Thursday 6th november,2003 11361العدد الخميس 11 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إخماد نيران آخر بئر أشعلها نظام صدام حسين إخماد نيران آخر بئر أشعلها نظام صدام حسين

  في هذا اليوم من عام 1991م احتفلت دولة الكويت بمناسبة الانتهاء من إخماد نيران آخر بئر من آبار النفط التي أشعلها النظام العراقي السابق أبان غزوه لدولة الكويت، حيث لم يقتصر الغزاة على العبث بالموارد الاقتصادية والمؤسسات التشريعية والدوائر الرسمية لهذا البلد بل تعدى ذلك إلى العبث بالموارد النفطية التي تعتبر العماد الأساسي لاقتصاد هذا البلد، فمارس نشاطاً عبثياً واسع النطاق.
وفي ما قد يعتبر اضخم عمل تخريبي متعمد للاقتصاد والبيئة وأكثره إثارة للعجب في التاريخ، أشعلت القوات العسكرية العراقية النيران في أكثر من 1100 بئر نفط في الكويت في نهاية حرب الخليج في شباط/فبراير 1991. لم تكن هذه أعمال قوات مذعورة أو غير منضبطة، بل كانت عمليات منظمة بدقة تضمنت وضع متفجرات بلاستيكية حول رؤوس الآبار، وربطها بالأسلاك إلى وحدات تفجير مركزية، وتكديس أكياس رمل حولها لتوجيه قوة الانفجار إلى الداخل لزيادة آثارها التخريبية.
وبعد إطفاء الحرائق في الآبار بفضل جهد دولي فائق دام عدة أشهر، والذي يصادف يوم 6 نوفمبر ذكرى إخماد نيران آخر بئر نفطي، قدّر الخبراء أن آبار النفط المشتعلة سرّبت إلى الجو أكثر من 5000 طن من الدخان، تتضمن بين مليون إلى مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون، و9000 طن من ثاني أكسيد الكبريت، وكمية غير مقدرة من المواد الكيميائية السامة. وقد وردت تقارير عن هطول أمطار سوداء في تركيا كما سقطت ثلوج سوداء عند سفوح جبال الهملايا.
ولم يتوقف الغزو العراقي عند حرائق الآبار، بل إنه فتح عمداً أنابيب النفط التي دفعت ما بين 4 ملايين و11 مليون برميل نفط في مياه الخليج مما جعل من ذلك اكبر عملية تفريغ إرادية للنفط في البحر تم تسجيلها على الإطلاق. وكانت النتيجة بقعة نفط طولها 40 كيلومتراً وعرضها 12 كيلومتراً. لوث النفط ما يزيد عن 1300 كيلو متر من الشواطئ في الكويت والمملكة العربية السعودية، وقتل ما بين 15 ألفا إلى 30 ألفا من طيور البحر.
دمر النفط الحياة البحرية الأخرى، خاصة السلاحف. أما الأضرار الطويلة الأمد التي لحقت بالبيئة في منطقة الخليج فهي لا تزال تحت المراقبة حتى الآن.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved