* موسكو سعيد طانيوس:
فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في ثني روسيا عن موقفها الداعي الى اقرار خطة التسوية المعروفة باسم «خارطة الطريق» من قبل مجلس الامن الدولي كقرار ملزم. لكنه تمكن من اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتراجع عن دعم فكرة ارسال مراقبين دوليين الى منطقة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وذلك في ثالث زيارة يقوم بها رئيس وزراء الدولة العبرية الى موسكو منذ توليه منصبه قبل 3 سنوات !
فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله شارون أول أمس في الكرملين أن روسيا تتابع باهتمام مصير أبناء البلاد السابقين في إسرائيل. وقال موضحا اصرار بلاده على اقرار خطة «خارطة الطريق» في مجلس الامن الدولي «إننا نتابع باهتمام كيف تسير أمور حياة أبناء بلادنا السابقين، وطبعا هناك بعض القلق حولهم بسبب احتدام الوضع في الشرق الأوسط».
واضاف «ولهذا السبب نحن نعتزم مواصلة المشاركة بنشاط قدر الإمكان في عملية تسوية الوضع في الشرق الأوسط».
وفيما أشار بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإسرائيل اصبح يربو على المليار دولار بعدما كان بضعة ملايين في بداية التسعينات عندما كانت العلاقات عند نقطة الصفر قال مخاطبا شارون «إن مشاوراتنا معكم في موسكو أصبحت منتظمة. وهذا يعطي نتيجة إيجابية جدا على الصعيدين السياسي والاقتصادي». ولاحظ بوتين قائلا «لكن هذا ليس كل ما يؤخذ بعين الاعتبار» معيدا إلى الأذهان ضمنا أن روسيا استعادت العلاقات مع أبنائها من أهل الشتات في إسرائيل.
من جهته أعلن شارون أثناء اللقاء مع بوتين ان إسرائيل تعتبر روسيا أحد أهم اللاعبين على الساحة الدولية. وأن الدولة العبرية تنظر بصورة جدية جدا إلى التعاون مع روسيا.
وقال شارون انه يعتبر بوتين صديقا حقيقيا لإسرائيل. وأوضح شارون قائلا «نحن نثمن جداً موقف الرئيس الروسي وضماناته الشخصية التي غالباً ما يكررها بصدد أمن دولة إسرائيل».
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا «إن إسرائيل تعالج قضايا أمنها وتتخذ كافة التدابير من اجل حماية نفسها. لكن علاقات الصداقة هذه مع روسيا تسهم برصيدها الهام جدا بالنسبة لنا».
وأعاد شارون إلى الأذهان أن هذه تعتبر زيارته الثالثة إلى روسيا بصفته رئيسا للوزراء وأعرب عن الثقة بأن هذه الزيارة وكذلك مكالماته الهاتفية الكثيرة مع الرئيس بوتين ستسهم برصيدها في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وجدد شارون دعوته إلى بوتين لزيارة إسرائيل وقال «إنني لا أشك في أنكم ستجدون هناك الكثير من الأصدقاء الجدد».
وادَّعى شارون امام بوتين في الكرملين «أن دولة إسرائيل تريد السلام وهي مستعدة لتقديم تنازلات مقابل السلام الحقيقي».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي «ربما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المستعدة لتقديم تنازلات على الرغم من أنها لم تهزم في حرب واحدة».
إلا انه أوضح قائلاً «لكن إسرائيل لن تقدم أية تنازلات فيما يخص قضايا الأمن لا اليوم ولا في المستقبل». وكان بوتين قد ناقش مع شارون قضية تسوية أزمة الشرق الأوسط ومسألة تنفيذ خطة «خارطة الطريق». كما التقى شارون في موسكو بكل من رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ووزير الخارجية ايغور ايفانوف.
وذكر مصدر دبلوماسي رفيع في الخارجية الروسية ان زيارة شارون الى العاصمة الروسية كان مخططا لها منذ وقت بعيد، مشيراً إلى انه كان من المقرران يصل إلى العاصمة الروسية بعد زيارة شارون رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أيضا. لكن المشاكل السياسية الداخلية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية تحول دون القيام بهذه الزيارة قريبا.
وذكر هذا المصدر بأن «مباحثات المسؤولين الروس مع شارون هي إسهام روسيا بصفتها راعية للتسوية في الشرق الأوسط في تنفيذ خطة «خارطة الطريق». وأشارإلى «أن روسيا تؤيد استئناف الحوار السياسي الواسع إلى أقصى حد بين أطراف التسوية في الشرق الأوسط».
ولم يتضح ما اذا كانت زيارة شارون الى موسكو هي التي حدت بسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني لتأجيل زيارته الى العاصمة الروسية الى اجل غير مسمى، اذ أكدت السفارة الإيرانية في موسكو ان روحاني لن يصل في موعده الى العاصمة الروسية خلافا لما كان مقررا سابقا.
وكان من المقرر ان يلتقي روحاني مع وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف ووزيرالطاقة الذرية الكسندر روميانتسيف وغيرهما من المسؤولين الروس الكبار ليبحث معهم آفاق توقيع طهران على البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والبروتوكول الثنائي مع روسيا حول إعادة الوقود النووي المستهلك الذي سيجري توريده من أجل المرحلة الأولى من تشغيل محطة «بوشهر» الذرية الجاري تشييدها بمساعدة روسيا. وعلاوة على ذلك كان من المتوقع ان يصدر روحاني في روسيا تصريحات مهمة بصدد البرنامج النووي الإيراني والتاريخ المحتمل لتوقيع طهران على البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة عدم الانتشار.
| 
