Thursday 9th october,2003 11333العدد الخميس 13 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بيتر أرنت: الولايات المتحدة كسبت الحرب العسكرية وخسرت الإعلامية بيتر أرنت: الولايات المتحدة كسبت الحرب العسكرية وخسرت الإعلامية

وصف بيتر ارنت، اسطورة مراسلي الحرب الغربيين، الحرب والصراع الأخير في العراق بأنه امتداد لحرب الخليج عام 1991 وأكد أنها «لم يكن لديها داع ولم يكن لها أن تحدث».
وقال بيتر ارنت الحائز على جائزة بوليتزر، أكبر الجوائز العالمية في عالم الصحافة: «هذه هي حرب الثلاثة عشر عاماً وأنا أزعم أنها حرب وقائية ولم يكن يتوجب على الولايات المتحدة ولا بريطانيا اشعال فتيلها. ففي حالة الحرب العالمية الثانية، لم يملك العالم خياراً سوى خوض غمار الحرب التي كانت بمثابة الخيار الوحيد للنجاة، إلا أن الحرب الأخيرة كانت سبباً مباشراً في تأجيج مشاعر العالم العربي حيث أنها افتقرت إلى المبررات والأسباب التي تعلل اندلاعها.
وأضاف المراسل الشهير الذي شارك في تغطية وقائع الحرب في العراق والذي لا يزال يقيم فيها حتى الآن أن الأمر برمته كان بمثابة مسألة مصداقية وثقة حيث زعم رئيس الوزراء البريطاني ان العراق يمتلك أسلحة للدمار الشامل ومن الممكن أن يطلقها على بريطانيا خلال خمس وأربعين دقيقة بينما قام وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بتقديم ملف كامل ضد العراق إلى منظمة الأمم المتحدة، ومن ثم لم يكن هناك فرصة سوى تصديق مزاعمهم.
من ناحية أخرى أشار أرنت إلى دفاع العراق عن نفسه بنفي اتهام امتلاك أسلحة الدمار الشامل وقال إن بامكانكم البحث في أي مكان شئتم داخل العراق عن تلك الأسلحة، وهذا بالضبط ما فعلته الأمم المتحدة إلا أن صدام حسين لم يحظ بأي قدر من المصداقية.
وقال بيتر أرنت في معرض حديثه: لقيت انتقادات حادة للغاية بسبب زيارة تلفزيون دبي لعدة دقائق معدودة خلال فترة الحرب على العراق، واضاف موضحاً أن امتهان مهنة الصحافة تعني ضرورة التعرف على الجانب الآخر وأفكاره وتوجهاته.
من ناحية أخرى، نوه بيتر أرنت بدور شبكة الأخبار الأمريكية سي إن إن في إبراز دور المراسل الحربي وساهمت في تصدير رسائل الحرب في مقدمة العمل الاخباري التلفزيوني وقال: «لقد تراجعت أهمية الرسائل الميدانية في مواقع الحروب إلا أن نجاح شبكة سي إن إن في حرب الخليج الأولى حفز الآخرين على المنافسة وحثهم على متابعة التغطية الحية والنقل التلفزيوني المباشر من موقع الأحداث، فخلال الحرب الأولى كنت أنا المراسل الغربي الوحيد في بغداد بينما اختار الجميع الرحيل إلا أن الموقف تغير هذه المرة حيث بلغ عدد المراسلين في بغداد 37 مراسلاً ولكنني بقيت أيضاَ المراسل الأمريكي الوحيد في بغداد.
وبالعودة إلى الموقف في العراق، قال بيتر أرنت: لا يزال العديدون يلقون حتفهم كل يوم وتبقى الفالوجة منطقة رئيسية للمواجهات العنيفة والدامية، في حين لم يستبعد امكانية شن هجوم على أهداف اعلامية غربية داخل العراق مؤكداً أن حياة المدنيين العراقيين العاملين لدى مكاتب الإعلام الغربية المتواجدة في العراق مهددة بالخطر.
وأوضح أرنت ان هناك الآن نحو ست صحف جيدة وتوقع أن تشهد العراق خلال الشهور الستة المقبلة مولد محطات بث اعلامية جديدة وقال: «لقد اشتريت لتوي جهاز لاستقبال الأقمار الاصطناعية بمبلغ 105 دولارات واستقبل به الآن 350 محطة تلفزيونية وأرى أن الإعلام بات مصبوغاً إلى حد ما بالطابع العراقي إلا أن الهيمنة الأمريكية لا تزال بالقطع موجودة.
وألمح المراسل الأمريكي الشهير إلى أن بلاده قد تمكنت من كسب الحرب العسكرية ضد العراق إلا أنه أكد خسارتها في الحرب الإعلامية وقال: «لقد أصبح من المستحيل في يومنا هذا السيطرة على الإعلام أو التحكم في توجهاته فلم تعد هناك كوابح لحرية التعبير في هذا العالم».

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved