Thursday 13th november,2003 11368العدد الخميس 18 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مصير مجلس الحكم العراقي
جاسر عبدالعزيز الجاسر

هل بدأ أعضاء مجلس الحكم العراقي يفقدون حظوتهم لدى الأمريكيين والبريطانيين؟!!
وعلى العكس من هذا، هل أخذ أعضاء مجلس الحكم العراقي، أشخاصاً، وقواعد شعبية وحزبية التي يمثلها الأعضاء الأربعة والعشرون يفقدون الثقة بالمحتلين الأمريكيين والبريطانيين...؟!!
كلا السؤالين صحيح ومنطقي بعد خمسة أشهر من مزاولة مجلس الحكم العراقي سلطاته، فالمجلس شُكِّل وبدأ في 13 تموز «يوليو» واليوم 13 تشرين الثاني نوفمبر، ولم يحقق المجلس أي شيء يذكر، هكذا يقول المحتلون الأمريكيون والبريطانيون الذين يشكون من بطء عمل المجلس، وافتقاد اعضائه إلى المبادرة و«عدم امتلاكهم للإبداع السياسي»...!!
أما أعضاء المجلس الذين يشكلون نخبة منتقاة من زعماء التجمعات الدينية والعرقية والحزبية مطعمين بفعاليات دينية واقتصادية، فإنهم يشتكون من عدم منحهم أي صلاحيات تذكر، وأنهم كثيراً ما يقدمون اقتراحات لا تجد قبولاً من المحتلين، فعلى سبيل المثال يطالب أعضاء مجلس الحكم العراقي بتمكين العراقيين من المشاركة في إجراءات الأمن ونقل مسؤولية الأمن الداخلي للعراقيين أنفسهم، إلا أن الأمريكيين والبريطانيين لا ينظرون للطلب بجدية، فحتى الشرطة العراقية التي شُكِّلت بمساعدة المحتلين لا تحظى باحترام جنود الاحتلال وكثيراً ما قُتل أفراد الشرطة برصاص جنود الاحتلال.
والحكومة العراقية التي شكَّلها مجلس الحكم العراقي بموافقة الحاكم الأمريكي ليست لها صلاحيات تذكر، والطريف أن وزير التعليم العالي لايزال يطلب إخلاء مبنى وزارته من رجال العصابات الذين يحتلون مقر الوزارة فلم يُستجب لطلبه من قِبل قوات الاحتلال، والشرطة عاجزة عن مواجهة العصابة التي تحتل مبنى الوزارة...!!
أما الأمريكيون والبريطانيون فيطلبون من مجلس الحكم العراقي أن ينجزوا وفي حدود موعد أقصاه منتصف الشهر القادم صياغة دستور للعراق، ووضع قواعد وأسس الانتخابات التي يجب أن تجرى حتى يسلم المحتلون السلطة إلى العراقيين...!!
هكذا يدّعي المحتلون، وهم بهذا يرمون الكرة في ملعب اعضاء مجلس الحكم العراقي الذين يمثلون المعارضة السابقة والمتعاونين معهم الآن الراغبين في التغيير.
ولكن أعضاء مجلس الحكم يرون أنه من الصعوبة أن ينجز وضع الدستور في هذا الوقت القصير، رغم ان لجان وضع الدستور تعمل منذ مدة إلا أن هناك كثيراً من التعقيدات السياسية والطائفية والعرقية تتطلب جهوداً ومفاهمات لايمكن ان تتحقق ما لم تأخذ حظها من الوقت ومن الدعم الذي يجب ان يحصل عليه مجلس الحكم العراقي من أمريكا وبريطانيا بالذات، هكذا يقول أعضاء مجلس الحكم، الذين يرون أنهم والأمريكيون والبريطانيون معاً لا بديل لهم في الوقت الحاضر إلا العمل معاً فمجلس الحكم العراقي هو الأداة المتوفرة حاليا كعنصر يمثل وحدة الشعب والأرض العراقية، وعنصر حاسم لتحقيق الاستقرار، ومثلما يتعامل العراقيون ومن يمثلهم من اعضاء مجلس الحكم مع قوات الاحتلال كأمر واقع قابل للتغيير.. أيضاً يتعامل ويعمل المحتلون الأمريكيون
والبريطانيون مع أعضاء المجلس كمرحلة قابلة للتطوير والتغيير معاً.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved