظار كلمة معالي الوزير الى المسئولين المختصين لاعطاء اهتمام خاص للمعهد الرياضي الوحيد في بلادنا مع خالص الشكر والتقدير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved