Tuesday 4th november,2003 11359العدد الثلاثاء 9 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المال أم الثقافة.. أيهما يقود الآخر؟؟ المال أم الثقافة.. أيهما يقود الآخر؟؟
بقلم/ سهم الدعجاني *

أن تصبح مثقفاً تغشى المجالس وينصت لك الآخرون وتتسابق اليك الصحف والمجلات خاطبة ود «قلمك»، وساعية الى حب «مفردتك» وشرف النشر لك، هذا «حلم» يراود بعض الشباب المتطلع للصدارة.. ولكن «المال» هو (سيد الأحلام) بلا منازع.. فلو خيرنا شاباً في مقتبل العمر.. وسألناه: أيهما تعشق «المال» أم «الثقافة»؟.. فلا شك أنه سيحلّق مع «المال» وينسى أو يتناسى شيئاً اسمه «ثقافة» ولكن دعونا نرجع الى السؤال المعجز.. أيهما يقود الآخر.. المال أم الثقافة؟..
هناك عدد من المؤسسات في عالمنا العربي هي إفراز لخلطة سحرية بين المال والثقافة منها: مؤسسة الملك فيصل الخيرية.. ومؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري بالكويت..ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.. ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.. ومركز سعود البابطين الخيري للثقافة والتراث بالرياض.. وغيرها من المراكز المتخصصة المنتشرة في أرجاء وطننا العربي الكبير..
ولا شك عندي ان تلك المؤسسات قائمة على معادلة عجيبة وموازنة رائعة بين المال والثقافة، وهي خلطة سحرية في «ذوات» أولئك الرجال الذين جمعوا بين استثمار المال والإيمان بالثقافة ودورها الحضاري في حياة الأمة والنهوض بها من كبوتها الفكرية..
هذا على مستوى «المؤسسات».. ولكن ماذا عن «الأفراد».. «المثقف الغني» و«الغني المثقف» أيهما يشكل نسبة عالية في المجتمعات العربية المعاصرة..
وبصراحة أكثر دعونا نسأل ما دور أثرياء العرب في تفعيل «الثقافة» وترتيب أوراق المشهد الثقافي في بلدانهم؟ ومتى يتجاوزون مرحلة «العمل التطوعي» الى «العمل المؤسسي» لإنعاش جسد الثقافة فيها من خلال المساهمة في بناء «البنية التحتية» اللازمة لمجتمع مثقف واعٍ وواعد بمستقبل زاه.. والتي كرسها التردي الحضاري الذي تعيشه مجتمعاتنا تلك العلاقة..
ومتى تخرج «الثقافة» المظلومة من عباءة «الوجاهة» احتجاجاً على الصورة النمطية للعلاقة المغلوطة بين الثقافة والمال والتي كرّسها التردي الحضاري الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية، لتتحول تلك العلاقة لتصبح فجراً يبشر بانعاش مشروعنا الحضاري لتخرج أوطاننا - بحول الله - من عزلة «الأمية الثقافية» الى مدارج الوعي والمنافسة في مضمار «العقل» ليعود الى حركتنا الثقافية وهجها المسروق منها في غفلة من عقلاء أثريائنا، الذين تقع عليهم - بلا شك - مسؤولية النهوض بالأمة، في ظل منافسة محمومة في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، لعل من البشائر القادمة ندوة «الثقافة والاقتصاد» والتي تأتي ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض أكبر (100) شركة خليجية (ملتقى الاستثمار 2003) والتي تنظمه شركة مركز معلومات الشرق الأوسط الدولي (ش.م.ب) والذي رعاه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد يوم الأحد الماضي بمركز الملك فهد الثقافي، هذه الندوة الفريدة يتعانق فيها (الحرف) و(الدولار) في جلسة يرأسها الشيخ عبدالعزيز البابطين ويشارك فيها كل من د. محمد الرميحي ود.مبروك المناعي وأ.داود الشريان ود.أحمد الربعي ود. ابراهيم العواجي، ليرسموا جميعاً لوحة تصالحية يجتمع فيها بريق المال وعمق الفكر، لعلنا نخرج جميعاً بنظرة توافقية بين الأثرياء والمثقفين من أجل مصلحة ثقافتنا على أيدي رجال الأعمال، إنه طموح، نجح ملتقى الاستثمار أن يعلق من خلاله الجرس.

* مدير مركز حمد الجاسر الثقافي

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved