كتب الكابتن حمد الدبيخي هذا الأسبوع في زاويته الشيقة بملحق الميدان الرياضي المتألق موضوعا في غاية الأهمية تحدث فيه عن السياسة (التدميرية) للكرة السعودية التي تتبعها الإدارة الاتحادية وهي سياسة جمع اللاعبين والنجوم من الأندية الأخرى وكنزهم «تخزينهم» في النادي سواء احتاجهم الفريق الكروي أم لم يحتجهم. وناشد الدبيخي المسئولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتنبه لهذا الأمر والوقوف ضد الفكر الاتحادي الذي يهدد الكرة السعودية ومستقبلها، وضرب لذلك مثلا بالمفاوضات الاتحادية الجارية حاليا مع القادسية لضم الودعاني وتساءل ماذا يريد الاتحاديون بالودعاني وفريقهم يضم أكثر من لاعب في مركزه وأفضل منه؟!! ربما يريدون تحويله وأمثاله من النجوم إلى متحفهم الذي ينوون افتتاحه قريبا.
بصراحة الكابتن حمد الدبيخي وضع إصبعه على جرح خطير ونبه إلى نزفه الذي إن لم يتداركه المسؤولون فسيؤدي الى انيميا حادة للكرة السعودية، نعم فالتفكير الاتحادي الحالي قائم على جمع اللاعبين والنجوم من الأندية الأخرى وتكديسهم وليس ضروريا ان يستفيد منهم فالغاية أن لا تستفيد الفرق الأخرى منهم وبخاصة المنافسة التي هي ايضا هدف اتحادي يسعى إليه إذ لو بمقدوره ان ينتزغ منها نجومها وتخزينهم فلن يتردد، ألم يحاول الاتحاد رغم التخمة من النجوم التي تعيشها صفوفه ضم دوخي وتمياط الهلال ومشعل الأهلي وفشل؟ مثلما أخفق في قطع الطريق على الشيحان وسعد الدوسري وتحويل مسارهما قبل وصولهما للبيت الأزرق؟!! وهذا للأسف تفكير أعوج وغير سوي فالأندية الأخرى وبالذات المنافسة لن يضيرها ان يضم الاتحاد الودعاني أو سعود كريري ويضعهما على الرف مثلما وضع مسفر القحطاني وحمد العيسى وهادي الدوسري أو مرزوق العتيبي وسليمان الحديثي من قبل وكذلك محمد المولد فقد بقيت تلك الفرق قوية ولكن المتضرر هم أولئك النجوم الذين تساق مواهبهم إلى حتفها والمتضرر قبل ذلك الكرة السعودية التي تفقد نجوما يعتمد عليهم بلا مبرر إلا تلبية لنوازع ذاتية وغير سوية توهم أصحابها أنهم بذلك ينتصرون على الآخرين.
أنا أعرف ان هناك من سيتصدى لرأيي الذي هو رأي الدبيخي وكثيرين أمثالنا ويفنده ويدافع عن الفكر، والتوجه الاتحادي مدعيا أن ما تفعله الإدارة الاتحادية حق مشروع ويدخل ضمن الأطر النظامية، ومن حق الاتحاديين ان يعملوا على تقوية وتطوير فريقهم بالشكل الذي يرونه ماداموا لم يخترقوا الأنظمة أو يخالفوها وليس ذنب الاتحاد انه يستطيع ان يدفع وغيره لا يقدر. وذلك كلام سيليم ومنطقي جداً ولا يختلف عليه اثنان. ولكن هناك مسؤولية وطنية تحتم على الاتحاديين ان يتوقفوا عن اسلوب شراء النجوم وتغليفهم ووضعهم على الرفوف لمجرد حرمان المنافسين أو إضعافهم وهو هدف لن يتحقق مهما كانت قوة دوران ماكينة الشراء الاتحادية لأن الأندية الأخرى لديها رجالها الذين يعملون بصدق وإخلاص ومسؤولية.
ولكن تبقى المسؤولية الوطنية هي الأمر الذي يجب ان يضعه الاتحاديون نصب أعينهم والذي يفرض عليهم التوقف عن تخزين نجوم الوطن وتعطيل مسيرتهم أو كما قال الدبيخي تحويلهم الى جماهير ومشجعين للعميد بدلاً من لاعبين يخدمون انديتهم ومنتخب الوطن.
|