وتين يبعد المرتبطين بـ«الاوليغارشية» ويعيّن محلهم مقربين منه في إدارته!

  * موسكو سعيد طانيوس:
اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلات هامة في ادارته الرئاسية ربطها المراقبون في موسكو بالملاحقات القضائية الجارية بحق عدد من رجال الاوليغارشية الذين استولوا على اموال ومؤسسات حكومية خلال عمليات الخصخصة التي بدأت بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي، وكذلك بالانتخابات النيابية والرئاسية المقررة خلال الاشهر القليلة القادمة في البلاد.
فقد أصدر الرئيس بوتين مرسوما عصر امس اعفى فيه الكسندر فولوشين من مهمته في رئاسة ديوان الرئاسة وعين دميتري ميدفيديف الذي كان يتولى منصب النائب الأول لرئيس ديوان الرئيس الروسي مكانه.
كما أصدر بوتين قراراً جمهوريا آخر بشأن تعيين دميتري كوزاك الذي كان يتولى منصب نائب ثان لرئيس الديوان نائبا أول لرئيس الديوان الرئاسي، وعين إيغورشوفالوف نائبا ثانيا لرئيس ديوان الرئاسة الروسية.
ومع ان هذه التعديلات شكلت مفاجأة في توقيتها ، الا ان تعيين ميدفيديف الذي ينتمي الى مدينة سانت بطرسبرغ التي يتحدر منها بوتين، والذي ادار الحملة الانتخابية للرئيس الروسي في عام 2000، كان متوقعا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام بعد انتخاب بوتين رئيسا لروسيا، وصرح ميدفيديف في شهر اذار/ مارس 2000 بعد انتخاب بوتين رئيسا لروسيا بأنه يعرف موقف الرئيس الجديد من الاوضاع في البلاد ، موضحا أنه لا بد من إبعاد كبار رجال الأعمال الذين يتدخلون في شؤون الإدارة الروسية عن المؤسسة الحاكمة العليا.
وتخرج ميدفيديف (38 سنة) الذي يعتبر من أقرب المقربين من الرئيس الروسي في كلية الحقوق بجامعة لينينغراد (بطرسبورغ حاليا) والتي تلقى فيها الرئيس بوتين أيضا علومه، وهو يعتبر خبيرا في الشؤون القانونية على درجة عالية من الكفاءة.
وقال بوتين في كتابه عن حياته الشخصية وزملائه إن ميدفيديف عمل أستاذا في كلية الحقوق بجامعة لينينغراد وهو خبير قانوني على درجة عالية من الكفاءة.
وأشار إلى أنه كان يحتاج إلى خبراء عندما عمل مسؤولا في بلدية المدينة، والى انه استعان بميدفيديف كمستشار له عندما تولى منصب نائب عمدة مدينة بطرسبورغ.
وأكد بوتين في كتابه أنه شعر بأن هناك تفاهما كاملا مع ميدفيديف، وكان ميدفيديف كنائب أول لرئيس ديوان الرئاسة الروسية مسؤولاً عن إعداد جدول أعمال الرئيس بوتين. وفضلاً عن ذلك مثل ميدفيديف الدولة في مجلس إدارة شركة غاز روسيا «غاز بروم».
ومعروف عن ميدفيديف الذي أعد عددا من المشاريع أبرزها مشروع الإصلاح الإداري تشدده في ادارة الاموال العامة، وقال في تصريحات علنية إنه يمكن فصل موظفين من وظائفهم إذا الحقوا أضرارا بالدولة أو أصدروا تعليمات من غير وجه حق أو أفشوا أسرار الدولة.
وولد ميدفيديف في لينينغراد، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة لينينغراد بعد12 عاما من تخرج بوتين في نفس الكلية، وعمل ميدفيديف أستاذا في جامعة سانت بطرسبورغ في الفترة من 1990 إلى 1999، وفي الوقت نفسه كان مستشارا لرئيس مجلس المدينة (1990 1995) وخبيرا في لجنة الاتصالات الخارجية ببلدية سانت بطرسبورغ والتي ترأسها حينذاك الرئيس الروسي الحالي، وعندما عين الرئيس الاسبق بوريس يلتسين بوتين رئيسا للحكومة الروسية في عام 1999 أصبح ميدفيديف نائبا لمدير مكتب رئيس الحكومة.
وفيما رأى عدد من المقريين من الكرملين ان ازاحة فولوشين من منصبه الذي شغله منذ عهد الرئيس السابق يلتسين هو خطوة جديدة في سياسة تخلص الرئيس الروسي الحالي من ارث سلفه السابق، ومحاولة للتفلت من التأثير الذي مارسه كبار رجال الاوليغارشية على الكرملين في عهد يلتسين عن طريق فولوشين بالذات، أفادت صحيفة «فيدوموستي» الصادرة اليوم بأن المسؤولين عن شركة كهرباء روسيا يتداولون حديثا عن إمكان تعيين فولوشين رئيسا لمجلس مديري الشركة.
وقالت الصحيفة إن رئيس الشركة، مهندس الاصلاحات اناتولي تشوبايس، اقترح على فولوشين ان يتولى منصب رئيس مجلس مديري الشركة.