Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يا أهل الخيام البيض في رمضان.. لماذا؟ يا أهل الخيام البيض في رمضان.. لماذا؟
محمد أبو حمرا

في شهر رمضان المبارك تنتشر خيام بيض عند المساجد وعند بعض البيوت الكبيرة، مهمة تلك الخيام تقديم طعام الإفطار لعابري السبيل في كل ليلة من ليالي الشهر، وذلك بحثا عن أجر من عند الله، لأن الصدقة في رمضان شأنها عظيم.
ولا أدري لماذا تجيء الصدقة في هذا المنحى فقط أو بهذا الشكل؟ ثم لمن تقدم تلك الصدقات؟ ثم ألا يوجد طريق من الطرق لتقديم تلك الصدقات غير الخيام البيض؟ وكذا أليس هناك من هم أولى بالصدقات نفسها من غير من تقدم لهم بهذا الشكل؟
أسئلة كثيرة دارت في مخيلتي وأنا أتحدث مع إمام مسجد حشد جهوده لتلك الخيمة وأخذ يجمع مصاريفها من جيران المسجد.
سألته: كم تصرفون على تلك الخيمة في رمضان؟
قال: نصرف ما يقارب الثمانين ألف ريال إذا أعددنا طعام السحور، أما الفطور فقط فلا يتجاوز الخمسين.
عجبت من هذا الرقم الذي يسد حاجات أسر منا كثيرة، فعلاً أغلبنا يصرف مصارف الصدقة في طرق كان الأجدى والأجمل أن تكون في غير تلك المصارف، لأن من يفطرون في تلك الخيام هم ممن لهم كسب يومي لا يقل عن الخمسين ريالاً يومياً، بينما هناك من يتعففون من أبناء البلد نفسه ولا يجدون ما يسد رمقهم وهم أولى ممن لديهم دخل، ولعل «الأقربون أولى بالمعروف» قد نسيها أولئك الذين ينصبون خيمة بيضاء كالثلج طولها يزيد عن العشرين مترا وعرضها كذلك وقيمتها تسدد ديون اسرة منا لتكون تلك الخيمة لاستقبال المفطرين في رمضان!!، فتجد سيارات الليموزين حواليها قبيل الغروب، ثم يفرون بعده طلبا للرزق، وفعلاً هم يحصلون على رزق وفير في مشاوير رمضان، فهل من يحصل على ثلاثمائة ريال يوميا سيعجز عن افطار لا يتجاوز خمسة ريالات؟
أنا لست ضد الصدقة في رمضان أو غيره، لكن هناك طرق كان الأولى بالمتبرعين ان تذهب إليها بدلاً من الخيام البيض، وتلك الطرق هي وجود أسر كبيرة وكثيرة في القرى والهجر لا يعلم حاجتهم إلا الله تعالى، ولا كسب لديهم سوى التستر والتظاهر بالغنى وهم يستحقون الصدقة، فلماذا كل هذا الصرف على من يكسبون المئات من الريالات وحرمان من لا ريال لديهم من أبناء جلدتنا؟
ثم ان النوعية التي تفطر في تلك الخيام تجمع ما كان مفروضاً ان تصرف منه وتقوم بتحويله الى بلدانها دون أية فائدة اقتصادية لنا، وقد لا يكون هناك دعاء لمن فطّرهم!
يا أهل الخيام البيض.. افيقوا وانتبهوا جيدا، والتفتوا الى أبناء جلدتكم ممن هم في اشد الحاجة، ولولا أني اعرف ان قصدكم هو التقرب الى الله لقلت: إن بعضكم يريد من يشير إلى خيمته البيضاء بقوله: خيمة فلان للإفطار الرمضاني جزاه الله خيراً.
وتلك دعاية إعلامية لكم أكثر ممن يمدون من في القرى والهجر بصدقاتهم الخفية، أو يدفعون إيجار بيت لأسرة ضاقت بها الحال أو طريق خير آخر.
فمتى نعطف على بعضنا؟؟ ولا نكون كما تقول العامة في أمثالهم «مثل النخلة العوجاء اللي بطاطها ما هو في حوضها».
ألم تفيقوا من الأحداث والحوادث بعد.. ألم تستفيدوا من التجارب؟!!

الرياض/ فاكس 2372911

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved