*القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
دعا الامير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والامومة الحكام العرب إلى الاخذ بكل اسباب التقدم والنهوض بواقع الامة العربية والاسلامية مشيرا الى انه لا يوجد في الاسلام ما يعادي التقدم ومسيرة الديموقراطية.
واشار في الندوة الشهرية التي اقامها صالون احسان عبد القدوس بنقابة الصحفيين بالقاهرة تحت عنوان «مبادئ الديمقراطية والاسلام وعلاقتها بالواقع العربي المعاصر» إلى ان هناك عشرات الامثلة والادلة التي تؤكد ان مبادئ الديمقراطية عميقة الجذور في التعاليم الاسلامية والتراث الاسلامي.
ودعا الأمير طلال إلى التركيز على الجوانب المضيئة في التراث لتكون ملهمة للامة في الانطلاق نحو المستقبل مشيرا الى ان الشورى كما وصفها الاسلام هي اقرب ما تكون إلى روح الديمقراطية والمعاصرة التي تترجم هذه الفكرة الاسلامية الاصيلة في شكل مؤسسا ت وعمليات وقوانين واجراءات مؤكدا انه لا يوجد ما يمنع تطوير مبدأ الشورى وصبغه بصبغة معاصرة بحيث يترجم الى واقع سياسي فعال والاستعانة بما توصل اليه الآخرون من نظام وإجراءات تقرر سيادة الامة ومسئولية الحاكم امامها وقال: لا نبالغ اذا قلنا ان تطوير الشورى وتحويلها إلى اطار مؤسسي عملي هو فرض عين على فقهاء الامة ومثقفيها وحكامها ومحكوميها.
وشن الأمير طلال في نفس الوقت هجوما حادا على المعارضة في الاقطار العربية وقال انها ما زالت غير قادرة على بلورة بديل عملي وقابل للتطبيق يجد صدى لدى الناس إلى جانب انها ما زالت تعاني من ازمات ذاتية وانقسامات في صفوفها تعوقها عن اداء مهمتها مشيرا الى ان ابرز سمات هذا الضعف ان المعارضة لا تمارس الديمقراطية في تنظيمها ولا تطبقها فيما تصدره من توصيات أو قرارات واشار الى أن المجتمع المدني العربي يعاني هو الآخر من ضعف في بنائه وادائه بسبب القيود المفروضة على منظماته وهيئاته من ناحية وهشاشة مفهوم العمل التطوعي الذي يقوم عليه هذا المجتمع من ناحية اخرى اضافة إلى مشاكل التمويل والمحاذير الرسمية التي تعوقه والاغلال التي تكبله مطالبا بتفعيل المجتمع المدني على اختلاف اشكاله ومستويات تطوره من بلد إلى آخر وتدعيم التنسيق بين هيئاته في اكبر عدد من البلاد العربية والاسلامية لتبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة لتقوية بنيان هذا المجتمع ورفع صوته.
واشار الامير طلال بن عبد العزيز الى ان بعض المتطرفين هم الذين يقفون عقبة امام الديمقراطية وان هناك دولاً حكمتها احزاب عقائدية لم تترك مجالا للآخرين في حين قدم البعض الآخر كتجارب ناجحة مثل محاضير محمد في ماليزيا وقال: نحن نريد ديمقراطية نابعة من ذاتنا وليست نتيجة لضغوط خارجية مؤكدا ان الاسلام الحقيقي يساوي بين المؤمنين بدينه والمؤمنين بالاديان الاخرى.
|