النزاهة المطلوبة لحل القضية الفلسطينية

ليس للوسيط أو الذي يتصدى لحل قضية الشرق الأوسط تلك القضية المزمنة والوحيدة التي لم تجد لها حتى الآن حلاً عادلاً، إلا أن يكون منصفاً وغير ذي هوى وعادلاً في أحكامه.
فقضية الشرق الأوسط المأساة الفلسطينية، الصراع العربي الاسرائيلي، السلام في المنطقة، عناوين لمسألة واحدة ليست مستعصية على الحل لو تخلت القوى الدولية وبخاصةٍ الولايات المتحدة الأمريكية من دعمها للظلم الفادح الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن، فالمسألة واضحة، وإذا كانت واشنطن والدول الغربية الأخرى تتباكى على بقاء الكيان الاسرائيلي، وأمن اليهود، وضمان تواجدهم على الأرض العربية، فإن الفلسطينيين والعرب لم يتركوا ضماناً إلا وضحوه إلى الكيان الاسرائيلي وقدموه إلى الوسيط النزيه ..!!
طلبوا الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، فقدم الفلسطينيون اعترافاً بإسرائيل على طبق من ذهب، ودون مقابل..!!!
طلبوا من منظمة التحرير الفلسطينية تغيير ميثاقها بحذف أي كلمة تشير إلى عدم شرعية اسرائيل، ففعل الفلسطينيون وأقاموا احتفالية لإشهار إسقاط حقهم حضرها الرئيس الأمريكي السابق كلينتون..!!
طلبوا من الفلسطينيين إجراء إصلاحات وإبعاد وزراء معينين، وإدخال وزراء يحظون بثقة الأمريكيين والاسرائيليين فلبَّى الفلسطينيون كل ما طُلب منهم..!!
ولأن الفلسطينيين عَوّدوا الوسطاء على تلبية كل ما يطلب منه، تمادى الوسطاء فطلبوا تغيير الرئيس، والرمز الفلسطيني ياسر عرفات .. وحتماً إذا ما تم لهم ذلك فستتواصل الطلبات ..!!
كل ما طُلب من الفلسطينيين نفذوه، وفي المقابل كل ما وَقّع عليه الآخرون مع الفلسطينيين تعرقل تنفيذه، ولم يحصل من وَقّعوا على اتفاقيات أوسلو، على شيء سوى نقمة المتشددين الفلسطينيين.
الذين وَقّعوا اتفاقيات واشنطن والقاهرة ووادي ريفر وشرم الشيخ دفعوا ثمن ثقتهم بالاسرائيليين والوسطاء وانتهى بهم المطاف محاصرين كما هو حال الرئيس ياسر عرفات الذي لم يجد شجاعاً من جماعة سلام الشجعان يعترض على حصره في مبنى مقاطعة رام الله!!
وقبل يومين فقط ظهر من باريس ضوء، أو بصيص من ضوء يحاول ان يعيد بعض الأمور إلى نصابها، إذ طالب وزير خارجية فرنسا دومينيك دوفيلبان من خلال راديو أوروبا، طالب بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط، وإرسال «قوة فصل» إلى المنطقة وتحريك خارطة الطريق.
ونبّه الوزير الفرنسي إلى ان الأوضاع والأمور صعبة جدا وتهدد بأحداث خطيرة مما يتطلب التسريع والانتقال من مرحلة إلى أخرى من خلال إحداث صدمة قد تكون مؤتمراً دولياً.
هذه النصيحة الفرنسية هل تذهب هباءً، كما ذهبت دعوات ونصائح أخرى وتترك الأوضاع تسير للأسوأ طالما أن هذه الأوضاع تخدم مخططات إرهابيي اسرائيل؟!.