Saturday 25th october,2003 11349العدد السبت 29 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرياض وسلمان الوفي.. الرياض وسلمان الوفي..



تلك الرياضُ وهذه نجد
الشعر والتاريخ والمجدُ
وأرومة الفصحى وقد درجت
وعلى رباها رفرف الخلدُ
قف سائل الطلل المحيل بها
لعل فيها لسائل ردُّ

أبيات من قصيدة تفاعلت مع ما تواثبه عروس الصحراء من شرف وعراقة ونمو.. لقد شدا هذا العربي إيماناً منه بما لهذا التراب من سوالف ضاربة في عمق التاريخ، وبما لحاضره من صمود وعدالة وبناء، والرياض وهي الشاهدة والمملية إحدى المنارات الحضارية التي أبت إلا أن ترفع صوتها جلياً في كبد الأفق المتنور، وأن تعطي عطاء الشمم الإنساني وتحفر إرادتها بالقوة والمثل الأعلى لأنها بنيت من طبيعة ما فيها من كوامن الحب والتضحية الباحثة عن الخير والإيمان والوحدة الإنسانية.. أجل.. إن عاصمتنا الحبيبة لتسحب وراءها سنينا مزحومة بجلائل الأحداث الفاعلة ولذا فذكراها هذه لم تأت من فراغ بل ان لها من هذا الامتداد ما يرفع الجبين ويعمد التوجه!!.
لقد حظيت بقلوب الرجال الذين يوفون بالجزل ويفرضون المواقف عن علم ودراسة، ويسيرون بعد ان يوثقوا الطريق ويسبروا منعطفاته بالفضل والطيبة. انه المؤسس البار وأبناؤه والشعب المؤمن المتوازن ممن عاشت في دمائهم وبذلوا لها كل ما قدروا عليه من الجهد والمعرفة. وتأتي هذه الأيام لتؤكد ذكرى تولي ابنها النابه سمو الأمير سلمان الذي علمنا بالخبرة كيف يكون الحب وكيف تتبلور الأعمال وتتحقق الأهداف وترينا بالجلائل ما يشهد به الأثر الناصع.. ومع هذا الوفاء المألوف لم يغفل عنها ولم تبرح مخيلته ووجدانه بل ظلت تكبر وتشمخ في ذاته حتى كان المثل في عشقه وكانت المعجزة في الإنجاز والتطور المذهل.. ان الرياض يا صاحب السمو وقد حققت لها الكثير وجعلت منها واحة تمسح الغيوم وتزاحم الكواكب الصافية كصفائها وانعتاق ما فيها من خلق وتواثب لتسجل لك في خوالدها أروع ما في الحقيقة من صدق كصدقك مع نفسك وأخلص ما في الوفاء كوفائك معها، لقد أوليتها الشباب والأثرة، ولعمري إن هاتين الخصلتين رحيق ما في العمر وتحديت كل الصعوبات لكي تجعل منها آية المدن المعاصرة فكانت بحق كما تؤمله وتترقبه من نتائج تلك الجهود والمتابعات المضنية ولذا فقد استوت على سوقها وآتت ثمارها في زمن قياسي لم يدر في حسبان أحد اللهم إلا من عايشوها فكرة وتنفيذاً ووفقهم الله في تحقيق ذلك.. فهنيئاً لك بهذا الفخر الذي هو في الحقيقة فخر للعاصمة وللكلمة كأنموذج للبناء تختبر من خلاله الأعمال النادرة في إنجازها وتصويب ما فيها من طرح وبرهنة واحتذاء.. وهنيئاً للموفين معك الذين لم يألوا جهداً بل عايشوا كل ذلك لحظة بلحظة وكانوا في كل ما يتخذونه أو يتبنونه واضحاً كشموخ جبهة الرياض عريقا كعراقة الرياض فهنيئاً لهم فقد كانوا تلامذة وجنود الواجب الصادقين وهنيئاً للمخلصين الذين يعطون من ذواتهم ويتركون لأعمالهم مساحات كبيرة من التدوين ويرتبطون مع هذا المجتمع وما يؤمله من تقدم وما ينشده من حميمية المنبت.. هنيئاً لكل هؤلاء وهنيئاً للأجيال القادمة التي ستبكر هذه المحاصيل وتخلد ذكرى من جاهدوا في سبيل إيجادها وقاسوا كثيراً من التعب لكي يظفروا بثمارها وحلاوة ما تدره.
هذا وإني على يقين من علاقة ما أعايشه واراه بمخيلتي في المستقبل..
إن هذه الأسس الفارهة ستكون الأعمدة المضيئة لأشياء ستمتد وتتزامن وان الأيام والليالي لا تزيدها إلا تجذراً لأنها في ذات الأمر ولدت وهي تامة وافية التكوين.. ومسؤولونا وهذا ديدنهم لا يأتون على شيء إلا وقد قننوه وأعطوه حقه من التقدير والتنظيم فما برز للملأ إلا وقد استوفى نضجه وتقبلته العقول في تركيبه ومسوغات فهمه. هذا من ناحية أما الناحية الثانية فنحن أمة لا نتعلق إلا بمثل ما خلقنا عليه وألزمنا به الواجب وكنا على تأديته من أحرص الناس كما كنا ولا نزال قدوة في كل ما نتعامل به أو نريده من الآخرين.. وقيادة وأمة هذا ديدنها وسبيلها في الحياة لحرية بان تشرق ذكراها وتغرب بل تملي إرادتها بالرغم ما في المحافل والمضامر الدولية كما شاء لها الله سبحانه وتعالى.. إن من يتأمل هذه المنجزات تأمل المتجرد الفاحص يدرك أن كل تلك الظواهر منبثقة من إيمانهم المطلق وان سر هذا الخلود قد استمدوه من النور الذي وعوا بسملته وطغراء إعجازه، وان الصلاح الذي ينشدونه هو الحضارة التي يمليها سفره العظيم ومن هنا يدرك ان هذا الثبات هو ولا غيره خلاصة البقاء وأن الغايات النبيلة هي التي لم تختمر وتتوسع إلا بعد ان كابد مشاق البذل عقول وعطوى كبيرة جعلت المهر لكل ذلك المتنوع أنفس ما في الحياة من مخزون روحي ومادي، وبذلك كانوا مع الموضوعات الهامة في ذات الأثر العميق.. ولا عجب فالطريقة المثلى في نظر أهل الحجي هي هذه الموالاة والتعهد المسؤول:


هذه سرة الطبيعة ماجت
والدنى فوق مائها مطمورة
مسح الله كل خط عليها
أبدي يجيل فيه سفوره
مسح الله كل خط عليها
أبدي يجيل فيه سفوره
وحباها من الفراديس وجها
عربياً وجبهة محسوره
وشموخاً من طبعها في بيتها
غسلت كل ناظر منظوره
فإذا الحب أخضر يتدلى
في شفاه ظميئة محروره

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved