كثير من المرضى يراجعون العيادة ويسألون عن علاج بالليزر وكثير منهم لا يكون الليزر علاجاً جيدا لهم.
وصحيح أن الليزر أحدث ثورة حقيقية في علاج العديد من الأمراض الجلدية، بل انه يعتبر العلاج الوحيد للكثير من الوحمات والأمراض الجلدية.
لكن ما هو الليزر؟ وما هي طريقة تأثيره؟
الليزر عبارة عن شعاع ضوئي معين يصيب هدفا خاصا في الجلد فمثلا ليزر الوحمات الوعائية يقوم بتحطيم جزئيات خاصة في الدم الجائل في هذه الوحمات، وليزر الوحمات الصباغية يقوم بامتصاص صباغ الميلانين الموجود في هذه الوحمات وهكذا فالليزر عبارة عن علاج ضوئي انتقائي لهدف محدد في الجلد.
وليس كل تلون على الجلد يستجيب للعلاج بالليزر، فعلى سبيل المثال الكلف والاسمرار حول العيون والشعر الابيض أمور شائعة المشاهدة في حياتنا العملية كل يوم، وهي قليلة الاستجابة لليزر إن لم نقل معدومة، كما ان استجابة بعض الامراض الجلدية للعلاج بالليزر هي جزئية وليست تامة، وهنا يقع على عاتق الطبيب وأمانته شرح كل هذه الحقائق الى مرضاه لا أن يكون وسيلة للكسب المالي ليس إلا.
الخبرة الطبية، والتعدد في أنواع أجهزة الليزر، والتخصص والأمانة الطبية جميعها تلعب دوراً هاماً في انجاح العديد من المعالجات بالليزر.
ومنذ عدة أيام كنت أتمشى في أحد شوارع الرياض فاستوقفتني لوحة كبيرة مخطوطة على أحد أبواب صالونات الحلاقة كتب عليها (تنظيف البشرة بالليزر) وقلت في نفسي لا بد لي أن أقوم برحلة استكشاف لنوع من الليزر ينظف البشرة أنا به جاهل، وترجلت الى الصالون أحاول ان أشعر كل من فيه بأنني جاهل في العلم والطب والعلوم، وانني لا أحمل حتى شهادة دراسة ابتدائية، وطلبت من عالم الليزر (الحلاق) القيام بتنظيف البشرة بالليزر فأخبرني ان ذلك سيكلفني مبلغا كبيرا من المال، قلت لا بأس ما دام انه سيزين وجهي وينظفه ويخلصه من جميع العوالق والدهون وشعرت انه بدأ يتردد في معالجتي وكأنه بدأ يشك في أمري، ثم مرر على وجهي ضوء أزرق تبعه بآخر أحمر، وأخبرني ان هذا هو الليزر ووجهي سيكون أكثر نضارة وتألقا وشبابا وجمالا خلال الـ24 ساعة القادمة.
هنا أيها السادة لم أعد أتحمل الدور التمثيلي الذي أقوم به وانتفضت عليه قائلا: أي دجل هذا الذي تقوم به وأي ليزر هذا الذي تستعمله وأي حماية لعيون الزبائن؟ (إن كان هذا في الأصل ليزر)!.
وتداركت الأمر سريعا فأنا لا أريد أن تنكشف لعبتي ثم غادرت ذلك (الدجال) عفوا الحلاق، وأنا على يقين أكثر من أي وقت مضى بضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة اتجاه هؤلاء الذين يشوهون سمعة الليزر ويستخفون في عقول الناس ويعتقدون أن الموضة السائدة الآن بين الناس هو «الليزر» الذي يحسن ويصفي وينقي وينعم ويحصل الجك، كما يزعمون دون أدنى دراية وعلم بمبادى الليزر وعلومه.
(*)عيادات ديرما - الرياض
|