الضحايا الأمريكيون في العراق يعيدون البصيرة لمفكري الحرب

وفق ما ترشح من معلومات واستنادا الى أقوال وتصريحات أركان الادارة الأمريكية، فان احتلال العراق عسكريا من قبل القوات الامريكية والبريطانية وقبلها الحرب في أفغانستان انما تندرج ضمن استراتيجية انكلوسكسونية بعيدة المدى لاعادة ترتيب المنطقة واذ جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر لتدفع بالمخططات التنفيذية لاحداث عمليات التغيير، والقضاء على معارضة دولية لهذه المخططات، فان الوقائع على الأرض تظهر ان الثمن الواجب دفعه من قبل قوات الاحتلال مكلف وباهظ جدا سواء في حساب الخسائر المادية البحتة المقدرة بمليارات الدولارات او على صعيد ارتفاع عدد القتلى من افراد القوات العسكرية الغازية ومواطني البلدان التي تتعرض للاحتلال فقد اظهرت البيانات المعلنة والتي عادة لا تكشف عن الاعداد الحقيقية للقتلى وخاصة في صفوف القوات العسكرية الغازية، ان الولايات المتحدة الامريكية فقدت المئات من الجنود في العراق، واذ لم يتجاوز عدد القتلى في العمليات العسكرية ابان الأيام الاولى للحرب والتي انتهت باحتلال بغداد وباقي المحافظات العراقية المئة قتيل، فإن هذا العدد اخذ يتصاعد بصورة مذهلة حتى تجاوز عدد القتلى بعد توقف العمليات العسكرية الى ما يقارب الألفي قتيل من الجنود الامريكيين والبريطانيين والقوات الاخرى التي استعانت بهم واشنطن لغرض الأمن في العراق مضافا اليهم القتلى العراقيين.
هذا العدد الكبير من الضحايا سواء من جنود الاحتلال أو المواطنين العراقيين والخسائر المادية المهولة فرضت على مراكز البحث ومعاهد الدراسات وأصحاب القرار سواء في الادارة الأمريكية او في المؤسسات البحثية الموازية ان يعيدوا النظر في استراتيجياتهم الخاصة بالمنطقة فقد أرعبت الخسائر البشرية والمالية هؤلاء المخططين، وجعلتهم يفكرون ألف مرة قبل غزو أي بلد اسلامي آخر مستقبلا بعد أن أكدت الوقائع والاحداث اليومية المتواصلة سواء في العراق أو في افغانستان وقبلهما في الصومال، ان التدخل العسكري واحتلال البلدان لتغيير انظمتها السياسية وترتيبها وفق المصالح والأنماط الغربية، عملية مكلفة وباهظة الثمن سواء على صعيد ارتفاع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين وتصاعد فاتورة الأموال التي تفرض على دافع الضريبة الامريكية خاصة في ظل رفض الدول الأخرى المساهمة والمشاركة في تكاليف تنفيذ الخطط الأمريكية.