Thursday 6th november,2003 11361العدد الخميس 11 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شباب يفطّرون الصائمين عند إشارات المرور شباب يفطّرون الصائمين عند إشارات المرور
نعمل في الخفاء بحثاً عن الأجر والثواب

* الرياض مسلم الشمري
في الوقت الذي يحرص الجميع على الإفطار في هذا الشهر الكريم بين أهله وذويه ينصرف شباب كثر إلى العمل الخيري في وقت الإفطار فتجدهم عند الإشارات المرورية يوزعون وجبات الإفطار على الذين تأخروا عن الوصول لأماكن إفطارهم.
في مخرج 15 قابلنا مجموعة كبيرة من الشباب الذين لا تشاهد من وجوههم سوى أعينهم ملثمين بالأشمغة ليس خوفاً أو حياء بل بحثاً عن العمل الخالص لوجه الله العلي القدير كما قال أحدهم.
في البداية قابلنا أحد الشباب الذي يبدو أنه هو المشرف على مجموعة فعرفنا بأنفسنا وقال جزاكم الله خيراً ولكن نحن نرفض الحديث ونرفض التصوير ونرجو أن يكون عملنا خالصاً لوجهه الكريم مردداً هذه العبارة بلباقة.
وعلى الطرف الآخر من الشارع قابلنا مجموعات كثيرة واتضح لنا أن كل مجموعة لا تعرف الأخرى فيقول أحدهم والذي رفض الكشف عن اسمه اننا متطوعون نحضر بعد صلاة العصر إلى إحدى الاستراحات ونجد فيها كميات كبيرة من التمور والمياه والعصيرات والألبان ثم نقوم بجمع كل حبة من هذه الأصناف ووضعها في كيس إفطار وهذه طبعاً تبرعات من محسنين جزاهم الله خير الجزاء وبعد ذلك نتوزع على الإشارات لتوزيعها على الصائمين مشيراً إلى أنه يتم تعبئة أكثر من ألف كيس يومياً وتوزع بنفس اليوم.
وفي جهة أخرى، قابلنا أخوين شابين قارعي الرأس يحملون صناديق مملوئة بالأكياس الغذائية حدثنا أحدهم قائلاً: إننا نعمل لوحدنا ولسنا تابعين للجمعيات الخيرية ولا تبرعات المحسنين بل نحن نحضر هذه الأكياس الغذائية من منزلنا ويتم شراء محتوياتها من قبل والدي حفظه الله ثم تقوم جميع العائلة بتعبئة هذه الأكياس من التمر والماء فقط وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار في رمضان.
أحد الإخوة الملثمين قال لنا إننا مجموعة من الشباب في كل عام نجمع مبلغاً من المال من رواتبنا ونشتري به تموراً وألباناً ومياه ثم نقوم بتعبئتها بأكياس بشكل يومي ونتوزع على الإشارات المزدحمة لتوزيع أكبر قدر ممكن من وجبات الإفطار وقد وزعنا في اليوم الأول من رمضان ما يقارب «1800» وجبة وإننا نشعر بروحانية إيمانية عظيمة وسامية في هذا العمل التطوعي ونتمنى من الله أن يجزينا به خيراً.
المواطن صالح الحسن والذي تأخر في الوصول لمنزله وذلك لظروف عمله قال إن هؤلاء الشباب جزاهم الله كل خير يقومون بعمل عظيم ولا أخفيك أنني عطشان جداً وزحمة الطريق وإقفال المحلات تحول بينك وبين الإفطار في وقته ولكن خدمة الشباب لنا فيها أجر عظيم ونتمنى من جميع شبابنا أن يحذوا حذوهم ويبتعدوا عن التقاليد الغربية المنسلخة من ديننا ومعتقداتنا وتعلموا من هؤلاء الشباب الخير.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved