Sunday 5th october,2003 11329العدد الأحد 9 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ماذا يريد هؤلاء الشبان ومن الذي غسل أدمغتهم؟! ماذا يريد هؤلاء الشبان ومن الذي غسل أدمغتهم؟!

اطلعت على ما كتبه الأخ يوسف محمد العتيق تحت عنوان «لسنا بحاجة إلى حملة وطنية لمكافحة الإرهاب» في العزيزة يوم الأربعاء 20/7/1424هـ. وأنا لا شك أؤيد الأخ يوسف فيما قد يترتب على هذه الحملة من سلبيات وردود فعل قد لا تحمد عقباها حيث قد يفسرها بعض الناس تفسيراً عكسياً لأن العقول ليست كلها بدرجة واحدة بل ربما فُهم التطرف والإرهاب بأنه يتمثل في اعفاء اللحية وتقصير الثوب مثلاً أو فُهم عقديا بأنه في بغض الكفار الذي هو من صميم عقيدة الولاء والبراء في الدين كما نصت الآيات والأحاديث.. قال تعالى: {(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ) }. وقال: {وّمّن يّتّوّلَّهٍم مٌَنكٍمً فّإنَّهٍ مٌنًهٍمً}.
ولكن إذاً ما المخرج من هذه الفتن والمشاكل التي بدأت تعصف بالأمة في عقر دارها؟ ماذا يريد هؤلاء الشبان الذين خرجوا عن كل ما هو مألوف ومعقول؟ من الذي غيّر هؤلاء؟ وهل يُعقل أن يتجنى فرد على إخوانه المسلمين بالقنابل والصواريخ بحجة محاربة الكفار؟
إنها أسئلة كثيرة يجب ان نطرحها لذوي الاختصاص فقط وليس إلى عامة الناس فلربما كان وراء هؤلاء المغرر بهم منظمات مشبوهة تدفعهم إلى تلك الجرائم النكراء باسم الدين والدين والله منها بريء.
ولعلي أذكر شيئاً من أسباب العلاج في تلك السطور المتواضعة ومنها:
1 دراسة معاناة الشباب دراسة متأنية واقعية بعيدة عن التشنج أو العنف متسمة بالحيادية التامة كأسباب البطالة وعدم توفر الفرص الوظيفية وعدم القبول في الجامعات والمعاهد وغيرها.
2 التقليل من سفر الشباب إلى الخارج إلا في حدود الحاجة مع متابعة السفارة في كل بلد لهم لما قد يعترضهم من المشاكل والمؤثرات الفكرية المنحرفة.
3 غرس حب الوطن في نفوسهم من منطلق ديني حيث إن هذه البلاد هي مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومعقل الإسلام فلا يليق بمسلم ان يهزَّ من كرامتها وقدسيتها الشرعية التي منحها الله إياها.
4 توضيح عقيدة الولاء والبراء توضيحاً صحيحاً فنحن نبغض الكافر لدينه وليس لذاته كبشر ولا يترتب على هذا البغض سفك دمه أو استحلال ماله مادام ليس في ساحة القتال.
5 التأكيد على حرمة الدم المعصوم ومنه المعاهد والذمي والمستأمن لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» الحديث، رواه البخاري.
6 بيان النصوص الشرعية في حسن تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم مع اليهود في المدينة الذين لم ينقضوا العهد حيث كان يزور جاره اليهودي وكان غلام يهودي يخدمه ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة في ثلاثة أصواع من شعير عند يهودي مع العلم انه كان في الصحابة رضي الله عنهم تجار.
7 إفهام الشباب انه ليس علينا لزاما هداية الناس بل علينا الدعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن، أما الهداية فمن الله «أقصد هداية التوفيق والالهام» فهذا نوح عليه السلام لم يهد ابنه وهذا ابراهيم عليه السلام لم يهد اباه بل كان يصنع الاصنام فيبيعها على الناس وهذا نوح ولوط عليهما السلام لم يهديا زوجتيهما وهذا خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم لم يهد عمه أبا طالب كما ان حبه له لم ينافي عقيدة الولاء والبراء فهو يحبه لشخصه وليس لدينه ولما له من فضل عليه فلم يجحد معروفه عليه في حمايته من أذى قريش.
8 إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أجار من أجارت أم هاني رضي الله عنها حين أجارت رجلا من الكفار فكيف بمن أجاره الحاكم أو من يقوم مقامه لا شك انه اشد وآكد فلا يجوز نقضه بحال من الأحوال.
9 ينبغي على المسؤولين ان ينشروا عبر وسائل الإعلام توبة وندم من تاب من هؤلاء حتى لا يغتر بهذه الأفكار أناس آخرون وقد اسعدنا ما قرأنا من رجوع اكثر من ثلاثين شخصاً في اليمن وتوبتهم على أيدي العلماء هناك ورجوعهم عن تلك الأفكار الهدامة فهذه خطوة في الاتجاه الصحيح.
10 وأخيراً أقول لشباب الأمة عموما إياكم ان تغتروا ببعض الأفكار المنحرفة التي تريد القضاء على دينكم وأمتكم من حيث لا تشعرون فهذا ابليس اللعين جاء إلى أبيكم آدم عليه السلام في صورة الناصح الأمين وقال له: {إنٌَي لّكّ مٌنّ النَّاصٌحٌينّ} حتى أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها فاستحق ان ينزل من الجنة إلى الأرض، فما أكثر الأبالسة في هذا الزمان فاحذروهم.أسأل الله ان يحفظني واياكم وجميع المسلمين والمسلمات من كل سوء وفتنة وان يحفظ بلادنا هذه وجميع بلاد المسلمين وولاة أمرنا وعلماءنا من كل حاسد وحاقد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

عبيد بن عبدالعزيز الفيصل
أستاذ علوم شرعية بالمعهد الثانوي للمراقبين الفنيين بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved