Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

12/1/1391هـ الموافق 9/3/1971م العدد 333 12/1/1391هـ الموافق 9/3/1971م العدد 333
مسرحية قصيرة
رجل يختبر أصدقاءه
اعداد: عبدالمعين ناصح

المشهد الاول
يزاح الستار عن غرفة مؤثثة بأثاث فاخر ويرى في الوسط رجل عليه سمات الثراء.. يقرأ في جريدة فيطرق الباب فيقوم أحمد:: من يطرق الباب، في نفسه.. عسى أن يكون ذلك خيرا.
* الطارق: انا سليمان افتح الباب يا أحمد:، يفتح الباب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلا وسهلا.. تفضل اجلس كيف حالك.؟
سليمان: بخير والحمد لله كيف حالك يا أحمد:؟
أحمد: بخير ولله الحمد والمنة.
يسلم عليك الاخ محمد.
سليمان: وعليه السلام.. الله يسلمه.. فيما يظهر لي انه فتى عاقل.. متزن.
أحمد: حقا.. انه لكذلك.. انظر يا سليمان لقد نشرت جريدة الشهاب شيئا كثيرا عن اعمال المجرمين في زنجبار.. يا لهول ما صنعوا من تعذيب المسلمين.
سليمان وقد بلغ بهم الاجرام ان اعضاء البرلمان وأصغرهم لا ينقص عمره عن خمسين سنة.. ومع ذلك فقد تزوجوا بفتيات مسلمات لا يزيد عمر كبراهن عن ثمانية عشر عاما.. آه.. ما أقبحهم.
أحمد: حقا.. فإن المسلمين هناك. اهل للمساعدة.. فنحن لا نرى يدا تمتد.. لهم بالمساعدة والمواساة.. فانه لمن الواجب على كل مسلم ان يساعدهم.
يطرقان قليلا ثم:
أحمد: ان لي يا صديقي مشكلة سأعرضها عليك.. لعلك تحلها.. لعلك.
سليمان.. قل ماذا.. انا لله وانا إليه راجعون.. قل.. فوالله لابذلن مهجتي دونك.. ياصديقي.
أحمد.. حسنا.. وصلني الخبر اخيرا بأن السفينة التي تحمل اموالي الطائلة قد غرقت.. ولم يبق لدي شيء ابدا.. وقد عزمت على بيع الاثاث.. و.. و
سليمان يبكي.. آه.. كلا فلن نفعل ذلك.. انني سأدفع لك خمسة آلاف مقدار ما حصلت عليه.. من بضاعتي.. اعتبرها هدية.. اقبلها.. اقبلها.. أحمد.. ماذا.. حسنا.. سآتيك غدا ان شاء الله.. فانتظرني.
سليمان.. حسنا.. انني ذاهب.. استودعك الله.
أحمد.. في أمان الله يا عزيزي يخرج فيغرق أحمد: في ضحك طويل.
المشهد الثاني
يزاح الستار عن غرفة مؤثثة بأثاث بسيط.. ويرى في الوسط سليمان مطرقا يفكر.. يطرق الباب يقوم.
سليمان من الطارق:.. أظنه أحمد:.
أحمد: أنا أحمد:: افتح الباب يفتح الباب.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سليمان: وعليكم السلام.. تفضل اجلس.. حللت اهلا وأقمت سهلا.
أحمد: كيف حالك.. ولعلك اعددت المال؟
سليمان.. بخير ولله الحمد.. نعم اتيت بالمال من متجري يتناول صرة كانت زمامه.. خذ خمسة آلاف حصيلتي مدة سنتين فتحت فيها متجرا للبن.
أحمد: ماذا.. ماذا..؟ سليمان.. خذها.. الم تقل سآخذها.. اعتبرها كما قلت.. هدية متواضعة؟
أحمد: يا لك من صديق حقيقي.. وفي لصديقه.. حقا انك نبراس الصداقة، لقد كنت امتحن صداقتك فقط.. يضحك.
سليمان أحقا ما تقول.. يا لك من ماهر.. ذكي الفؤاد.. أحمد.. انه مجرد امتحان..
يا صديقي ألا تعلم يضحك.
سليمان آه انك ماهر في امتحان الاصدقاء.. وأظنك ستعملها على الآخرين.
- أحمد .. نعم غدا.. سأذهب لمحمد وسعد وخالد.. فكلم محتاجون لبعض الامتحان القاسي.. سأذهب يقوم .
سليمان الى اللقاء يا صديقي.. فوافني بالاخبار حالما تعرفها؟
أحمد: حسنا.. في أمان الله، يضحكان يخرج أحمد: فيبقى سليمان يغطس في أمواج الضحك.
المشهد الثالث
يزاح الستار عن غرفة شبه مؤثثة بأثاث فاخر.. يرى في الوسط محمد وسعد وخالد جلوس يتكلمون يطرق الباب.. يقوم محمد.
محمد من يطرق الباب..؟ أحمد: أنا أحمد: افتح يفتح الباب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد وعليكم السلام ورحمة الله.. أهلا وسهلا.. تفضل.. اجلس..؟
سعد اهلا بك يا أحمد: يا لها من لحظة سعيدة.. حيث نلتقي بك.
خالد نعم انها فرصة سعيدة.. آه.. فرب صدفة خير من ميعاد.
محمد انظروا يقلب صفحات احدى المجلات يا لها من مجلة.. مقالات تافهة.. وصور خليعة.. واعلانات مبعثرة.. وعناية ظاهرة بالازياء.. و.. كان هذه الاشياء هي مشكلة الكتاب في عصرنا الحاضر.
سعد ياليتها رزينة.. لا تنشر الا مقالات راقية.. خالصة وانها تصدر في بلادنا الاسلامية.
- أحمد .. حقا ان هذا التلاعب الظاهر واللاعب بعقول القراء السذج.. يكسد المجلة ويجعلها تنهار.. تسقط من أعين الناس.
خالد يا له من عمل عظيم لو جعلوا على المجلات والصحف مراقبة.. فلا تنتشر الا مقالات راقية.. بأقلام سيالة.
يتكلمون قليلاً
أحمد: يا أصدقائي.. لي مشكلة أريد عرضها عليكم..؟
محمد آه .. سنضحي بأنفسنا من أجلك.. قل.. قل.. ياصديقي؟
- أحمد وصلني اخيرا خبر غرق سفينتي التي تقل جميع أموالي ولم يبق لدي مال وقد عزمت على بيع أثاث البيت.. ورياشه..؟ تنهمر من عينيه الدموع يلتفت اليهم فيراهم مطرقين.
أحمد - ماذا قلتم..؟
محمد آه لا ننسي معروفك.. فوالله لو أن لدي مالاً لضحيت به من أجلك..؟
سعد والله ان عليَّ ديونا كثيرة لم استطع تسديدها.. اعذرني..؟
خالد .. آه.. ماذا.. يطرق ثم: ليس ثمة ما أساعدك به..؟
أحمد يتهيأ للخروج:
ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل أيها الاصدقاء.. انها مجرد لعبة.. مجرد اختبار يقهقه فيخرج.
ينظر الاصدقاء بعضهم الى بعض في ذهول.
المشهد الرابع
يزاح الستار عن أحمد وسليمان وهما يسيران بهدوء على الرصيف.
سليمان ما خبر الاصدقاء؟ أحمد: انهم بخير.. والحمد لله ويسلمون عليك.
سليمان سألت عن قصتك معهم.. قلها أرجوك الا تخفى منها كلمة واحدة.
أحمد حسنا.. جئتم فرضت عليهم المشكلة المزيفة فلووا رؤوسهم واعتذروا.. واحد يقول.. علي دين.. والآخر.. ما أقدر.. والآخر مفلس..؟
سليمان أهكذا الصداقة.. أو هكذا التعاون والاخاء.. لقد نسوا معروفك، نسوا أنك ساعدت محمدا في زواجه وأنك أخرجت سعيدا من السجن الحربي بتهمة هرب من الجيش.. و.. و..
- أحمد .. اتركهم للدهر .. انهم خونة.. لقد أقسمت الا أكلم واحدا منهم ابدا.
سليمان لقد أخذنا درسا مفيدا.. من هذه المشكلة المزيفة.. درس.. اختبار.. الاصدقاء فأقسمت الا أصادق صديقا حتى اختبره.
أحمد وأنا كذلك.
ستار

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved