Saturday 25th october,2003 11349العدد السبت 29 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أول الغيث قطرة ثم ينهمر أول الغيث قطرة ثم ينهمر

سمعت وقرأت كغيري من المواطنين ما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله بعد افتتاحه لمؤتمر «حقوق الإنسان في السلم والحرب» مساء يوم الاثنين الموافق 17/8/1424ه فقد سئل سموه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب افتتاح المؤتمر المذكور سئل على ضوء ما صدر من مجلس الوزراء من انتخابات المواطنين لنصف المجالس البلدية، وكان السؤال يقول: شكلت اليوم مجالس بلدية.. هل تعتقد أن هذه الخطوة تسبق انتخابات في الشورى؟
فقال سموه مجيباً السائل: هذا الأمر ليس جديداً، ولو قرأت ما هو موجود في هذا المعرض المقام على هامش المؤتمر لوجدت أن هذا موجود منذ أسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هذه البلاد حيث كانت المجالس موجودة.. ولا علاقة لها بأي أمر آخر.. وقد رئي إحياء المجالس البلدية من خلال تنظيم للشؤون البلدية بعد التشكيلات الأخيرة».
وحديث سموه الكريم يذكرني بما سبق على إثر تشكيل مجلس الشورى قبل عشر سنوات وتفعيله إذ كتب من كتب على أنه ينشأ لأول مرة بينما هو قد أنشأ منذ ثمانين عاماً بتوجيهات من موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله
وبالعودة إلى ما يتعلق بالانتخابات الجزئية للمجالس البلدية التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته ليوم الاثنين 17/8/1424هـ فلم يكن هذا الأمر جديداً على مجتمعنا في المملكة. ولكنها خطوة مباركة ستتبعها خطوات أخرى لصالح مجتمعنا في ظل تسارع الأحداث وتطور الحياة ومتطلباتها.
والمجتمع بوعيه وثقافته وتطلعه نحو الأفضل جدير بتجاوز العقبات القبلية والاقليمية التي أشار إليها الدكتور ثامر بن ملوح المطيري مدير مشروع التنظيم الإداري للأجهزة الحكومية - ففي حديثه لصحيفة الجزيرة في العدد 11338 ليوم الثلاثاء 18/8/1424هـ قال عند سؤاله هل أخذ بعين الاعتبار مسألة العنصرية القبلية في موضوع الانتخاب؟ فأجاب: أولاً أرجو عدم وجود مثل مسألة العنصرية القبلية فالمجتمع السعودي أصبح الآن مجتمعاً واحدا ومتماسكاً وبالتالي لا يصح إلا الصحيح في مجال هذه الانتخابات بطريقة وبأسلوب نزيه ولدينا تجارب ناجحة في الدول المجاورة ولا أحد يدعي الكمال في هذا الجانب.. هي تجربة وستكون محل نظر أثناء عملية التنفيذ.. إلخ.
وقال إن القرار يستجيب لتطلعات الكثير من المواطنين..
ويحضرني بالمناسبة حديث مع الأستاذ المؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد الذي رشح نفسه في انتخابات المجلس البلدي عن حي دخنة وسط مدينة الرياض مطلع عام 1384هـ أي قبل أكثر من أربعين عاما، وقال إنه اعتمد على مجموعة من المثقفين من أبناء «الحي» ولكن منافسه قد أحضر مجموعة من رجال الحرس الوطني من أبناء قبيلته وغيرهم، وصوتوا له على أنهم من سكان حي «دخنة» وهكذا اكتسحه منافسه وكان الفوز من نصيبه.
وبالرجوع إلى جريدة شيخنا حمد الجاسر - رحمه الله - عندما كان رئيساً لتحرير جريدة «اليمامة» الصحيفة التي استأنفت صدورها في بداية عهد المؤسسات الصحفية فقد نشرت في عددها الرابع عشر ليوم الجمعة 16/2/1384هـ الموافق 26/6/1964م. وبالخط العريض «غداً.. انتخابات المجلس البلدي.. سيدلي المواطنون في الرياض عصر غد وعصر اليوم الذي يليه بأصواتهم لانتخابات أعضاء المجلس البلدي لمدينة الرياض.
و -اليمامة - تحث المواطنين على الحضور لأماكن الانتخابات للإدلاء بأصواتهم كما تحثهم على اختيار الأكفاء المخلصين الذين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
ونجد الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الشثري مندوب جريدة الجزيرة وفي عددها الأول الصادر في 20/2/1384هـ ينقل وقائع الانتخابات فيقول: لقد اهتمت صحيفة الجزيرة بالانتخابات التي أجريت في مدينة الرياض في يومي 17/2 و 18/2/1384هـ لانتخاب أعضاء المجلس البلدي، هذا المجلس الذي سيضم خيرة المواطنين الذين سيشاركون في تحمل المسؤولية من أجل النهوض بعاصمة البلاد في شتى الميادين من عمرانية وغيرها، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن حكومتنا الرشيدة تسعى جاهدة لإتاحة الفرصة للمواطنين بأن يعبروا عن آرائهم وأن يسهموا بدورهم في تسيير دفة الأمور بهذه البلاد وهذا الإجراء بمثابة دليل قاطع لا يقبل الشك على أن الحكومة تقوم بتسيير دفة الأمور بهذا البلد بمعاونة المواطنين، وذلك سيراً على مبدأ الديمقراطية وللأهمية ذاتها فقد أوفدت جريدة الجزيرة أحد مراسليها الصحفيين وهو عبدالرحمن الشثري. وقد تمكن من الحصول على المعلومات التالية:
منذ الساعة التاسعة والنصف من عصر يوم السبت 17/2/1384هـ «أول أيام الانتخاب» وجميع المواطنين يتوافدون على مقار صناديق الاقتراع يدفعهم حافز قوي وشعور بالواجب وتلبية لنداء سمو أمير منطقة الرياض ومنذ اللحظة الأولى لبدء الانتخابات، ومندوبو الجزيرة يتجولون على دوائر الانتخاب، ومن الدوائر التي زاروها منطقة الوسيطي ومقر الانتخاب بهذه الدائرة معهد النور وقد كانت لجنة الانتخاب مكونة من هذه الدائرة من كل من الشيخ عبدالله السويلم وعبدالرحمن المرشد وفهد بن دوس ومندوب الشرطة الملازم حسن باخشوين. كانت الانتخابات في اليوم الأول والثاني بهذه الدائرة تسير سيراً جميلاً والإقبال شديد والنظام سائد، وبلغ عدد الناخبين بها حوالي 480 ناخباً ومن المناطق التي زارها مندوبنا منطقة سلام ومقرها معهد إمام الدعوة لجنتها مكونة من عبدالعزيز البكر ومحمد بن عجلان وعبدالعزيز الجاسر ومطلق بن شافي ومندوب الشرطة محمد بن جاسر.
الانتخابات هنا في اليوم الثاني أحسن بكثير من اليوم الأول حيث ساد النظام وأقبل الناس بشدة، بلغ عدد الناخبين بهذه الدائرة حوالي 600 شخص وقد زار مندوبنا منطقة دخنة التي كان مقرها أمانة مدينة الرياض فكان الإقبال هناك متوسطاً ولجنة الانتخابات هنا مشكلة من السيد علي الوهيبي وإبراهيم بن صالح وعبدالعزيز المعشوق وعبدالله المنصور ومندوب الشرطة الملازم محمد سراج.
كان الهدوء يسود المكان انتقلت الجريدة إلى الدائرة الانتخابية لمنطقة العود ومقرها المدرسة الأهلية ومكونة من مندوب الشرطة الملازم فؤاد خياط وأعضاء اللجنة السادة علي الشهري، عبدالرحمن الحميدي، ناصر بن شنان، مرزوق العبدالعزيز.
كان الإقبال منقطع النظير على هذه الدائرة والحماس يبدو على وجوه المواطنين، وقدر عدد الناخبين في اليوم الأول بمائتي ناخب واليوم الثاني بثلاثمائة وخمسين ناخباً ومما شاهده المندوب في دوائر الانتخابات التي تمكن من زيارتها الهدوء التام أثناء الانتخابات بصورة تؤكد عزم المواطنين على تحقيق الثقة التي حظوا بها من سمو أمير منطقة الرياض ومما يلفت النظر أن سمو أمير الرياض ومدير الشرطة كانا يقومان بجولات على الدوائر الانتخابية للاطمئنان على سير الانتخابات وقصارى القول إنه رغم أن هذه أول مرة تشهد فيها مدينة الرياض عملية الانتخابات إلا أن النجاح سيكون حليفها إن شاء الله بفضل الوعي والإدراك من قبل المواطنين، والمستقبل كفيل بأن يثبت مدى إدراك المواطنين في الرياض وكفاءتهم وتحملهم أعباء المسؤولية الملقاة على عواتقهم.
وختاماً نرجو أن نرى النتائج القيمة التي ستسفر عنها هذه الانتخابات، ولنا أكبر الأمل في أن نرى مجلسنا البلدي وهو يزاول نشاطه في الأيام القليلة القادمة.
وفي خبر آخر في الصفحة نفسها من جريدة الجزيرة يقول: «سمو أمير الرياض ينتخب.. شوهد أمير منطقة الرياض، وقد حضر بنفسه في قاعة الانتخابات لمنطقة المربع يوم السبت 17/2/1384هـ ليدلي بصوته مع المواطنين في انتخاب العشرة المرشحين للمجلس البلدي.. وسمو الأمير بعمله هذا يضرب أروع مثل في التجاوب وتأديه الواجب».
ومثل هذه الانتخابات ليست جديدة على مجتمعنا حسب ما قاله سمو وزير الداخلية فقد تسلح المواطن بالوعي والمعرفة الكافية وتمييزه بين الصالح والطالح وأصبح يفرق بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة - فكلنا يعرف ما يتم بالجامعات من انتخابات لمجالس الكليات وأعضاء الأقسام العلمية في السابق إلا أن الظروف قد أوقفت مثل هذا الإجراء قبيل سنوات قليلة، والأمل كبير بعودتها كما كانت لأنها الأصح.. والبقاء للأفضل. وكذا ما يتم في الغرف التجارية من انتخابات دورية وكذا مجالس إدارات الأندية الرياضية التي كانت تجري منذ أكثر من أربعين عاماً وحتى الآن، فليت مثل هذا يتم في مجالس إدارات الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وبقية المؤسسات الأخرى.
وتجربتنا السابقة في انتخابات المجالس البلدية قبل أربعين عاماً خير شاهد على ذلك.. صحيح أن التجربة كانت جديدة ولكن تكرارها وتلافي ما قد يعتريها من أخطاء وتجاوزات بحسن أو سوء نية كفيل بالوصول إلى الهدف المنشود..

والله من وراء القصد
محمد بن عبدالرزاق القشعمي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved