يتميز شهر رمضان المبارك بتلك النفحات الروحية التي تصفو فيها النفوس، وتتفرغ للعبادة والأعمال الصالحة، ويحاسب فيها المسلم نفسه على أعماله طوال العام، وهو فرصة ليست فقط لمراجعة النفس، والكف عن شرورها مثل الغيبة والنميمة، بل يمثل هذا الشهر الفضيل خير وسيلة للارتقاء بقدرات النفس في النواحي العلمية والعملية، فيمكن لكل باحث، وكل إنسان أن يطور قدراته بعد أداء عباداته عن طريق الاستفادة الايجابية من الوقت، خاصة ونحن نعيش في عصر أضحى من السهولة بمكان البحث عن المعلومات أو ايجادها بمجرد ضغطة زر.
وإذا نظرنا إلى أرض الواقع، وما يقوم به شبابنا من سهر غير مجدٍ فإننا نلاحظ العجب العجاب، ساعات ضائعة فيما لا فائدة فيه، بل وأشياء يمكن أن تدخل في دائرة المفاسد وإضاعة الصحة التي هي من أثمن ما في الوجود.
إن الأسرة السعودية مطالبة «ببرمجة» أسلوب حياة «شبابها» خاصة في مسألة السهر الذي يتواصل بصورة لا مثيل لها في العالم، فمن العادي جداً عندنا أن يقول لك أحد الشباب «والله أنا مواصل من البارحة ولم أنم» هل هذا معقول! وهل يوجد مثل هذا الأمر المخالف للطبيعة البشرية في أنحاء العالم؟؟!
إن الأمر من منظوري في منتهى الخطورة، لأن الشباب هو مستقبل الأمة، وينبغي المحافظة عليه، وتوجيهه إلى ما يفيده، واغتنام هذا العمر الجميل، والمليء بالعنفوان في أشياء تفيده شخصياً، وتفيد أسرته ومجتمعه.
(*) المدير العام
| 
