Tuesday 4th november,2003 11359العدد الثلاثاء 9 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عندما نقضي على أسباب التعاسة نحصل على السعادة عندما نقضي على أسباب التعاسة نحصل على السعادة

السعادة هي صناعة وممارسة قد يجدها الإنسان في عمل بسيط أو قد يصنعها في انجاز كبير.. وأن الإيمان هو الذي يجلب السعادة ويطمئن القلب ويريح النفس وحياة الإيمان هي حياة السعادة..
هذا فيما يبدو لي ملخص مقالتي (صناعة السعادة.. والسعادة والإيمان) اللتين نشرتا على صفحة هذه الجريدة في يومي الأحد 16/8/ و23/8/1424هـ للشيخ المفكر سلمان بن فهد العودة.
وتفاعلاً مع هذا الطرح الهادف أحببت أن أقدم رؤيتي البسيطة حول هذه الفكرة «السعادة».
لو كانت السعادة موجودة في منطقة أو في مكان ما.. من شد رحاله نحوها عاش مسعداً فيها لتحركت الدول وتجيشت الأمم للوصول إليها والحصول عليها.. لكن السعادة ليست كذلك.. السعادة لا تستأجر ولا تجدها في تغيير المسكن ولا تأتي مع السيارة الفارهة 2003م السعادة لا تتجسد في الأشياء ولا تسكن الأماكن.. السعادة قناعة وحالة من الشعور الحي بالرضا والتعايش براحة وطمأنينة مع أشيائنا وأعمالنا وأفكارنا..
السعادة يخلقها ويصنعها الإنسان ويصطحبها معه في مشواره الحياتي.. لكن هل هناك اجابة للسؤال القلق.. من أين الطريق إلى السعادة؟ أو بصيغة أخرى.. كيف الحصول على السعادة؟
الاجابة في تصوري تكمن في القضاء على أسباب التعاسة الأساسية وعندما نقضي على هذه الأسباب فنحن نقترب من السعادة ونسير في طريقها وما هي إلا مسافة بسيطة ثم نعيشها.. ومن هذه الأسباب ما يأتي:
1- ضعف الإيمان
لو حزت على الدنيا بكل ما فيها من منع ونعيم لن تصل وتحصل على السعادة الحقة وأنت بعيد عن الدين ضعيف الإيمان، فالإيمان هو الذي يرطب ويغذي نفس الإنسان ويمنع الجفاف الدنيوي المادي من التسرب إليها وإماتتها، فالإيمان هو الذي يضمن للإنسان التوازن الحياتي ويحيل وحشته إلى طمأنينة كما يقول ابن القيم رحمه الله «إن في القلب لوحشة لا يملؤها إلا الأنس بالله».
وكلنا يعرف دايل كارنيجي صاحب الكتاب الشهير «دع القلق وابدأ الحياة» من قرأ كتب هذا الرجل وأطروحاته حول النفس تصور أنه من أسعد الناس.. لكن ماذا كانت النهاية.. كانت حقيقة مؤسفة.. انتحر دايل لجفاف دواخله من الإيمان الصادق ومن الأنس بالله.. ولذلك عندما وضع أحد النصارى كتاب «دع القلق» تحت وسادة الشيخ السعدي - رحمه الله - وهو على فراش مرضه أخذه رحمه الله وقرأه وألف كتابه الصغير في حجمه الكبير في مضمونه «الوسائل المفيدة للحياة السعيدة».
عندما يؤمن الانسان بالله ويستقيم تضيء دواخله وتستقر نفسه ويبتسم ويشرق وجهه وفي المقابل عندما تجف دواخله ويبتعد عنها الإيمان يضيق صدره ويجعل الله معيشته ضنكاً ويقيض له شيطاناً فهو له قرين.
هذه النفس سر إلهي وساحل عميق لا يستطيعه ولا يقف عليه البشر الضعفاء البسطاء.. ولذلك كل من حاول التعمق في هذه النفس كانت نهايته مؤسفة.. فكارنيجي صاحب المراكز الدراسية والمعاهد المتخصصة بالنفس مات منتحراً.. والعالم النفسي الغربي الآخر الذي درس ظاهرة الانتحار ووضع نظرية للانتحار هو في النهاية مات منتحراً.. إذاً غذاء وراحة وطمأنينة وسعادة هذه النفس هو هذا الدين والشريعة السمحة التي أنعم الله بها علينا..
2- المصائب والمشاكل والتجارب الفاشلة التي تمر على الإنسان ويطيل التفكير فيها والدوران حولها والشعور بالحزن والأسى تجاهها أو ما يسميه علماء النفس بعقدة «الشعور بالذنب» وما يفكك هذه العقدة ويزيل كل التفكيرات حولها هو التزود من الإيمان والتوكل على الله حق التوكل وتفويض الأمور كلها إليه والتسليم له..
3- الإشفاق على الذات ومحاولة استدرار عطف الآخرين فكل ما ابتسم وعاش لحظات من السعادة سرعان ما أوحى إليه اعتقاده بأن هذا يبعد عنه تعاطف الآخرين وخاصة القريبين من الشخص..
4-الحسد وهذا هو الذي يحرق الانسان ويدمر نفسه ويجعلها دائماً متضجرة متضايقة يجثم عليها الاكتئاب والقلق ولذلك شدد ديننا الحنيف عليه وحذر منه، لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام.. «يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».. فإذا وجد الحاسد من هو أفضل منه في الملبس والمسكن وفي سائر الأمور الدنيوية، تجده يشعر بالسخط والكآبة لافتقاره إلى ذلك.. وأحياناً قد يزداد غليان الحسد في صدر الحاسد فيسلط الأشعة المحرقة عن طريق العين ولكن لا تؤذي المحسود إلا بإذن الله..
5- الأنانية أو ما يُسمى بحب الذات وهي أن يأخذ الانسان دون أن يعطي وفاته أن المزيد من العطاء يجلب المزيد من الأخذ..
6- الجبن.
7 - القلق..
وكل هذه الأمور تذوب وتزول بالإيمان الصادق بالله.. اسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة.

خالد عبدالعزيز الحمادا - بريدة
sdsd7@hotmail

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved