Saturday 20th september,2003 11314العدد السبت 23 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنه «تناغم» يأسر القلوب إنه «تناغم» يأسر القلوب

حين تناول البعض موضوع المهرجانات الصيفية وانتشارها وحين اوحى لهم تفكيرهم بأن يتناولوها بقليل من الموضوعية. لانه في تلك الكتابات لا وجود لمناقشة موضوعية ولا استشفاف لمصداقية وانما كل الامر لا يعدو كونه بحثاً عن الضجيج وتحريكاً للسكون.
اقول.. وانا اشاهد وارى انقاض تلك الكتابات.. كان الجميع يتحدثون عن: ماهو المهرجان الصيفي.. لِمَ أقيم. .ولأجل مَنْ.. في خضم ذلك كله ذهب بي الفكر إلى زاوية في ذلك المسرح تحوي من الكنوز الكثير ولكن للاسف لم يصلها ضوء يكشفها لنا بل ظلت منزوية بعيداً عن أقلام الخبراء الذين دافعوا عن مهرجاناتهم وبرامجهم ومدنهم.. بينما هي واضحة جلية على أرض الواقع يشاهدها الجميع.. رأيتها بأم عيني في برنامج صيف البكيرية.. تكلم المتكلمون واكثروا وشرحوا وبينوا ولم أر احداً أشار إلى ان مثل تلك الفعاليات انما هي تفعيل لطاقات كبيرة تكتنزها بلادنا.. طاقات شابة تبحث عمن يكتشفها.
واسمحوا لي ان ادلي بدلو ملأته بما شاهدته عيني في برنامج محافظتي «البكيرية» الصيفي:
أولاً: تسابق رجالات المحافظة وهم العلامة البارزة في صفحة محافظة البكيرية - تسابقوا إلى دعم هذه الفكرة ولم يسألوا عن الكم ولكن سألوا: ايساهم في نجاحكم؟ ووالله ان الاجابة كانت نعم بادية على وجوه العاملين في ذلك التنظيم.. ثم تقافز شباب المحافظة وكل ابدع في مجال ولا آتي بجديد حين اقول ان كل العاملين في ذلك البرنامج هم شباب سعودي وكل اللجان العاملة لا وجود فيها لغير أبناء الوطن كل اللجان: التنظيم/ التنسيق/ والمتابعة/ الاعلامية/ والثقافية/ الرياضية/ ركن الاطفال: كلهم.. كلهم. شباب قدموا رائعة من روائع العمل الجماعي شاهدها الجميع متمثلة على ارض مركز الامير عبدالله بن عبدالعزيز للاحتفالات بالبكيرية.
اتركوا قضية المهرجانات الصيفية الترفيهية.. إلخ.. إلخ. انظروا إلى جانب آخر.. الا يشعركم وجود هذا الكم الهائل من شبابنا في مكان واحد في بوتقة واحدة لاجل هدف سام هو خدمة بلدهم واهله والتعبير عن صدق انتمائهم لا يسألون عن مجد شخصي ولا مكافأة آنية.. الا يشعركم هذا المشهد بمشاعر الفخر والاعتزاز؟
حين ترى جحافل الشباب كل يعمل في مجاله في تناغم يأسر القلوب الصادقة بحب هذه البلاد، شاب يتأبط حاسوبه المحمول ينهي مع مجموعته ترتيبات موقع البرنامج على الانترنت وآخر يضع اللمسات الاخيرة على المجلة الخاصة بالبرنامج وثالث يرتب برنامج الحفل ورابع يطمئن على استعدادات ركن الاطفال ومجموعة يثبتون اللوحات الترحيبية واخرى تتولى الترتيب لاستقبال ضيوفهم في المنصة الرئيسية واخرى واخرى واخرى.. ماذا؟
هل نسيت احدا؟
اخوتي.. انني لم اذكر احدا!
هل يتنامى إلى اذهانكم وانتم ترون هذه الفعاليات كيف ان وراءها شبابا استغنوا عن التمتع باجازاتهم واوقاتهم الخاصة مقابل ان يؤدوا خدمة لهذا البلد واهله؟ اي بعد عن الانانية هذا؟ واي مستوى رفيع من التفكير الايجابي؟
هل تتصورون معي تلك المشاهد الرائعة؟ انا لا اتصورها.. انا شاهدتها في كل يوم من ايام البرنامج ماثلة امامي، الا يشعركم كل هذا بمزيج من الفرح والفخر واشياء اخرى لا اعرف كيف اعبر عنها تجاه شباب هذا الوطن؟
كل هذه الجهود غفلت عنها اعين المنافحين الذين تصدوا لكل من نقد تلك المهرجانات والبرامج مع انها من اكبر واسمى الاهداف التي نستفيدها من تلك المهرجانات..
ختاما. اهنىء محافظتي واهلها على هذه النماذج الرائعة التي قدمت لنا ذلك البرنامج واتحفتنا بنشاط جميل ملأ صيفنا بالمتعة والسرور فيما لا يغضب الله ولا يتنافى مع ثوابتنا..
ثم لا انسى ان ازجي تحية ملؤها الاعجاب والاكبار والفخر إلى كل الشباب الكبير بهمته وطموحه وجهده اسوقها اليهم نيابة عن جميع من حضر تلك الفعاليات.. مع دعوات قلبية خالصة لهم بالتوفيق والسداد والرشاد في القول والعمل وأن يديم الله علينا هذه النعم تترى وتتوالى.

وليد بن علي بن عبدالرحمن المحسن
المدير التنفيذي لأعمال اللجنة الأهلية المساندة لبرنامج المدينة الصحية بالبكيرية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved