Sunday 5th october,2003 11329العدد الأحد 9 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الطيبي عضو البرلمان الإسرائيلي والمستشار السياسي السابق لعرفات: الطيبي عضو البرلمان الإسرائيلي والمستشار السياسي السابق لعرفات:
المشهد في إسرائيل يميني حتى لو رحل شارون
فكرة إعطاء الشرعية للرئيس عرفات لتقديم تنازلات لإسرائيل ليست مقبولة

* القدس - بلال أبو دقة:
قال الدكتور أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير والنائب العربي في البرلمان الإسرائيلي: إن انتفاضة الأقصى الفلسطينية سوف تنتصر وأن الشعب الفلسطيني سوف يقيم دولته المستقلة عاجلاً آم آجلاً.
وأكد على ان الاحتلال الإسرائيلي في طريقه إلى الزوال، لكنه دعا الفلسطينيين إلى وقف العمليات الفدائية داخل المدن الإسرائيلية لأنها حسب قوله حولت غالبية الإسرائيليين من مناصرين للسلام إلى ثائرين ضد الفلسطينيين.
وفي معرض رده على سؤال متعلق بمستقبل حكومة قريع المرتقب تشكيلها توقع الطيبي ان تلقى نفس المصير الذي آلت إليه حكومة أبومازن إذا استمر شارون وإدارة بوش في نهجهما السياسي اللا واقعي.
واتهم عضو البرلمان العربي حكومة شارون بتجويع سكان 22 قرية فلسطينية في مناطق 48 الخاضعة تماما لإسرائيل منذ 55 عاما، مؤكداً على ان الحكومة الإسرائيلية تمارس سياسة التجويع والتجهيل والحرمان من فرص العمل الملائمة لغالبية السكان العرب داخل إسرائيل..
وتوقع الطيبي ان تقوم حكومة أبوعلاء بالابتعاد عن الأسباب التي أدت إلى سقوط حكومة أبومازن والتي سقطت بسبب تصرفات شارون الخبيثة والرعناء في نفس الوقت، حيث أفرط شارون في مدح أبومازن ودحلان لفظا، وأمعن في الاساءة اليهما ميدانيا، لأنه زاد من عدد الحواجز على الأرض واطلاق الأسرى تحول إلى عملية هزلية والواقع الحياتي الفلسطيني لم يتغير، ومحاولة ارغام حكومة أبومازن على تفكيك البنى التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، كان يسعى إلى قيام حرب أهلية فلسطينية، كما ان موقف الرئيس بوش واللجنة الرباعية أدى إلى عدم التزام إسرائيل بتطبيق خارطة الطريق.
وإذا لم يتغير الواقع الإسرائيلي والتعامل الأمريكي فإن حكومة أبو علاء سوف تواجه نفس المصير.. مؤكداً على ان التناغم الفتحاوي ليس الضمان الوحيد لاستمرارية حكومة أبوعلاء، لأن اللاعب الإسرائيلي هو صاحب المفاتيح في المرحلة الراهنة.
وقال د. أحمد الطيبي الذي شغل منصب المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني عرفات حتى استقالته في عام 1999 بسبب ترشحه لانتخابات الكنيست الإسرائيلي: إن علاقتي بالرئيس عرفات وثيقة رغم القرارات الإسرائيلية، وأنا على اتصال دائم ويومي معه وفي الأزمات أنا دائماً إلى جانبه مهما كان الرد الإسرائيلي برغم انني أواجه العديد من المتاعب والشكاوى ضدي في إسرائيل. ونصح الطيبي الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ان تقدما شيئاً جوهريا لعرفات لكي يوقع سلاما نهائيا مع إسرائيل وبدون ذلك لن يوقع لا هو ولا أي قائد فلسطيني آخر في المستقبل، لأن فكرة اعطاء الشرعية للرئيس لتقديم تنازلات لإسرائيل ليست مقبولة على الاطلاق، لأن الشعب لن يرضى بأقل من حقوقه المشروعة.
وتوقع الطيبي ان الانتخابات الإسرائيلية ليست قريبة في إسرائيل وان هناك احتمالات لأن يسقط شارون في التحقيقات الجنائية ضده وضد أبنائه وهذا يعني تعيين رئيس وزراء جديد من الحكومة ذاتها لكي يكمل فترة الحكم وربما يكون بنيامين نتنياهو وزير المالية في حكومة شارون، فالمشهد الإسرائيلي يميني حتى لو رحل شارون بسبب كبر سنه وصحته التي لا تسعفه بالاستمرار أو بسبب فضائحه المالية..
ويؤكد عضو البرلمان العربي على أنه دائماً هناك بارقة أمل بالنسبة لعملية السلام بالرغم من سوداوية الصورة، فالانعتاق من الاحتلال والحرية والاستقلال لا يأتي ببساطة وتوقع حل سريع وسهل هو أمر غير واقعي وغير عقلاني، ولكن هذا يتطلب مأسسة المجتمع الفلسطيني وتمتين البيت الداخلي الفلسطيني بقوة ومحاربة الفساد ومواصلة الاصلاح الحقيقي والاحترام لقيمة الإنسان والاتفاق على شكل النضال ضد الاحتلال لأنه لا يمكن ان يتصرف كل فصيل فلسطيني كما يشاء.
وأكد الطيبي على ان العمليات الفدائية التي ينفذها الفلسطينيون داخل إسرائيل أضرت بالقضية الفلسطينية لأن شارون أحسن استخدامها في تأليب مشاعر الإسرائيليين غرائز ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وارتفعت شعبيته بسبب تلك العمليات إلى أكثر من شعبية بن غوريون لأنه اقنع الإسرائيليين بالثأر من الفلسطينيين، ولذلك هناك نقاش داخلي فلسطيني حول شرعية وعقلانية وجدوى هذا النوع من التفجيرات..
ويعتقد الطيبي بأن المقاومة حق مشروع في الأراضي المحتلة لها مردود ايجابي وتفجير الباصات في تل أبيب والقدس له مردود عكسي سلبي من نوع آخر.. ويمكن القول بأنها قصرت المسافة لربط المقاومة بالارهاب بعد أحداث 11 سبتمبر ايلول.
ويعتقد الدكتور أحمد الطيبي بأن الشعب الفلسطيني سوف ينتصر والاحتلال الإسرائيلي سوف يندحر، ولكن ما هي المسافة التي سوف نقطعها وضريبة الدم والزمان والمكان للوصول إلى هذا الهدف، لا أحد يعرف إلا الله، لكني على يقين بالوصول إلى هذه النتيجة الحتمية التاريخية لعدالة القضية الفلسطينية لهذه الرغبة الجامحة للشعب الفلسطيني لكي يقول لا للاحتلال بصرخة مدوية، وعلى الرغم من التغذية الكبيرة للاحتلال الإسرائيلي من الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلا ان هذا الاحتلال البغيض لن يستمر وبدأ ينحسر، إنني على يقين بأن الشعب الفلسطيني سوف ينتصر على الاحتلال ان عاجلا آم آجلاً..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved