Saturday 27th september,2003 11321العدد السبت 1 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عرض مبسط عن تجارة التمور عرض مبسط عن تجارة التمور
إعداد: محمد سليمان التويجري *

نعيش الآن ذروة الإنتاج الزراعي التمري وتكاد تكون معظم مجالسنا يغطي عليها موضوع التمور أنواعه ودرجاته وهموم النخلة والتمرة مع اختلاف كبير وشاسع بين المتعاملين معها من مزارعين تقليديين ومزارعين تجار ومسوقين لهم ولذلك رغبت في هذا الأسبوع أن أقدم نظرة عامة وشاملة يحكمها الانطباع الشخصي ويكاد يلامس التقرير العلمي لولا بعض القصور الذي أطمع بتسديده وتقويمه من الإخوة القراء عبر مقالاتهم القادمة.
وستلاحظون أنني قسمت الموضوع إلى قسمين الأول يخص المنتجين والمسوقين والثاني يخص المستهلكين ثم دمج النقاط بعضها مع بعض بشكل يعطي المقال السمة الانطباعية ويبعده عن التعقيد العلمي حتى يكون سهلاً في متناول الجميع بدءاً بالمزارع العادي وانتهاءً برجل الشارع والمرأة وكذلك من يسمع عن أحوال السوق.
أ- المنتجون
1- أحياناً يكونون هم الموردين من إنتاج مزارعهم وأحياناً مسوقين يشترون مزارع غيرهم ثم يسوقونها ونظراً لصغر الحيازات (المزارع) فإن احتمال الاحتكار بعيد.
2- قصر موسم الإنتاج يدعم النقطة السابقة ويخلق مشكلة انخفاض الجودة بسبب تكالب وتوالي عمليات الخدمة بشكل سريع لا يستطيع المنتج السيطرة على أدائها بشكل منظم وفعال مما قد يسبب انخفاض سعره.
3- اختلاف مواقع المزارع من أرض رملية إلى أرض طينية يؤثر تأثيراً واضحاً على جودة التمور وتغير مذاقها ولونها مما يسبب تميزاً لإنتاج مزرعة عن أخرى وكذلك يقلل من نوعية المستهلكين الراغبين في الشراء كل حسب حالته.
4- الأصناف المرغوبة في السابق لم تعد في الصدارة بل حلت محلها أصناف أخرى كحال السكري الذي لا يمكن مقارنته مع صنف الشقراء والتي كانت تمثل الثراء والترف في سنوات سابقة بعيدة الأمر الذي قلل من عرض السكري بسبب عدم زراعته الأمر الذي ساعد في قلة عرض الأصناف الجديدة لعدم زراعتها في المزارع القديمة.
والتوجه الحديث لها سيساهم في زيادة عرضها وبالتالي عودة السعر الطبيعي لها.
5- حرص صاحب المزرعة على بيع البستان بشكل جملة وعدم الرغبة في بيعه بالمفرق .. حتى يختصر بعض العمليات الزراعية المتبقية للنخلة من نقل وصرام (جداد).. ويسترد المبالغ بصورة سريعة من طرف واحد دون تحمل تكاليف أخرى.
6- قد يتعرض التمر لبعض الأمراض التي تنتشر في تلك السنة مثل التسوس أو الغبار (الغبير) أو غيرها.
كما أن سقوط الأمطار أثناء فترة النضج تضعف من جودةالتمر المنتج وصعوبة في التعامل معه.
7- يعاني كثير من المنتجين من عدم توفر مخازن كبيرة ذات سعة عالية يمتلكونها لذلك فإن كمية الشراء كل سنة تعتمد على توفر هذه المخازن.
ولذلك فإن وجود رابطة تجمع هؤلاء المنتجين للتمور وتوحد قراراتهم وتحقق رغباتهم، وتكون مسؤولة أمام الجهات الحكومية ذات العلاقة مطلب ضروري وحاجة ملحة أتمنى من الغرف التجارية وخصوصاً الغرفة التجارية بمنطقة القصيم بالعمل على تبنيها والتخطيط لها وتنفيذها وأعتقد جازماً أنها لن تتأخر لما فيه المصلحة العامة.
وأخص بالذكر غرفة القصيم بسبب تميز المنطقة بسوق عالمي للتمور على مستوى الخليج العربي.
إن تجارة التمور لصغار وكبار المسوقين قريبة عهد لا تتجاوز العشر سنوات مما يعني أنها في بداياتها ويتوقع لها تطورٌ وتجديدٌ إلا أن الملاحظ أن كل هؤلاء مرتبطون بل ملتزمون بالسياسات التي يضعها أصحاب المزارع وهم المنتجون سواءً بنوعيات التمور المتوفرة وهذا أمره بسيط.
ونعود إلى صاحب المزرعة فنقول إن تكلفة النخلة سنوياً هي:
أ - عمليات الخدمة من ري وتسميد وتكريب وتلقيح وتركيب وجمع للمحصول (جداد) وتسويق تصل إلى 70 ريالاً في أكثر الأحيان.
ب- نفترض جدلاً أن مدة الإنتاج الاقتصادي للنخلة 30 سنة وكان قد اشترى النخلة عمر 7 - 10 سنوات بحد أعلى لأحسن الأصناف وأندرها بمتوسط ألفي ريال.
كل نخلة تكلف سنوياً في حدود المائتي ريال في أكثر الدراسات تجاوزاً بافتراض أن النخلة ستهلك سنوياً بمقدار 10% من قيمتها الشرائية. فتصبح 100 + 70 = 170.
وإن كانت أقل فحصول المزارع من إنتاج تلك النخلة على 150 كجم كمتوسط عام في السنة بافتراض أن الكيلوجرام ا لواحد يباع بعشرة ريالات كحد أدنى فإن النخلة تعطي إنتاجاً يقدر بمبلغ وقدره 1500 ريال سنوياً وهي نسبة ربح عالية يكفي المزارع ثلثها لتحافظ على ربحيته وعليه أقول إن المشكلة تكمن في إقناع أصحاب المزارع والأملاك بهامش الربح المعقول والمدروس والمتعارف عليه عند اصحاب الدراسات الاقتصادية بحوالي 20 إلى 30% من أصل رأس المال فيعتبر مشروعاً ذا جدوى اقتصادية عالية.
ب- الثقة في صغار المسوقين أكبر من الشركات الكبرى (وهذا لأهالي المدن الأصليين). لذلك فإن رأس المال المسيل والمشغل لصغار المزارعين لا يساعد على تطوير هذه التجارة إلا على مراحل طويلة بعكس الشركات الكبرى. كما أنهم غير قادرين على الدخول في الصناعات المختلفة للتمور كحلوى التمور وآيسكريم التمور وغيرها بسبب قلة إمكاناتهم المادية. وأخيراً فإنه في ظل الظروف الاجتماعية السائدة لا يمكن أن يكون هناك بديل للتمر نظراً لما تمثله النخلة من رمز وطني والتمرة من مذهب كرمي عند أهل هذه البلاد المباركة.
لكن قد تحور طرق استهلاكها مع الإبقاء على المادة الخام الأساسية لها وأيضاً فإن توالي الاكتشافات الطبية لأهمية التمرة سيساهم في التوجه الشديد نحو الاعتماد عليها في الغذاء اليومي لمعظم شعوب العالم.

* معد ومقدم برنامج أرضنا الخضراء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved