Thursday 9th october,2003 11333العدد الخميس 13 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أهمية المراكز الثقافية أهمية المراكز الثقافية
عبدالله بن محمد السعد /الرياض

الثقافة لها دور مهم وكبير جداً في رسم الاتجاهات والتصرفات السلوكية للإنسان وفي تحديد الكيفية التي يتم من خلالها ترجمة المعرفة التخصصية في ميدان الدراسة والعمل إلى واقع محسوس وملموس له القدرة على التفاعل والتأثير والإبداع ومن دون الثقافة يعيش الإنسان في معزل تحت دائرة التخصص لا يعي ما يستجد من المتغيرات والظروف، والإنسان مجبر على حب الثقافة والمعرفة لأنها في النهاية تنسجم وتتلاءم مع العقل والروح فالعقل دائماً يريد ان يعمل وينتج ويحلل ويخطط ويتخيل ويتأمل وعقل الإنسان يملك مصانع ومعامل كبيرة جدا لها طاقة إنتاجية ضخمة والثقافة هي جزء مهم وأساسي من الوقود والطاقة لتلك المصانع والمعامل واليوم هناك طفرة هائلة في حقل المعلومات التخصصية والعلوم التجريبية والتطبيقية في شتى المجالات مما اضطر الجامعات والمؤسسات التعليمية ان تنتهج نهج التخصص لمزيد من المعرفة النظرية والتطبيقية في مجال التخصص وبذلك تشكلت الوظائف التخصصية لتحمل في طياتها أسماء وظيفية محدودة ومقننة ومن هنا يبدأ العقل في البحث عن أي إجابة سواء كانت صحيحة أو خاطئة لأن الفراغ الثقافي منح الفرصة للكثير من المجتهدين اجتهادات خاطئة في الظهور والتمكن وحجز موقع داخل المجتمع سواء عبر وسائل الإعلام أو غيرها ولأنه لا توجد مراكز منظمة تبادر باحتواء تلك الأفكار قبل صدورها ووأدها في حينها وقبل ان تتشبع العقول الفارغة بها فعلى وزارة الثقافة والإعلام والإعلاميين والصحفيين والمثقفين والأدباء ان يوحدوا جهدهم بدلا من ان يكون مشتتاً هنا وهناك للرد على كل فكر خاطئ يطفو ويظهر فوق السطح داخل مجتمعنا واستلام زمام المبادرة بدلا من الوقوف وانتظار المشكلة ومن ثم الرد عليها والبحث عن العلاج فالوقاية خير من العلاج ودور المثقف في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الطبيب والطيار والمهندس والمعلم والضابط والمحاسب والإداري ولذلك لا بد من إنشاء مراكز ثقافية تحتوي طاقات العقول المخزونة وتحاورها وتقنعها وتجيب على الأسئلة المشبوهة فالمراكز الثقافية اذا أنشئت ففي اعتقادي ان دورها سيكون في غاية الأهمية بل سيكون دورها أهم من الشركات والمؤسسات والمصانع التي تنتج وتصنع وتبيع سلعاً مادية ملموسة ومحسوسة فقط أما المراكز الثقافية فهي تنتج الفكر الذي يقوم بصياغة وصيانة كل هذه العلوم والتخصصات تحت مظلة تجمع شتى الظروف الواقعة في حياتنا اليومية سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الطبية أو النفسية أو العلمية والعملية فهي تنظم سلوك الإنسان وتوجهه فكلنا يحتاج إلى ذلك المثقف بدون استثناء والحمد لله رب العالمين ان حبا الله تعالى هذا الوطن بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله فقد أدركت أهمية الثقافة وما تحمله من رسالة عظيمة للإنسان ولقد صدرت التوجيهات الكريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين بضم الثقافة إلى الإعلام باسم وزارة الثقافة والإعلام وهذا دليل قاطع يوضح أهمية تنظيم الفكر وتقويمه ولا يمكن ان ننسى الجهود المبذولة لوزير الإعلام معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي في دعم الثقافة والمثقفين وليسمح لي معاليه بان أدلي باقتراحي المتواضع بان تنشأ مراكز ثقافية في جميع أرجاء وطننا الحبيب وذلك بان تتم الاستفادة واستغلال المكتبات المنتشرة في وطننا فبدلا من ان تقتصر تلك المكتبات على الكتاب والقراءة فقط فعلينا ان نحولها لتصبح مراكز ثقافية وعلمية تقام فيها المحاضرات وتعقد بها الندوات ويجتمع فيها الأدباء والمفكرون والمثقفون والشعراء والمختصون في جميع المجالات والتخصصات مع عامة الناس بدون استثناء لتوجيههم ونصحهم وارشادهم وتقويمهم وتصحيح المفاهيم والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وصياغة منهج يتم من خلاله معالجة المشاكل الطارئة والظروف المعقدة وسد أوقات الفراغ الاجتماعي الذي يُقضى من قِبل الكثيرين من الشباب على وسائل الإعلام الفضائية أو الإنترنت وغيرها والتي تحمل سيولاً جارفة من التيارات الفكرية الشاذة والمنحرفة عقائدياً ودينياً واجتماعياً فنتطلع من معاليه إعداد دراسة من قبل المتخصصين في الوزارة مع مديري المكتبات والأندية الأدبية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved