Saturday 25th october,2003 11349العدد السبت 29 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوبات الذعر (الهلع) نوبات الذعر (الهلع)

* ماهي نوبات الذعر؟
هي حالة مرضية تحدث عند بعض الأفراد حيث يعانون من نوبات متكررة من القلق الشديد تحدث بشكل مفاجئ فتجعلهم في خوف وتوجس دائم من احتمال حدوثها مرة أخرى. ولذا تجدهم يتجنبون السفر أو الذهاب بعيداً عن منازلهم أو ركوب الطائرات أوالدخول في الأماكن المزدحمة أو التي يصعب الخروج منها مثل المساجد المزدحمة خوفاً من حدوث النوبة في تلك الأماكن التي قد يصعب حصولهم على المساعدة فيها وهي الحالة التي يطلق عليها (رهاب الساح).
*كيف تحدث نوبات الذعر وما هي أعراضها؟
عادة ما تبدأ نوبة الذعر فجأة حيث يشعر المصاب بخوف شديد وتوجس يصل ذروته في دقائق معدودة يصاحب ذلك أعراض جسدية مثل: (الخفقان، ألم الصدر، الغثيان، حرارة في الجسم، الشعور بالاختناق، ضيق التنفس، التنميل،الرعشة، والشعور بالدوخة).
ومما تجدر الإشارة إليه أنه قد يصاب المريض ببعض هذه الأعراض وليس بالضرورة كلها، كما يلجأ المصاب إلى تفسير هذه الأعراض الجسدية تفسيراً خاطئاً في أنه قد أوشك على الموت. أو أنه سوف يفقد قدرته على التحكم في نفسه وسيصاب بالجنون في الحال.
وهكذا تتكرر هذه النوبات ويصبح المصاب في خوف وتوجس دائم من تكرارها لاسيما أنها تأتي عادة بلا سابق إنذار.
وتبعاً لذلك يستمر المريض بالدوران في حلقة مفرغة من الخوف والأعراض الجسدية التي يزيد بعضها البعض وتتكرر النوبات عليه ولن يتم شفاؤه - في العادة- إلا إذا كسرت هذه الحلقة المفرغة ودخلت القناعة إلى تفكيره بأن هذه النوبات لن تضره وأنها ليست بالأمر الخطير ولكنها مجرد نوبات مزعجة فقط بسبب تكرارها بلا سبب واضح.
وفي بعض الأحيان قد تحدث نوبات الذعر مع اضطرابات نفسية أخرى كالقلق العام والرهاب والاكتئاب والوسواس القهري أو استخدام الكحول والمخدرات أو عند استخدام كميات كبيرة من القهوة التي تحتوي على الكافيين.
كما قد تحدث نوبات الذعر مع بعض الأمراض العضوية كاضطرابات الغدة الدرقية أوعدم انتظام ضربات القلب أو فقر الدم.
*ما مدى انتشار مرض نوبات الذعر؟
حسب الدراسات الغربية فإنه يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 2:1 وتتراوح نسبة حدوثه بين 5 ،1- 4% من البالغين، وعادة ما يبدأ المرض في أواخر العشرينات من العمر وقد يبدأ قبل هذا العمر أو بعده لكن يندر أن يبدأ بعد الأربعين من العمر.
ويتصف هذا المرض بأنه مرض مزمن تزداد وتقل أعراضه بين فترة وأخرى، كما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب والقلق أو الإدمان على الكحول والمخدرات سعياً إلى الهروب أو التخفيف من المخاوف، ولو بادر المريض بالعلاج لربما لم يحدث له أكثر هذه الاضطرابات.
أسباب مرض نوبات الذعر؟
لا يعرف على وجه التحديد سبب هذا المرض. لكن افترض بعض الباحثين وجود أسباب وراثية، بينما افترض آخرون وجود أسباب بيولوجية لما لاحظوه من أن نوبة الذعر قد تستثار ببعض المواد الكيميائية التي تعمل كنواقل عصبية في الجهاز العصبي.
علاج نوبات الذعر؟
يتمثل علاج هذا المرض فيما يلي:
1- جلسات العلاج النفسي، وخصوصاً العلاج المعرفي السلوكي حيث يتم فيه تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المريض وتدريبه على بعض الأساليب للتعامل مع نوبة الذعر، كما يشمل العلاج النفسي العلاج بالتدعيم، والتدريب على مهارات التغلب على الضغوط النفسية والاجتماعية وكذلك تمارين الاسترخاء.
2- بعض الأدوية النفسية التي أثبتت نجاحها في علاج هذا المرض، كما يمكن استخدام بعض الأدوية النفسية الأخرى إن كانت هناك حاجة لعلاج أي مرض نفسي مصاحب.
قواعد للسيطرة
على نوبات الذعر
ذكر بعض علماء النفس في العديد من المراجع عدة قواعد علاجية نوجزها فيما يلي:
1- تذكر أن الأعراض والأحاسيس التي تشعر بها ليست إلا زيادة وتضخيماً لردود الفعل الجسمية الطبيعية لبعض الضغوط النفسية بشكل عام.
2- إن هذه الأعراض ليست مؤذية أو خطرة أي أنها فقط مزعجة ولن تحدث تطورات أسوأ منها.
3- توقف عن زيادة النوبة وذلك بعدم إضافة أفكار مرعبة ومخيفة حول ما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
4- لاحظ ما يجري الآن في جسمك وليس ما تخاف أن يحدث لاحقاً.
5- انتظر واصبر واعط الخوف وقته كي يمر وينتهي.. لاتحاربه أو تهرب منه.. تقبله وراقبه بهدوء إلى أن ينتهي.
6- لاحظ أنك عندما تتوقف عن إضافة أفكار مزعجة إلى ما يجري لك فإن الخوف يبدأ بالتلاشي تلقائياً.
7- تذكر أن المقصود من هذا التمرين هو أن تتعلم كيف تسيطر على نفسك وعلى نوبة القلق دون أن تهرب منها، وهذه فرصة مناسبة كي تتقدم في ذلك.
8- فكر في التقدم الذي نجحت فيه إلى الآن على الرغم من الصعوبات الكثيرة والازعاجات. فكر بالمتعة والراحة التي ستحصل عليها عندما تنجح مرة أخرى.
9- عندما تشعر بأنك جاهز للانطلاق إلى أعمالك الأخرى ابدأ ببساطة وهدوء واسترخاء حيث لا يوجد أي داع للعجلة.
تنبيهات مهمة
- توقع حدوث بعض المخاوف... والذي يمكن أن تستثيره بنفسك أحياناً... وتعلم طرق السيطرة عليه ومواجهته.
- حاول أن تبقى في المكان الذي تبدأ فيه النوبة أو قربه.. اجلس وانتظر إلى أن تتلاشى نوبة القلق تلقائياً.
- يمكن أن تبتعد إلى الوراء قليلاً إذا دعت الحاجة ولكن لا تهرب بسرعة.
- ذكر نفسك بقواعد السيطرة على نوبات القلق (الهلع).
- عندما يخف الخوف تابع التمرين إذا كان بإمكانك.
- إن بعض الإحباط والفشل في تطبيق هذه التمارين أمر متوقع وضع ذلك في حسبانك ولا تيأس أبداً.

أحمد علي السهو
مستشار العلاج النفسي الإكلينيكي سعاد عبدالعزيز الدباسي إخصائية العلاج النفسي الإكلينيكي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved