Thursday 23rd october,2003 11347العدد الخميس 27 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سلمان.. ومسيرة العطاء سلمان.. ومسيرة العطاء
سعود بن عبدالله بن طالب *

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الحديث عن شخصية أمير البناء والعطاء وفارس التطور وأعمال البر والاحسان، حديث متشعب الجوانب، مترامي الاطراف، نظراً إلى تشعب جوانب التميز والعبقرية، وتعددها في أميرنا الجليل المحبوب - حفظه الله ورعاه.
كما أن الحديث عنه يستدعي ذكر مقدمة تمهيدية، وتوطئة تاريخية يتبين منها كثير من الحقائق، فقد كانت شبه الجزيرة العربية في القرن الثالث عشر، وبداية القرن الرابع عشر الهجري، غارقة في بحر من الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء، يسودها الجهل والظلم، والنعرات القبلية، بحيث لا يمكن تصور ان يكون فيها أي نوع من أنواع التقدم والتطور والرقي.
وعندما أراد الله - عز وجل - بشبه الجزيرة العربية خيراً هيأ لها قائداً عظيماً من عظماء التاريخ الإسلامي، هو الملك عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي جاهد في سبيل الله بنفسه وماله، وواصل الليل بالنهار في سبيل توحيد الجزيرة العربية، وجمع شتاتها تحت راية: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
وكان في جهاده وتوحيده يعلم أنه لا يمكن أن يصل بنفسه إلى ما يريده لجزيرة العرب، وللمقدسات الاسلامية، لأن طموحاته كانت أكبر وأكثر من أن يتسع لها عمر شخص واحد مهما طال، وكان يعلم أنه لا بد من بناء جيل متمرس، يتربى على نهجه وطريقته، يشاركه في عملية البناء، ويواصل الجهاد والعمل بنفس القوة والثبات، من بعده.
ومن هناك كان - رحمه الله - حريصاً على تربية أبنائه، وتنشئة أنجاله على الإيمان، والعقيدة، والاخلاص، وبذل النفس والنفيس في خدمة الدين، ورعاية المقدسات، وبناء الوطن، وتطويره.
في ظل هذه التربية النموذجية الحازمة، وفي هذه المدرسة الفريدة من نوعها التي كانت تشبه مدارس السلف الصالح، نشأ وتربى الأمير الشاب على قوة الايمان، والتمسك بالشعائر الاسلامية، والاخلاص في أداء الواجب، واستشعار المسؤولية، ومراقبة الله - عز وجل - في كل أعماله.
فلا عجب إذاً ولا غرابة أن يكون هذا الشاب الأمير قائداً محنكاً، وسياسياً بارعاً، وبانياً حاذقاً، ومخططاً استراتيجياً، وأباً حانياً، ومعلماً راشداً، ومع ذلك كله: إنسان محب للخير، والبر، والإحسان، وطموحاته تجاوزت حدود الرياض إلى جميع مناطق المملكة الحبيبة، وحبه للخير والمسلمين تجاوز حدود الوطن، ليشمل المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وكان ولاة الأمر يعرفون فيه هذه الخصال المجيدة، والصفات الحميدة والسجايا الفريدة.
لذلك كله أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أمره بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز أميراً للرياض في 25 من شهر شعبان من سنة 1374هـ فكان النموذج المثالي لرجل الدولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالناظر حالياً إلى ما بلغته الرياض من تطور مذهل في جميع المناحي يدرك تمام الادراك انه أمام قائد سخر جميع جهده، ووقته، وماله في العمل الدؤوب، والجهاد المستمر دون كلل، أو ملل، حتى استطاع بتوفيق الله تعالى ثم بالدعم المتواصل، والمؤازرة السخية من ولاة الأمر أن يصل بعاصمة التوحيد، ورياض نجد، ومنبع العروبة، الى أن تقف بكل عز، وشموخ، وفخر، في مصاف العواصم العالمية الكبرى، في وقت وجيز، وإن المرء ليحتار عند الحديث عن معالم النهضة، والرقي والتطور في الرياض، فهل يتحدث عن شبكة الطرق، أو عن المستشفيات، أو عن شبكة الهاتف، أو عن شبكة الكهرباء، أو عن المدارس والجامعات، والمعاهد، أو عن الآثار والمتاحف، أو عن الحدائق الغناء والمسطحات الخضراء، أو عن الجمعيات الخيرية، وأعمال البر، والإحسان، أو عن المراكز الاجتماعية والإنسانية، فعن أي شيء يمكن أن أتحدث؟!
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
وإذا تجاوزنا حدود الوطن وجدنا سمعة هذا الأمير القائد تفوح شذا وعبيرا في جميع أنحاء العالم، مما جعله محل تقدير واجلال وتكريم من قادة العالم فقلدوه عدة أوسمة عربية، ودولية، وعالمية، منها: وسام الكفاءة الفكري من المغرب عام 1989م، ووسام البوسنة والهرسك الذهبي عام 1997، ودرع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، ووسام نجمة القدس عام 1998م، ووسام الرئيس الفرنسي عام 1985م، ووسام سكتونا وهو أعلى وسام في الفلبين عام 1999م، والوسام الأكبر من السنغال عام 1999م، الى غير ذلك من الأوسمة، والدروع التي تدل على ما يلقاه هذا الأمير الجليل من عظيم التقدير، وكبير الاجلال، والاحترام في جميع أنحاء العالم، وأن أعماله وطموحاته في خدمة دينه، ووطنه، ومليكه، وأمته الاسلامية، بل وخدمة الانسانية جمعاء، لا حدود لها، فهنيئاً للوطن، وهنيئاً للعرب والمسلمين، بل وهنيئا للانسانية جمعاء أن يكون فيها هذا الأمير العظيم، والقائد الفذ، والمعلم النصوح، والإنسان، الإنسان... سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمد الله في عمره، ومتعه بالصحة والعافية، ورزقه مزيداً من القوة والعزيمة، لمواصلة مسيرة الخير والنماء، وزيادة وتيرة التطور والبناء، لما فيه خير هذه البلاد الغالية، والأمة الإسلامية جمعاء.
وصلى الله على نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved