بعد انتهاء حرب الخليج الثانية جاءت مبادرة الرئيس بوش الأب في خطابه أمام الكونجرس في 6 مارس 1991م، في إطار محاولة لوضع حد للنزاع العربي الإسرائيلي.
وأعلن الوزير بيكر في مؤتمر صحفي في القدس أن الرئيس غورباتشوف والرئيس بوش يدعوان اسرائيل والدول العربية والفلسطينيين لحضور مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط يعقد في 30 أكتوبر تشرين الأول في مدريد، وهكذا أدت جهوده إلى انعقاد مؤتمر مدريد الدولي في التاريخ المحدد، وقد ألقى الرئيس بوش كلمة في افتتاح المؤتمر، أكد فيها أن الهدف من هذا المؤتمر هو تحقيق سلام دائم وأمن وعلاقات دبلوماسية وعلاقات اقتصادية وتجارة واستثمار ومبادلات ثقافية وسياحية.
وفي 3 تشرين الثاني نوفمبر 1991 كانت أول جولة مفاوضات ثنائية مباشرة بين الوفد الأردني الفلسطيني المشترك، في أول جلسة جمعت الوفد الفلسطيني المحاور برآسة حيدر عبد الشافي، مع الوفد الإسرائيلي.
قاد مؤتمر مدريد إلى مفاوضات ثنائية بين إسرائيل وبين الأطراف العربية المشاركة كلاً على حداه، في ظل تواصل النشاط الاستيطاني المكثف بقيادة ارئيل شارون.
وانتهت تلك الحقبة بخسارة الليكود السلطة لصالح حزب العمل بقيادة اسحق رابين، وتطورت الأحداث في الشرق الأوسط وأخذت مساراً جديداً بعد موافقة كل من ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على توقيع اتفاقية سلام تاريخية في واشنطن بعد مباحثات سلام سرية عقدت بين وفدي منظمة التحرير واسرائيل في أوسلو.
و في 13 سبتمبر 1993م تم توقيع الاتفاقية في واشنطن على أساس الأرض مقابل السلام، وقد كانت هذه الاتفاقية مفاجأة للعالم.
عارض اليمين الاتفاقية ووصف شارون واضعيها بأنهم «مجرمون»، ثم حدثت مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، ومظاهرات اليمين، وأخيراً اغتيال رئيس الحكومة في تشرين 1995.
هذه الأحداث مهدت الطريق أمام نتنياهو للوصول إلى السلطة في صيف 1996 م، أخلى السقوط السريع لحكومة نتنياهو الطريق أمام شارون لتسلم رئاسة الليكود والفوز برئاسة الحكومة وتنصل من اتفاقات وعهود الحكومات السابقة، وكان رد الفعل الفلسطيني قوياً عبر انتفاضة الأقصى.
|