تطلعات دول الجوار ومصالح العراق

تجاوب لقاء الدول المجاورة للعراق مع آمال وطموحات أهل العراق عندما دعت دول الجوار إلى أهمية الانتقال سريعاً إلى الحكم الوطني، وذلك هو حجر الزاوية في استقرار هذه الدولة التي تؤشر معطيات الأوضاع فيها إلى تصعيد يتعاظم يوماً بعد الآخر.
وكثير من المشاكل القائمة الآن وبالذات ما يتصل بالاشتباكات المسلحة والتفجيرات يرتبط بوجود الاحتلال، ويستطيع هذا الاحتلال أن يحد من تواتر هذه العمليات الحربية اذا ما ركز جانباً من عمله في وضع جدول زمني في المستقبل القريب حول الانسحاب ومن ثم افساح المجال أمام تقدم القوى الوطنية لتباشر مسؤولياتها في الحكم..
ويعطي مثل هذا التوجه املاً كبيراً للعراقيين بأن الاحتلال ذاهب وان كل المظاهر المرتبطة به هي إلى زوال، وإلى جانب الأثر النفسي الإيجابي فان فيه دعوة واضحة إلى العراقيين إلى تحمل مسؤولياتهم وتنظيم انفسهم بحيث يجيء الحكم الوطني الجديد وقد تسلح بكل المسوغات القانونية لوجوده بما في ذلك التمثيل الصادق لكل فئات الشعب العراقي وطوائفه وجماعاته واحزابه بحيث يجيء الحكم تعبيراً عن العراق ككل.
ومن الواضح أن مثل هذا التمثيل في كيان السلطة.. يعني أن الشعب العراقي يتقدم في الطريق الصحيح ببداية جيدة لمشواره نحو النماء والرخاء.
وتدرك دول الجوار التي التقت أمس وأول أمس في العاصمة السورية مسؤوليات الجوار فضلاً عن أن روابط العروبة التي تربط بعضها بالعراق تحتم عليها أن تأخذ بيد العراق إلى بر الأمان وأن ذلك يستوجب مثل هذا اللقاء كما قد يستدعي الحوار مع قوة الاحتلال لتوضيح المواقف والتطلعات الوطنية العراقية والهواجس الاقليمية.
فالعراق المستقر أمر مطلوب لدواعي الأمن الداخلي ومن ثم لتمهيد الأرضية الصالحة لانطلاق عمليات البناء كما أن العراق المستقر يسهم في استقرار الاقليم ككل، وبذات القدر فإن الاضطراب وعدم الاستقرار ينعكس ايضا على الدول المجاورة.
وفي المنظور العام والشامل فإن العراق المستقر المعافى هو قوة يتقوى ويتعزز بها العالم العربي.