Thursday 6th november,2003 11361العدد الخميس 11 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هنيئاً أيها الأغنياء بهذا! هنيئاً أيها الأغنياء بهذا!
عزيزة القعيضب

ما أكثرها تلك الحالات الإنسانية التي تعرض على المنتمين والمنتميات للصحافة تبحث عن قلب رحيم ويد معطاءة وروح مواطن كريم ينتشل تلك القلوب المسكينة من أحزانها وهمومها فعلى كثر ما وقف بين يدي من حالات تقطع القلب وتحرك كل ساكن إلا أن حالة تلك «الأم» الممرضة التي رزقت بطفلها الأول ودخلت بعد أيام من ولادتها للسجن - لما عليها من دين- جعلت الدنيا تدور بي في مكاني وزاد على ذلك قطرات الحليب التي طبعت على عباءتها مما أثار رحمة الضابط وشفقته فبقي حائراً هو الآخر نسأل الله لها التفريج العاجل.
تبقى هذه الحالة واحدة من بين آلاف الحالات التي تنتظر أبناء هذا الوطن ليؤتوا حق المال الذي أوجبه الحق سبحانه وتعالى علينا فكم من غني اشتغل بغناه عن تلمس احتياجات من حوله من الفقراء وممن كانت المادة حجر عثرة أمامه للحصول على مسكن يأويه وأبناءه ويحميه من ملاحقة صاحب المنزل، كم من غني أشاح بوجهه غاضباً في وجه من مد يده إليه محتاجاً لعلاج أو نفقة على نفسه أو على من يعول، كم من غني وصل إلى سمعه حاجة الأرامل والأيتام فجعل أصبعيه في أذنيه ومشى مشي المغرور متناسياً ما وصل إليه قارون، كم من غني تشدق بالكلمات وتفاخر في المجالس ببذخه وإسرافه والأطعمة التي شهدتها موائد قصره الفاخر متناسياً قريبا له لا يملك قوت يومه بل لعله أخوه قد نام خاوي البطن يتململ على الفراش أرهقه الجوع وأنهكت قواه متطلبات الدنيا وكثرة الأبناء، كم من غني بلغ به الطمع حد التعدي والاعتداء على أملاك الغير ناسياً أو متناسياً أن هناك قلوباً لم تنم تبتهل إلى الله في أن ينتقم لها من هذا الظالم ويريهم عجائب قدرته فيه كم وكم وكم من الأغنياء الذين لن أحصي ما يقومون به ويفعلونه في حق أنفسهم قبل أن يكون في حق غيرهم ولو استطاعوا أن يأخذوا اللقمة من أفواه المحتاجين لما ترددوا!
أيها الأغنياء هنيئاً لكم بما آتاكم الله من قوة ونفوذ، هنيئاً لكم بما فتح الرزاق عليكم من أبواب الرزق والخير الوفير، هنيئاً لكم بما خصكم الله به من مال وسعة رزق تقضون بها حوائج الناس وتساعدوهم من (مال الله) الذي آتاكم والذي حتماً سيرثه عنكم من قدر الرحمن له أن يرثه يقول ابو العباس أحمد بن مروان:


وذي حرص تراه يلم وفراً
لوارثه ويدفع عن حماه
ككلب الصيد يمسك وهو طاو
فريسته ليأكلها سواه

ويقول ابن المعتز:


يا مال كل جامع ووارث
أبشر بريب حادث ووارث

فكلنا مستخلفون ومخلفون وراءنا ما جمعنا وعليه حصلنا وما إليه وصلنا فلماذا لا نؤدي حق الله فيه؟!!
أنت أيها الغني أمامك طريق أخضر.. طريق يوصلك إلى الجنة بإذن الله إن أنت أنفقت و (احتسبت) على من هم في حاجة لبذلك لتفريج كرب أو إزاحة هم أو علاج غم ولتحمد الله على أن جعل في طريقك (مشاهدة أو سماعاً أو قراءة) من قد يكون سبب دخولك للجنة أو يفرج به كربك ويثبت به قدمك يوم أن تزل الأقدام.. احمد الله على أن سخر لك المال والجاه والمنصب لتسخره في الخير وثقل ميزانك بالحسنات.. احمد الله على أن أوقف أمامك حاجة الضعفاء والأرامل والمساكين لتوقع تحت حاجتهم ان اعتمدوا تنفيذ ما تقدم ولا تنس أن الأيام دول فكما دارت على غيرك حتى وصلت إليك ستدور عليك لتصل لغيرك فما يضرك لو بسطت يديك لتقديم جزء مما أعطاك الله؟!!
أظنكم يا أغنياء بلدي تملكون الكثير من مقومات المواطنة الحقة وفيكم الخير الكثير فلا تحرموا أنفسكم الأجر ولا تحرموا أبناء هذا الوطن من إحسانكم ولا تحرموا هذا البلد المعطاء من الفخر بكم أمام أنظار العالم وقبلها عند من لا تأخذه سنة ولا نوم فيشملنا بمنه وعطائه وكرمه لا حرمكم الله أجر ما تقدمون لأنفسكم من خير.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved