Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة عاجلة لمعالي الوزير رسالة عاجلة لمعالي الوزير
الاختبارات في شهر رمضان المبارك.. لماذا؟!

كنت أعدو على سطور الكلمة.. أقف برهة.. اتفيأ ظلال أحرف هامت في بحور التعليم.. ثم اواصل مسيرة سيري وقلمي يلهث.. لِمَ يا ترى .. لكثرة تلك الأنامل والتي امتدت لقلمي ان اكتب..؟ اكتب عن ماذا؟ يقولون لي: اكتب عن معاناتنا نحن الطلاب؟ عندها توقف القلم.. ليلتقط أنفاسه.. وليلقي نظرة تفاؤلية لحال أولئك الطلاب والذين ما فتئوا ينهلون من الكتب معينهم الصافي.. ويستنشدون المستقبل امامهم..!! حقيقة حينما صرخوا.. بمعاناتهم كنا نحن نحس بما احسوا نحن المعلمين.. ولكنهم يقدّرون ويحسبون للوقت حسابه ومنهم من خشي استنزاف درجات التفوق خلال شهر رمضان ذلك انهم جربوا ذلك العام الماضي واتضح الفارق لهم!! فدوَّت صرختهم!! هؤلاء الطلاب والطالبات لم يفت عليهم.. أن يكونوا أول المهنئين لقيادتنا الحكيمة حفظها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة المالكة وللشعب السعودي الكريم بمناسبة قرب حلول هذا الشهر الكريم.. أهله الله علينا بالخير والبركة وايضا التهنئة موصولة لك يا معالي الوزير.. ولكن فبقدر فرحتهم الغامرة بحلول هذا الشهر الكريم.. وما يرجونه من الخيرات والأجر الفضيل.. الا انه ومن خلال مزاولة الدراسة خلال هذا الشهر.. تبدت لنا ولطلابنا رؤى هي عند طلابنا الفت في الحلق ألف غصة وغصة.. ونكأت بجراحهم اثر تدني مستوياتهم العام الماضي الملحوظ عند الكثير من الطلاب واحبوا ان يفرضوا هذه القضية.. والمعاناة على طاولة معاليكم!!
معالي الوزير
ورد في الحديث الشريف «ان لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله» اخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.. وروى الطبراني وابن حبان في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان وصلة لأخيه المسلم الى ذي سلطان من مبلغ بر أو تيسير عسير، اعانه الله على اجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام».
** معالي الوزير كيف بطلابنا والأمل يحدوهم باستغلال هذا الشهر الكريم بالعبادة وقراءة القرآن كيف لهم بذلك وقد استسلموا لكتبهم الدراسية، وأضناهم التعب خلال نهار هذا الشهر وهم صوّام!!
** معالي الوزير كتبنا كثيرا عن سير العملية التعليمية في هذا الشهر الكريم غير ان ثمة آراء متناقضة ومتباينة حول الدوام في هذا الشهر المبارك.. والذي نجزم فيه بأن كل طالب يرغب باستغلال هذا الشهر في التقرب الى الله والانشغال في العبادة هذا من جانب.. ومن جانب آخر تحقيق نتائج ايجابية في اختبارات اعمال السنة.. ولكن هلا استقبلتم آراءهم حول الدراسة في هذا الشهر وهلا استحضرتم نتائج اختبارات اعمال السنة خلال الشهر الماضي؟ والفيتم البون الشاسع في درجات الطلاب مقارنة بغيره من الأشهر.. والذي عشناه نحن كمعلمين من موقع الحدث بما يكشف لنا تدني مستويات الطلاب.. وبالذات نتائج اختبارات اعمال السنة خلال هذا الشهر الكريم نلحظ دافعية التعلم تقل عند الطلاب خلال الشهر المبارك بما يثبت لنا صعوبة الحصول على نتائج ايجابية حتى من قبل الطلاب المتفوقين.. من طلاب المدارس.. والأمر يا معالي الوزير سيان حتى عند طلاب الجامعات والكليات.. بنين وبنات..!!
وطلابنا.. وابناؤنا اليوم.. وان كانت الدراسة في هذا الشهر تثقل كاهلهم.. الا انهم يطلبون من معاليكم.. تخفيف وطأة الاختبارات عليهم خلال هذا الشهر وذلك بتأجيلها الى ما بعد رمضان..!!
وعندما كتبت عن هذا الموضوع.. وطلبت تأجيل موعد اختبارات اعمال السنة الى ما بعد رمضان.. استندت الى سلبيات كثيرة تقف ازاء تحديد موعد الاختبارات خلال هذا الشهر الكريم.. أوجزها في الآتي:
1 -أمر ديني: ينطلق من كون هذا الشهر الكريم شهر خير وعبادة.. وانشغال الطالب بالاختبارات وهمومه حولها قد تصرفه عن الانشغال بالعبادة من قراءة القرآن وغير ذلك.
2 -برامج التلفاز: والملهيات في هذا الشهر الكريم من برامج التلفاز وغيرها من الألعاب الرياضية.. والتي انشغل به كثير من شباب اليوم.. انها والله مأساة.. أن يكون موسم الخير والبركات.. موسماً للمسلسلات.. وموسماً لهذه الملهيات.
ويا لهول ما نرى من اهتمامات القنوات الفضائية بتقديم برامجها على مائدة الافطار.. واصبح هناك سباق لاهث.. ومتى..؟ في شهر رمضان الكريم شهر انزل فيه القرآن.. وبالكاد بعض طلابنا سينجرف الى متابعة التلفاز.. وبرامجه الرمضانية.. مما يؤثر سلبا على أدائهم خلال اختبارات أعمال السنة.
3 -العلاقات الاجتماعية: وتتمثل في انشغال الكثير من الطلاب في هذا الشهر بالافطار الجماعي وكثرة اتصال الطلاب ببعضهم الأمر الذي يؤثر ايضا سلبا على ادائهم في الاختبارات.
-4 العامل الزمني للدراسة: ايضا لا يخفى علينا مسألة تغيير وقت الدراسة والذي سيؤثر سلبا على الطلاب.. فطبيعة الدراسة في رمضان تختلف جذريا عن غيرها من الأشهر مما اعتادوا عليه.. فسابقا تكون مذاكرته نهاراً.. أما الآن فستكون ليلاً.. وسلوا بعد ذلك عن تأثير السهر على طلاب اليوم.
-5 القدرة الجسدية والنفسية: ايضاً لا نغفل أمر القدرة الجسدية وفسيولوجية ذلك مع الصيام وايضا القدرة النفسية.. فلو تحدثنا عنها لأفردنا عنها مقالا مطولا.. وعلماء النفس ادرى بذلك وتأثير هذا التغير على طبيعة عملهم وبالتالي على نتاجهم.
** أمور كثيرة يا معالي الوزير.. تجعلنا نتوقف عندها لنضع النقاط على الحروف..!!
ولكن ليبث حرفي ونبضي نداءً موجهاً الى معاليكم يقضي بتأجيل اختبارات اعمال السنة الى ما بعد شهر رمضان اي بعد عيد الفطر المبارك.
** معالي الوزير: اننا مهما تمثلنا المثالية في الاداء والعمل.. واحتساب الاجر ومضاعفة الجهد واحتساب هذا العمل من العبادات والتي يؤجر عليها المعلمون والمتعلمون.. الا انه لابد وان تبدو لنا ثغرات ضعف وفتور عند الطلاب. واعتلال في سير العام الدراسي الامر الذي يبين وجه هذا الفتور عندهم من قلة التركيز.. وعدم استيعابهم للدروس. وامضاء جل يومهم الدراسي.. وكواهلهم مثقلة.. ورؤوسهم مطرقة ومستسلمة لعناق الطاولات واحتضانها.. والخمول مخيم على وجوههم الشاحبة!! وهذا هو الواقع المشاهد.. ففي الوقت الذي ينبغي فيه أن نقوي من عزيمة الطلاب والاجتهاد في الطاعات.. وملازمة المصحف الشريف تلاوة وتجويدا نجد الكتب المدرسية تسرقهم عن ذلك!! وتستأثر بجل اهتمامهم عن اجل العبادات ولا يخالطنا شك معالي الوزير.. انه في قائمة اهتمامكم.. تقدم عجلة العملية التعليمية والتربوية.. ويهمكم راحة المعلمين.. والطلاب على حد سواء.. بما يضمن العطاء والنتاج الايجابي من كلا الطرفين كل في حدود عمله.. لذا كان هذا الطلب.. امام رأيكم الفصيح والسديد.. ينتظر الرد والاجابة.. والأخذ بعين الاعتبار.. طبيعة سير العملية التعليمية في هذا الشهر وما يتخلله من تأثير على الصائمين.. ولأن معاليكم وحسبما سمعنا يهتم كثيرا بصوت المواطن.. فهذا صوتنا نبوح به الى معاليكم.. وهذا الصوت ما هو الا صدى لرغبة.. لمستها عند شريحة كبيرة من المتعلمين طلاباً وطالبات.. مدارس وكليات وجامعات.
وختاما تقبلوا خالص تحياتي.

سليمان بن ناصر بن عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية المذنب

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved