Tuesday 4th november,2003 11359العدد الثلاثاء 9 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شاعر في الميزان شاعر في الميزان
قصة الشاعر الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي وحليمة
محمد عباس عبدالحميد خلف



قالُوا: يُؤَجِّج شعْرهُ الوُجْدانا!
هو صِدقُ قولٍ ينفُث الإيمانا!
ليستْ قصَائدهُ سوى قِيم بها
يَشْدُو، ويُعْلي بالهدى الإنسانا
هو قلبُ إنسانٍ تميَّزَ شعرُهُ
بصفاءِ روحٍ، سابقٌ الآنَا
هو يستشفُّ بِصِدقِ إحساسٍ له
ما قدْ يدورُ ويملأ الميْدانا
هو شاعِرٌ حقاً بما هو حولنا
يمضي لخيرٍ، ناشراً إحْسانا
هو صوتُ أمتنا بصدق يقينها
بالحقِّ يصدقُ، يُشْبهُ الأذانا
هو في شبابٍ كالحياةِ دَءُوبةً
والشعْرُ منه يُعيدُنا شٍُبَّانا
إنْ قِيلَ عشماويُّ قُلتُ تمكُّنٌ
مِن كلِّ أطنابِ القَصيد بَيانا
في نفحةِ العَبق الشَّذِيِّ معانياً
في درةِ الكلمات صحَّ لِسانا
هو في حروب المسلمين سلاحهمْ
هو قَدْ أعَادَ بشعرِه حَسَّانا
صِدقُ اليقين لديهِ خيرُ مُدافعٍ
ومناهض عن دينِهِ الشنآنا
حبُّ البلادِ لديْهِ وِرْدُ قَريضِهِ
وولاؤَه ثَبْتٌ تراهُ عَيانا
حب الجزيرة في دماهُ سيولةٌ
كجَبالِها صلْبٌ غدا عُنوانا
هو شامخٌ بالشعر مثل نخيلها
حلوٌ كتَمْرٍ قد علا الأفنانا
قَلمٌ يسيلُ الشعرُ منه قوافياً
عذبُ اللقاءِ يُجمِّع الإخوانا
صفحاتُهُ عبْر الجزيرة غُرَّةٌ
أنا لستُ أعرفُ مثلها أقْرانا
ملءُ العيون خيالُهُ متألقٌ
يذكى مشاعرنا يزيد هوانا
هو شاعرٌ عن كل موهبةٍ له
تحيي القلوب وتشعل الأذهانا
يأتي لنا عبر الجزيرة شِعره
تهتزُّ روحي معجباً نَشْوانا
وأكادُ أحفظ شعره حبّاً له
إنى أحبُّ من الجمالِ حِسانا
فاضَتْ لديهِ خواطِرُّ موَّارةٌ
مَن صدقِ إحساسٍ غدا ملآنا
كمْ صالَ في أمجادنا وجوادُهُ
شقَّ الغبارَ يسابق الشجعانا
هو للسنين الخالداتِ مسجلٌ
كيف الجزيرة قد عَلَتْ بُنيانا
أحداثٌ عصر المسلمين جميعهمْ
مزجَتْ بِه فَبرُوحِه يَتفَانَى
يا شاعري: أيّ البحور شرْبتَ مِن
عَذْب القريض عَبرْتها شطآنا
يا شاعري: كم في ضميرك كامِنٌ
سِحْرُ البيان سبقْتَنا أُحْدانا
هذي (حليمة» صوتها ثم الصدى
أو بائغٌ للموز هزّ كيانا
عشق أراه مؤجّجاً في قلبها
أم أنتَ عاشق بالهوى عِرفانا
(البائع الجوَّالُ يحملُ قُفةً)
موزٌ وتفّاحٌ لها ملآنا
(والفجر يبصِر نفسه في وجهها)
والورد يصحُو زاهيا فيْنانا
يا شاعري يكفي (حليمة) حُبُّها
ديوان قرْيتنا غدا إعلانا
صُوَر الحياة نقِيّةٌ وهَنيّةٌ
ومشاهدٌ ثَرّى تفيض حنانا
ذكَّرتني بطفُولتي في قريتي
اشْتقْتُ للماضي به ولهانا
الآن في صخب المدينةِ كلنا
ضاعَتْ براءتُهُ غدتْ أحزانا
اليوم في خبث الحياةِ سماحةٌ
لذوي القُرى لم يفقدُوا الرضوانا
ديوانُ حبٍّ ساحرٍ وحقيقةٌ
عظمى لأهل الريف كم أحْيانا
همْ طيِّبون بلا دهاءٍ ماكرٍ
مُدُن الحداثةِ غيّرتْ إنسانا
الناسُ قد فقَدوا المشاعر إنهم
في حاجة ليثبِّتوا الإيمانا
أهل القُرى في عيشهمْ وعقيدةٍ
مثل الحقولِ خصوبةً وأمانا
فليقرأوا ديوانها.. وحديثَها
وشمائِلاً ومشاعراً وبيانا
سَنَعودُ حَتْماً مثل موز حليمةٍ
عبقاً شهيَّا ما لئاً ميزانا
ولك التحيةُ قد أعَدْتَ مشاعري
ذكَّرْتني عهداً مضى سرعانا

ٍّ (حليمة) بطلة ديوان (حليمة والصوت والصدى)
بائع الموز - د. عبدالرحمن العشماوي
العبيكان ط1 1423هـ/ 2002م.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved