تجفيف منابع الإرهاب

إحباط المخطط الإرهابي في منطقة جازان الذي تمثل في القبض على أعضاء الخلية النائمة من فلول الإرهابيين ومقتل اثنين منهم لم يستجيبا لنداءات الاستسلام، التي وجهتها لهم الأجهزة الأمنية، نجاح لا يسجل للأجهزة الامنية ولأسلوب التعامل الذي تنفذه المملكة للقضاء على هذا الوباء، بل يضاف إلى سلسلة الجهود السعودية والاقليمية والدولية النشطة؛ لتصفية أوكار الإرهاب ومحاصرته لتخليص البشرية منه.
فالعمليات الارهابية كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي تضررت منها، ولذلك فقد بادرت ومنذ عقود إلى مواجهة هذا البلاء حيث نجحت الأجهزة المسؤولة في تطويق الاعمال الارهابية ومتابعة تبعاته. ويسجل للأجهزة الامنية، ان جميع الارهابيين الذين كانوا وراء تلك العمليات لم يفلتوا من يد العدالة، ومن ظل مختبئا أو متواريا عن الانظار لا يلبث طويلا حتى يقبض عليه أو يسقط في شر أعماله، مثلما حصل مع أعضاء الخلية النائمة في جازان، التي تابعت العيون الساهرة للأجهزة الأمنية تحركاتهم وتوصلت إلى مخابئهم التي كانوا يقيمون فيها للتخطيط لايذاء هذا الوطن وأبنائه.
ولا شك أن أي انجاز ونجاح في مواجهة الارهابيين لا بد وأن يضيف نجاحا للحملة الأممية؛ الهادفة إلى قطع دابر هذا الوباء المنتظر في أنحاء العالم، لأن الارهابيين وبمختلف توجهاتهم الفكرية يشكلون حلقة واحدة ويعملون وفق نسق متكامل، حيث أظهرت عمليات القتل والتفجير التي وقعت في الرياض والدار البيضاء والشيشان وجاكرتا ان التنظيمات الارهابية الدولية تخطط لتتابع أعمالها الارهابية.
وقد أثبتت التحقيقات في تلك العمليات الارهابية ان منبع الجماعات والخلايا الارهابية، قد تلقوا التدريب في أفغانستان والشيشان؛ مما أوجد قلقا دوليا من وجود هذين الموقعين لتفريخ الارهابيين، وهو ما يفرض العمل دوليا واقليميا لتجفيف مصادر تدفق الارهابيين لهذين البلدين ،عن طريق مراقبة المنافذ التي تؤدي اليهما واتخاذ الاجراءات المتشددة؛ من أجل قطع أي اتصال بين عتاة الارهابيين وبين الشباب الاسلامي الذين يتعرضون لاغراءات وعمليات غسيل لأفكارهم، حماية للشباب من هذا الغول، وتحصينا للبلدان الاسلامية والعربية.