Monday 29th september,2003 11323العدد الأثنين 3 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ملحمة خالدة ملحمة خالدة
الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز(*)

إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس مجرد ذكرى أو حدث تاريخي عابر كبقية الأحداث. بل هو ملحمة طويلة انطلقت منها سيرة النور والإشراق ومعاني الخير والفلاح، فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، عندما عزم الأمر على توحيد البلاد وانتشالها من براثن الجهل والفساد لم يكن سلاحه العدة والعتاد بل قوة الإيمان الصادق بربه فتحقق له ما شاء بتوفيق الإله فكان الغيث من السماء وحد البلاد وعم الرخاء وقضى على الفساد وتبدل الحال في صورة تشبه المعجزة لمن عرف تاريخ العصور البشرية.
لا شك أن حياة الشعوب فواصل تاريخية تكون مبعث فخرها واعتزازها لكن ما حققه البطل عبدالعزيز آل سعود كان من أعظم ما سيرصده التاريخ ولست في ذلك مبالغاً لأن من يعرف حال هذه الأرض قبل توحيدها وما كانت عليه من خوف وتناحر وقسوة عيش سيدرك معجزة هذه النقلة الهائلة التي شهدتها بلادنا.
وعبدالعزيز رحمه الله لم يكن في خلده حب الاستيلاء والسيطرة بل كان هاجسه الرغبة الشديدة نحو إرساء دعائم الإيمان والحق والمثل النبيلة والسامية في حياة الإنسان وكانت توجهاته تنطلق نحو بناء الفرد ذاته قبل بناء المدن فأخرجه إلى صروح العلم والمعرفة والقيم الرفيعة وجعل منه عنصراً هاماً يسهم بفكره وعمله في بناء بلده ودعم مسيرتها الخيرة وبقدر حسن المقاصد ثم نيل الغايات فالمملكة العربية السعودية اليوم هي حاضر مشرق يشع ضياؤه وسط عالمنا المتحضر وأبناؤها تفوقوا بمهاراتهم في مختلف العلوم، ولا نملك أمام هذا الكنز الثمين، الذي خلفه لنا رحمه الله والذي ستظل الأجيال تحفظه، إلا الجزاء وأن يرحم من بعده أبناءه الأبطال سعود وفيصل وخالد الذين ساروا على درب الموحد ومنحوا حياتهم وجهدهم لرفعة وعزة هذه البلاد وكان عطاؤهم ترجمة حقيقية لمدرسة الملك عبدالعزيز الفاضلة التي قامت على العدل والصلاح وحملوا الراية من بعده عالية وعملوا بكل إخلاص لوضع المملكة على عتبات الانطلاقة الكبرى مستلهمين قوتهم من كتاب الله وسنّة رسوله.
ختاماً أدعو الله مخلصاً بأن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها وباني نهضتها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي قاد المملكة إلى ساحات التقدم والازدهار ومدارج الرقي والرفعة وجعل من المملكة بلداً له ثقله السياسي تنظر إليه دول العالم بكثير من التقدير والاحترام لما تتمتع به من حب للخير والسلام وردع للظلم والعدوان فحفظ الله الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(*)وكيل إمارة الباحة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved