Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. نعيم أبوشيخة: د. نعيم أبوشيخة:
المنظار من أحدث الطرق في تشخيص وعلاج الحمل خارج الرحم ويعمل على تقليل الأعباء المادية والصحية على المريض

تحدث استشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم بالمركز د.نعيم أبوشيخة حول أهم المراحل التي قد تمر بها الزوجة وهو الحمل خارج الرحم والإجهاض، فلقد أكد على ضرورة التخطيط الجيد قبل فترة الحمل للوقاية من الأمراض بإذن الله تعالى ولتحديد أي عامل قد يكون له تأثير سلبي على الحمل. ويسرنا أن يكون لنا معه هذا الحوار:
* الحمل خارج الرحم كيف كان اكتشافه؟ وما مدى تأثيره على الحامل؟
الطبيب العربي المشهور أبو القاسم كان هو أول من وصف الحمل خارج الرحم في عام 963 ميلادية، وبعد ذلك بحوالي 800 عام قام ديفروي بتشريح سيدة ليحدد سبب وفاتها وفوجئ بوجود حمل خارج الرحم وحمل بداخله.
ولا يزال الحمل خارج الرحم مسؤولاً عن وفاة بعض السيدات حتى في أرقى دول العالم، ففي بريطانيا مثلا كان مسؤولاً عن 8% من وفيات السيدات الحوامل في الفترة ما بين 1994 1997م، إلا انه وبحمد الله قد صار اليوم عدد الوفيات بسبب الحمل خارج الرحم يقل باستمرار، ويرجع ذلك إلى الوعي الطبي الجيد عند المرضى وإلى تحسن سبل التشخيص عند الأطباء مما يمكنهم من اكتشاف الحمل خارج الرحم مبكراً.
* وهل نسبة حدوثه كبيرة؟
يحدث الحمل خارج الرحم عند سيدة واحدة من بين 250 سيدة حامل ولكن يجب على الطبيب أن يُبقي احتمال الحمل خارج الرحم في ذهنه خاصة عند السيدة التي يزداد عندها احتمال ذلك، مثل تلك التي سبق وأن أجري لها عملية على أبواق فالوب أو سبق وأن حصل لها حمل خارج الرحم، وحيث إن اللولب الطبي يمنع الحمل داخل الرحم وليس خارجه فإن حدوث حمل مع وجود اللولب يزيد من احتمال أن يكون الحمل خارج الرحم.
* وما هي أهم أعراض الحمل خارج الرحم؟
آلام البطن هي أهم الأعراض عند المريضة حيث إنها توجد في 95% من الحالات، ويلي ألم البطن تأخر العادة الشهرية حيث تكون متأخرة في 80% من الحالات بمعنى أن 20% من حالات الحمل خارج الرحم تكون فيها السيدة غير واعية أنها حامل، أما النزيف المهبلي فنجده في نصف الحالات فقط، وإذا حدث وأن انفجرت قناة فالوب وتأخرت المريضة في الحضور للعلاج فإن الدم يتراكم داخل البطن وتكون المريضة بحاجة إلى عناية فائقة وسريعة.
* وكيف يتم تشخيصه؟
إذا اعتمد الأطباء على الأعراض والفحوصات السريرية فقط فإنهم يخطئون في تشخيص نصف الحالات، وذلك راجع إلى أن أعراض الحمل خارج الرحم تتداخل مع أمراض نسائية وجراحية أخرى مثل حالات الإجهاض، التهاب القناة التناسلية، بطانة الرحم الهاجر، والتهاب الزائدة الدودية.
فالمنظار البطني أصبح اليوم يستعمل في التشخيص والعلاج على حد سواء، فبعد أن كانت حالات الحمل خارج الرحم تعالج بعملية فتح البطن أصبح الآن المنظار يستعمل في علاج معظم الحالات مما يقلل الأعباء المادية والصحية على المريض، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى حقيقة أن بعض الحالات لا بد فيها من عملية فتح البطن، ليس هذا فحسب بل إنه من الممكن اليوم علاج بعض حالات الحمل خارج الرحم بواسطة الأدوية فقط. ومن الممكن ترك الجسم يتغلب على الحمل خارج الرحم دون اللجوء إلى العلاج ولكن في حالات محدودة فقط وتحت مراقبة طبية دقيقة.
* تكثر حالات الإجهاض المتكرر لدى الكثير من السيدات، فما هو السبب؟
يعتبر الاجهاض من أكثر مشاكل الحمل شيوعا إذ إنه يحدث لسيدة واحدة بين كل خمسة سيدات حوامل، ويتكرر الإجهاض لأكثر من ثلاث مرات متتالية عند 1% من السيدات، والغريب أنه وعلى الرغم من إجراء الفحوصات الشاملة يبقى سبب الإجهاض المتكرر مجهولاً عند السواد الأعظم من هؤلاء السيدات مما يزيد الأسى والألم عندهن.
ونشرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) دراسة حديثة من مستشفى سانت جورجز في بريطانيا تشير إلى أن وجود التهابات بكتيرية BACTERIAL VAGINOSIS في القناه التناسلية للانثى يمكن أن يزيد من احتمالات الاجهاض خلال الشهر الثالث والرابع للحمل وفي العادة فإن هؤلاء السيدات لا يشكين من أية أعراض، ولذا فإن عمل مسحة مهبلية يؤدي إلى اكتشاف هذه البكتيريا مما يساعد على علاجها وبالتالي يفيد في منع الاجهاض.
وبالمناسبة فإن الكلية الملكية البريطانية لأمراض النساء والولادة توصي باستعمال قرص واحد من حامض الفوليك قبل الحمل بستة أسابيع وبعده بستة أسابيع أخرى لأن ذلك يقلل من خطر حدوث الإجهاض.
* وفي أي مراحل الحمل قد يحدث؟
قد يحدث الإجهاض مبكراً أي قبل نهاية الشهر الثالث للحمل وهذا هو الشائع أو أنه قد يحدث بعد ذلك، والإجهاض المبكر يكون في غالبيته نتيجة خلل وراثي في الجنين، أما الإجهاض المتأخر فيكون لسبب عند الجنين أو لأمر متعلق بالأم مثل وجود مشاكل في تجلط الدم، خلل في الغدة الدرقية، وجود التهاب بكتيري (وليس فطري) في القناة التناسلية، أو نتيجة ضعف في عنق الرحم، ويعتبر هذا الأخير مسؤولاً عن أقل من 8% من أسباب الإجهاض المتأخر (وهو ليس سبباً للإجهاض المبكر على الإطلاق)، وفيه يتم الإجهاض بآلام قليلة وقد ينزل الجنين حياً، لذا يتضح أنه لا يمكن تبرير إجراء عملية ربط لعنق الرحم حين يكون قد حصل الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى، أو أن يقال بأن العملية تعمل إحتياطاً، أو لأن السيدة حامل بتوأم وما إلى ذلك.
* بعض الأطباء وحتى المرضى يربط سبب الإجهاض المتكرر بوجود خلل في الهرمونات، هل هذا صحيح؟
هناك من يقول ذلك، وهذا يبعث الأمل في نفوس الكثير من المرضى لسهولة علاج مثل هذا الأمر عن طريق تزويد الجسم بهرمونات خارجية، ولكن الحقيقة هي غير ذلك مما يعني أن إعطاء الهرمونات (أو المثبتات كما يسميها المرضى) لا يفيد إلا ربما في بعض الحالات التي تكون فيها العادة الشهرية لا تحدث إلا كل 35 يوماً أو أكثر، وما نراه من الحاح بعض الحوامل على استعمال المثبتات (باستثناء الحمل الذي يحصل بعد أطفال الأنابيب) ليس له أساس علمي إطلاقاً.
* تتساءل الكثير من المريضات اللاتي حصل عندهن إجهاض متكرر حول فرص نجاح الحمل مرة أخرى. فماذا تقول لهن؟
أقول لهن ان هذا يرتبط إلى حد كبير بعمر السيدة الحامل وعدد مرات الإسقاط السابقة، فمثلاً حين يكون عمرها في العشرينات تكون فرص نجاح الحمل 90% إذا سبق وأن حصل إسقاط لمرتين فقط، وتكون 80% إذا كان قد حصل اسقاط لمدة خمس مرات، أما حين يكون عمرها فوق 35 عاماً فإن فرصة نجاح الحمل تكون 65% إذا كان قد حصل الإسقاط لمرتين، و55% إذا كان الإسقاط قد حصل لخمس مرات.
ومن هنا يتضح أن فرص نجاح الحمل تبقى عالية خاصة حين تكون الزوجة صغيرة حتى وإن تكرر حصول الإسقاط سابقاً مما لا يبرر إعطاء علاج غير مثبت الفائدة أو رسم صورة متشائمة للمريضة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved