سعادة رئيس تحرير الجزيرة
تحية طيبة
بداية أزجي شكري وتقديري لكم وللقائمين على هذه المطبوعة بما تقدمونه لنا من موضوعات هادفة وبناءة وبما تتيحونه لنا أيضاً من فرصة المشاركة بالطرح والكتابة آراء كانت أو ملاحظات حيال الكثير من قضايانا الاجتماعية.
أشير هنا إلى أنني طرحت موضوعا يتعلق بعملية القبول بالجامعات تحت عنوان: «إلى متى تستمر معاناة القبول والتسجيل؟!» سعدت وأنا أتصفح عدد الجزيرة «11343» في 23/8/1424هـ بتعقيب مذيل باسم الأخ د. عبدالله الحربي عميد كلية المجتمع بمنطقة تبوك الذي تفاعل مع ما نشرته مبدياً بعضاً من الملاحظات التي جاءت في ثنايا مقالتي وكون الموضوع يحتاج إلى مزيد من الطرح والنقاش لقضية باتت تشغل بال المجتمع بأكمله.. ولهذا فإنني أرغب في إيضاح ما يلي:
أولاً: كنت أتمنى لو حصل تفاعل من قبل وزارة التعليم العالي ممثلة بالعلاقات العامة لتبدي وجهة نظرها حيال ما وجهت إليها من تساولات وما طرحته من ملاحظات لمشكلة مستديمة يعاني منها خريجو الثانوية العامة سنوياً بنين وبنات.
ثانياً: تناولت المشكلة بشكل عام وليس بشكل خاص لأن عدد الجامعات لدينا تعد على الأصابع وكلها تحت مظلة التعليم العالي وكلها نشرت شروطها عبر العديد من الصحف وليس هناك ما يدعو إلى التخصيص أو التحديد بما فيها جامعة الملك عبدالعزيز.
ثالثاً: ذكر سعادته أن عدم قبول الطالب أو الطالبة في الكلية التي يرغبونها إلى عدم استيفاء الشروط المحددة «مثل انخفاض النسبة - استيفاء العدد المحدد - انتهاء فترة التسجيل» وهنا أختلف مع الدكتور عبدالله لأن نسبة عالية من الطلاب والطالبات اشتكوا من عدم قبولهم بالكليات التي يرغبونها على الرغم من استيفائهم الشروط المطلوبة من النسبة العالية واجتيازهم اختبارات القياس والتقويم، ومع هذا لم يظفروا بالمقاعد التي تناسب قدراتهم العقلية والفكرية وحتى لا أكون متجنياً، فالعديد من الصحف نشرت معاناتهم إما على شكل تحقيق صحفي أو معاناة فردية.
رابعاً: أشار سعادته إلى عدم فهمي لتصريح وزير التعليم العالي الذي أشار إلى قدرة الجامعات على استيعاب جميع خريجي الثانوية العامة للبنين والبنات لهذا العام. أقول إن زبدة وخلاصة التصريح أنه كشف لنا حقيقة كانت غائبة عنا وهي قدرة الجامعات وأفرعها على قبول ما يزيد على أكثر من «200» ألف طالب وطالبة لكل عام، وهنا أتساءل لماذا يسن مديرو الجامعات وعمداء الكليات الشروط والقوانين التي تحد من نسبة القبول لديهم ويعلنونها بالصحف؟! وأتساءل أيضاً لماذا تلتزم وزارة التعليم العالي الصمت وهي تقرأ تلك الشروط والضوابط التي حددت نسبتها هذا العام بأكثر من 80% ولم تبادر في مسألة تلك الجامعات والكليات التي حددت تلك النسب؟ في الوقت الذي يصرح وزير التعليم العالي بأن وزارته لديها القدرة على قبول كل خريجي هذا العام، ومع ذلك لم تتحقق أمنية العديد من خريجي هذا العام بتصريح معاليه.
أما ما أشرت إليه أن كلية المجتمع بتبوك قد قبلت ما نسبته 70% وأن الكلية لديها القدرة على استيعاب المزيد من الطلاب والطالبات حتى وان كانوا من خارج المنطقة فأنا أبعث لكم بقبلة على رأسكم وأحيي فيكم هذا الحرص الشديد على المزيد من القبول وتذليل كل المعوقات والصعوبات التي تواجه أبناءنا وكم أتمنى لو أن عمداء الكليات ساروا على نهجكم وطبقوا طريقتكم التي تنم عن استشعاركم المسؤولية وإحساسكم بمعاناة أبنائنا وبناتنا.
خامساً: ذكر سعادته ومن واقع تجربته أن ما نسبته 25% من المتقدمين والمتقدمات هم من خريجي الأعوام الماضية وهؤلاء في نظر سعادته لا ينطبق عليهم تصريح معالي وزير التعليم العالي.
أقول إن هؤلاء حرموا القبول في الأعوام السابقة بسبب القيود التي فرضتها الجامعات والكليات والبعض لم يتعاط فيتامين «واو» وأنا أعرف طالباً تخرج قبل عامين وبتقدير ممتاز ولم يقبل في أي جامعة أو كلية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن وزير التعليم العالي لم يصرح في الأعوام السابقة عن قدرة وزارته على استيعاب كل سنة خريجيها كما حدث هذا العام على الرغم من أن بعض الجامعات رفضت قبول خريجي هذا العام.
سادساً: بشأن اتهامي للكليات بالعشوائية في التخطيط، فهذا الواقع يؤكده ولم أكن متجنياً والدليل على ذلك أن الجامعات والكليات تحدد نسباً معينة ونفاجأ بتصريح الوزير أن الجامعات والكليات تستوعب كل الخريجين والخريجات ومن ثم يتم التقديم مرة أخرى بعد زيادة نسبة القبول. ماذا يسمى هذا العمل يا سعادة الدكتور؟!
خلاصة القول إن من دواعي كتابتي عن هذا الموضوع الذي طرحته أكثر من مرة هو من منطلق إحساس وطني وتجاه أغلى ثروة تملكها الأمة وتعدها لمستقبل مشرق بإذن الله..
ختاماً أشكر سعادته على تفاعله وتحاوره وحرصه على كل ما من شأنه يخدم شباب هذا الوطن الغالي.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل
| 
