Saturday 20th september,2003 11314العدد السبت 23 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
المعلمون،!! وما أدراك لو أنَّهم يفعلون
د. خيرية إبراهيم السقاف

تنشط همَّة التربويين في الرَّاهن من الزمن، تطلعاً إلى أن يتحلَّى المعلمون بصفات تساعدهم على أداء مهنتهم بأساليب قادرة على مواجهة «التداخلات»، و«التَّداعيات» و«المؤثِّرات» تلك التي هي «خلاصة» لما تفرزه مؤثرات «الوافد» المقروء، والمكتوب، والمشاهد، بل المتعايش مع اللقمة، والنّسمة، والقطرة.
وتتركز همَّة التربويين على «التدريب» لفئة المعلمين على أن يكونوا ملمِّين، فاهمين عارفين لمنهج سلوكي يكون مؤهِّلاً للوصول إلى «ذهن»، و«نفس»، و«وجدان» الدارسين، وبأساليب مقنَّنة، ومثل هذا المنهج تتضمَّنه برامج الدراسةالتي هي حصيلة تخصص المعلمين فيأتي التدريب ببرامجه المكثَّفة إضافةً وتحديثاً للحصيلة الأساس، وهذا نحوٌ محمودٌ يواكب متطلبات التجديد، والتحديث، بل التغيير الذي يطرأ في كلِّ يوم تشرق فيه الشمس على المعلم والمتعلم، بما يستجد في مجال الأخْذ وفي مجال العطاء بينهما.
ولعلَّ في هذا النشاط بين التربويين لتأهيل فئة المعلمين لمواجهة كلِّ جديد، بقدرة مؤهلة، وبإمكانية عالية، ما يدعو للتقدير، ومن ثمَّ للتذكير...:
فالتذكير مع التقدير يُلفت هذه الفئة ذات الهمَّة إلى ضرورة أن تدعم برامج التدريب بما يعزِّز في هذه الفئة قدرتها ووسائلها نحو تناول الجانب «العَقْدي» عند الدارسين...، وهذا يتطلب إعادة النظر في جميع طرائق التدريس، وأنشطته ووسائله، بل إمكانية المعلمين أنفسهم في تبنِّي مسؤولية أن يكون المعلم منهم مربياً دينياً، وموجهاً أخلاقياً، ومؤدباً سلوكياً.
وعلى هذا فإنَّ مهمَّة التربويين حين تنشط لإعداد وتدريب المعلمين لأن يكونوا بُناةً لأجيال فاهمة، واعية، ملمَّة بأصول دينها، متمكِّنة من عقيدتها، ليست واهنة ولا ضعيفة، ولا جاهلة، إنَّما يكون نشاطها في موقعه الأساس وتقوم بدورها الرئيس، وتتبنَّى مسؤوليتها الأولى.
ولعلَّ فيما تكشف عنه الوقائع العامة في الحياة اليومية ما يؤكد ضرورة أن يتبنَّى التعليم والمعلمون مسؤولية إعادة صياغة، وصياغة جديدة لدور المعلمين تجاه أن يكونوا تنفيذاً مؤدِّبين ومربِّين وموجِّهين وممثِّلين لعقيدتهم، عاملين على أن يخرج من بين أيديهم رجال ونساء كما خرجوا من مدرسة المسلمين الأوائل، ليكونوا أقوياء بالحق وبالإيمان رفقاء، لا يضعفون أمام تيار، ولا يضيعون مع مدِّ الحياة، أو يغرقون مع جزرها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved