Saturday 20th september,2003 11314العدد السبت 23 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

22/11/1390هـ الموافق 19/1/1971م العدد 328 22/11/1390هـ الموافق 19/1/1971م العدد 328
لقاء الأسبوع
مع الأستاذ محمد بن سعد بن حسين
يعجبني من الشعراء الحجي والفقي.. ومن الكتاب ابن خميس والرفاعي

* أعد اللقاء: خالد كامل خطاب
ولد سنة 1352ه بقرية العودة من اقليم سدير، وبها نشأ وحفظ القرآن وبعض المتون على عمه أرسله والده بعد ذلك إلى الرياض ليلتحق بمجالس العلم فأخذ على سماحة المفتي رحمه الله وعن نائبه لشؤون الكليات والمعاهد العلمية الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن سليمان.. التحق بدار التوحيد بالطائف وأكمل دراسته الثانوية بمعهد الرياض العلمي ثم انتظم بكلية اللغة العربية حيث حصل على شهادتها العالية عام 1378ه.
* لكم رأي في الشعر الحر والمنثور فما هو.. وهل تعتقدون ان لهذا النوع من الأدب قدرة على البقاء؟؟
إن ما يسمونه بالشعر الحر والمنثور ما هو إلا «موضة جديدة» طفحت على وجه الشعر العربي كما طفحت مثيلات لها في أدب العباسيين والاندلسيين وستمضي كما مضت ولن يحفظ منها التاريخ إلا كما حفظ لتلك الموضات السابقة. على ان هناك فرقا بين ما حصل أيام العباسيين والاندلسيين وبين ما نشاهده الان.
فعوامل البقاء كانت أكثر بالنسبة للموشحات وما ماثلها ومع ذلك فلم يبق منها إلا نماذج حفظت للتاريخ زد على ذلك ان فحول الأدب والنقاد كالعقاد مثلاً قد رفضوا الاعتراف بهذا النوع كشعر ولم يعتبروه إلا من باب النثر جيده من جيده ورديئه من رديئه.
* ما رأيكم بالدعوة التي قادها الإمام محمد بن عبدالوهاب وهل لها تأثير على الأدب؟؟
دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب دعوة اصلاحية قامت لتصحيح الأوضاع الفاسدة غير انها ركزت على الجانب الديني لكونه الأهم ولأنه لا يمكن اقامة مجتمع صالح إلا على أساس من العقيدة الصافية والدين الحنيف ومن هنا كان تأثير الدعوة في الأدب واضحا إلا فيما يتصل من جوانبه بالدين وذلك ما يظهر على أدبنا خصوصا حينما يتناول الشاعر من الموضوعات ما يستدعي ايراد بعض الألفاظ التي يكون للأديب فيها الاختيار بين لفظ ولفظ.
* القصة ضرب من ضروب الأدب فما مقدار نجاح كتابنا فيها؟؟
من المعلوم ان أدبنا أدب ناشئ لم يبلغ في جملته ما ننشده من مستوى أدبي وفي بعض جوانبه لم يبلغ حد النضوج والقصة عندنا من هذا القبيل بل ان التقليد ظاهر لا في اسلوبها ونهجها وحسب، بل وفي موضوعاتها وأحداثها، ولعل ذلك راجع إلى ما قلناه آنفا من ان أدبنا أدب ناشئ، على ان سرعة تطوره في السنوات العشر الأخيرة يبشر بمستقبل طيب.
* سمعنا ان هناك أمسية شعرية اقيمت قريباً.. وبما انكم من المساهمين فيها.. فما هي الجهة التي أقامتها وما جدوى مثل هذا العمل؟؟
هذه الأمسية أقامتها كلية اللغة العربية بالرياض ضمن منهجها التثقيفي الذي دأب منظموها على تقديم المحاضرات المتنوعة والندوات الأدبية وهذا العمل عمل جليل شأنه شأن الأعمال التي تساهم مساهمة مباشرة في رفع المستوى الفكري والأدبي بين أبناء هذه البلاد وأملنا ان يتكرر مثل هذا العمل وان تحذو المؤسسات العلمية الأخرى حذو كلية اللغة العربية في مثل هذا لتكون الفائدة أكبر وأشمل.
* يقولون ان فكر الأديب ينضب إذا كبر فهل هذا صحيح؟؟
إذا كان الأديب صاحب فكر أصيل ويملك الملكة الأدبية الممدة فإن فكره يظل معطاء مادام على قيد الحياة، بل ان كل ما تقدمت السن بمثل هذا الأديب كل مازات خبرته في الحياة وازداد فكره نضوجا وانفتاحا، ولا أدل على ذلك من ان كبار أدبائنا كأحمد امين والعقاد والرافعي وطه حسين ظلوا يمدون ادبنا بكل ما هو رائع وجديد.. إلى ان مات منهم من مات وهرم من هرم.. وانما يعتري النضوب الفكري ذوي الافكار الضاحلة والملكات المهزوزة.
* من هو أفضل شاعر سعودي في نظركم؟ ومن يعجبكم من كتابنا شيوخا وشبابا؟؟
لن أدخل معك في مجال تفضيل أحد على أحد ولكن أقول يعجبني إلى حد كبير جدا شعر الشاعر حمد الحجي شفاه الله .. كما يعجبني ايضا الكثير من شعر الشاعر محمد حسن فقي وتعجبني أيضاً كتابات الشيخ عبدالله بن خميس والأستاذ عبدالعزيز الرفاعي.
* الصحافة تتطلب من الأديب سرعة ومواصلة هل لذلك تأثير على إنتاج الأدب الملتزم لها؟؟
لا شك ان السرعة قد تحول أحيانا دون التجويد والاتقان وقد تجر إلى رصيد فكرة عابرة لم تختمر وهذا في نظري هو المجال الذي يمكن ان تؤثر فيه السرعة على نتاج الأديب على ان ذلك لا يصل عندي إلى حد الجناية بل قد يكون ذلك مدعاة إلى وفرة النتاج.. أما لغة الأديب واسلوبه فلا مجال لتأثير السرعة عليها.
* ما هو آخر كتاب قرأتموه؟؟
آخر كتاب قرأته كتاب فصول من الفكر المعاصر لماجد عبدالمنعم خفاجي وهو عبارة عن ايضاحات لكثير من جوانب حياة ونتاج الأستاذ الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي.. كما ان فيه كثيرا من آراء الكتاب والنقاد، والكتاب جدير بالقراءة لما في مادته من ثروة أدبية عظيمة.
* منذ بويع شوقي بإمارة الشعر والأخذ في أهليته متصل إلى يومنا هذا فما خلاصة رأيكم في ذلك؟؟
رأيي في ذلك هو رأي المتبصرين والمعتدلين من قبل رواد الحقيقة وخدام المعرفة، وهو ان شوقي جدير بما هو أعظم من ذلك.. فشوقي في عصرنا هذا وحيد دهره على حد تعبير أرباب التراجم، ومازال منهجه في اللفظة والأسلوب مطمح الشعراء وهذا أكبر دليل ولن يضير شوقي جنوح قلم أو نزوة فكر.
* هناك خلاف بين النقاد حول الأدب أهو للحياة أم للفن فما رأيكم في ذلك؟؟
الأدب الراقي هو حياة وفن، فانحيازه أو حمله على جانب دون آخر اخراج له عن خط سيره وانحراف به عن سبيل رسالته.
* هل الشاعر هو من ينزع في شعره عن انفعالات نفسية أم ان كل من استطاع اقامة الوزن والقافية اصبح شاعراً؟؟
ان الانفعالات النفسية من ممدات الشاعر اما الشيء الأساسي الذي لابد من توفره للشاعر المطبوع فهو ما نسميه «بالملكة الشعرية» ولا يصح اعتبار اقامة الوزن والقافية مقياسا في هذا المجال فالنظاميون استطاعوا ذلك ولم يقل أحد من العارفين انهم شعراء.
* ما هي مصادر الالهام المشتركة بين الشعراء وما هي أهم مصادر التفوق؟؟
إن اهم مصادر الالهام المشتركة بجانب «الملكة» الثقافة والبيئة، أما أهم مصادر التفوق فهي في نظري القدرة على التفاعل مع الحدث والفكرة.
* ما هو مركز المرأة بين ملهمات الشاعر؟؟
لقد قال الله تبارك وتعالى في سورة الروم: {وّمٌنً آيّاتٌهٌ أّنً خّلّقّ لّكٍم مٌَنً أّنفٍسٌكٍمً أّزًوّاجْا لٌَتّسًكٍنٍوا إلّيًهّا وّجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ وّرّحًمّةْ إنَّ فٌي ذّلٌكّ لآيّاتُ لٌَقّوًمُ يّتّفّكَّرٍونّ}..
وكفى بذلك دليل على منزلة المرأة من نفس الرجل وإذا كان الشاعر أرهف الناس احساسا وأرقهم عواطف وألينهم مشاعر فإن من الطبيعي ان يكون احساسه بتلك المودة وانقياده لتلك الرحمة أكثر من غيره ومن هنا تكون المرأة في المقدمة من المؤثرات والملهمات لدى الشاعر ولو استقصينا بواكير شعر الشعراء لما وجدنا فيهم من لم يكن شعر الغزل هو باكورة شعره.
* ما رأيكم في الأدب الشعبي وهل ترون استمراره يؤثر على سلامة اللغة العربية الفصحى؟؟
إني لا أميل لمعالجة أمثال هذه الموضوعات فنحن انما نهدف لاقامة مجتمع تكون اللغة العربية الفصحى هي لغته وأدبها أدبه، غير اني لا أنكر ان في الأدب الشعبي ثروة شعبية ان صح هذا التعبير هي في فكرتها جيدة وجميلة على استمرار هذا النوع من الأدب انما يكون نتيجة سيطرة العامية أو عدم تمكن الفصحى من ألسن البعض، ولذا فلابد ان يكون استمرار هذا النوع من الأدب على حساب سلامة اللغة وأدبها أو على الأقل تقدير يعيق تقدمها واني احمل صحافتنا العربية مسؤولية تأخر سيطرة الفصحى على اقلام الكاتبين.
* ما رأيكم في الصفحات الأدبية في صحفنا المحلية، وهل أدت واجبها كما ينبغي؟؟
لقد قامت الصفحات الأدبية في صحفنا المحلية ولا أقول ذلك مجاملة بمجهود كبير وان كان أقل مما ينتظر منها لأننا نحملها من المسؤولية بقدر ضخامة رسالتها، ولذا لا أقول انها أدت الواجب ولكن أقول انها فعلت الكثير ومازلنا ننتظر منها تحقيق ما نعلق عليها من آمال.
* ما اللفظان اللذان يكون للأديب الخيار فيهما؟
لكل كلمة مكانها في اسلوب الأديب والحديث عن الكلمة يطول ومحاولة إيضاحه في مثل هذه الأسطر قد يجر إلى ابهام لكونه بلا شك حديثا مبثورا ولكن أقول حينما يكتب الكاتب او ينظم الشاعر فيعترضه معنى من المعاني يكون فيه بين واقع المجتمع الأدبي الذي ينهج نهجه وواقع انتمائه لمعتقد يحتم عليه مخالفة ذلك المجتمع الأدبي الذي كان ينهج منهجه فإنه حينئذ لابد من ان يدقق النظر ويحسن الاختيار للفظ الذي يعبر عن ذلك المعنى الذي اعترضه ويحدد اتجاهه وانتماءه مثال ذلك كلمة الإسلام والعروبة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved