Thursday 23rd october,2003 11347العدد الخميس 27 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ابن ربيعة.. في أفق أرقى من الشعر الشعبي ابن ربيعة.. في أفق أرقى من الشعر الشعبي
محمد أبو حمرا

هل تعرفون مواطنا اسمه «ابن ربيعة» من أهل جلاجل؟؟!!
ربما فاجأتكم بصيغة السؤال في زمن سريع لا يعرف إلا السرعة ذاتها، لكن هذا الرجل هو الدكتور عبدالله بن ربيعة، وقد أعطي حكمة الطب جراحيا حتى صار أشهر من نار على علم في عالم الطب والجراحة بالذات.
عاش في العاصمة الرياض وترعرع طفلا ومراهقا في أزقة الرياض القديمة والحديثة حتى عايش وجوها وألوانا مختلفة من أبناء جنسه هنا، وتعلم واجتهد حتى صار يحمل شهادة الدكتوراة في الطب البشري.
إلى هنا والأمر عادي، لكن عبقرية الطبيب بدأت تبرز جلية عندما أحس بأنه مواطن عليه مسئولية، ويطلب منه وطنه إنجازا وطنيا كغيره ممن تعلق عليهم آمال كثيرة.
أخلص «ابن ربيعة» لمهنته حتى حذق علومها وبدأ الإبداع فيها، وهنا اشرأبت الأعناق فخرا بهذا الرجل الجلاجلي، وصار كما يقول العامة في أمثالهم «عسى الطيب من ربعنا» اي اننا كسعوديين نفخر برجل أنجز عمليات طبية خطرة ونادرة هو والفريق المصاحب له من الرجال السعوديين الذين عرفوا قيمة المهنة وعرفوا كيف يقدمون الإنجاز بهدوء وثقة، وذلك بتشجيع من ولاة الأمر الذين وفروا لهم كل المعدات، وكان آخر إنجاز فريق الربيعة هو العملية التي اجريت لطفلتين سياميتين مصريتين قبل عدة أيام، ونقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية والعلمية المتخصصة هذا الإنجاز حيا على الهواء.
كنت أحس بشيء من الزهو وانا أنظر إلى رجال من أبناء جلدتي ومن وطني وهم يفرون البطنين ويعيدون خياطة ما تمزق من جسدي الطفلتين، والذي جعل شعر رأسي يقف فرحا وجسمي يهتز طربا كاهتزاز جسم العميد خلف العتيبي حينما يلقي قصيدة وطنية هو ذلك الشيخ العامي الذي كان معنا بالمجلس فقال بلهجته العامية المغرقة: هذولا وش يسوون؟. أي ماذا يعمل هؤلاء.
قلت:- يفصلون طفلتين ولدتا ملتصقتين.
فقال:- وش هم؟ أي من هم هؤلاء الأطباء.
قلت:- سعوديون، من ربعنا يا أبو فلان، ورئيس الفريق الدكتور الربيعه.
قال:- قال من ربيعة اجلاجل وإلا غيرهم؟
قلت: بل منهم.
قال:- لا إله إلا الله، أثر عندنا ناس ماهم بسيطين.. إيه الله يكثرهم.
فكرت في كلمة الرجل العامي واستغربت كثيرا أن يوجد لدينا عباقرة في الطب والهندسة والمسائل الفكرية والعلمية ومع ذلك لا نسلط الضوء عليهم، ولعل القصور يجيء من إعلامنا الذي لا يعرف أحيانا كيف يستغل الظرف الفكري والإبداعي الخاص بنا كسعوديين، بل إن مثل تغطية العملية جاء مغرقا في الشعبية التي تصورنا بشكل مغاير تماما، حيث جاءت قصيدة شعبية في هذه المناسبة من شاعر شعبي.
وسؤالي هنا للأسف لمن قام بالتنسيق هو: ما علاقة الشعر الشعبي الذي لا يفهمه إلا فئة منا بإبداع طبي عالمي ينظر إليه الملايين؟ وهل لم تجدوا ما توظفوا من فكر سوى الشعر الشعبي!!!!
اخيرا.. التهاني للدكتور عبدالله الربيعة وفريق العمل الذي أدى جهدا كبيرا معه من زملائه.. وإنجازه هذا لا يصفه إلا المجامع والهيئات الطبية المتقدمة لا الشعر الشعبي.. وسامح الله المنسق الذي أفسد البهجة بعامية لم يعرف ما تقول سوى قلة من قومنا، مع أن الحدث عالمي ومهم، وهل ترجم المذيع ما قاله ذلك الشاعر الشعبي أم أن الهيئات الطبية لا تعرف ما يقول ولا ما يقصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved