نقلة اقتصادية رغم المكيدة الإرهابية

تتحقق نقلة واسعة ومرموقة للاقتصاد بالتوقيع على اتفاقية استغلال الغاز الطبيعي جنوب الربع الخالي وباستثمارات تتجاوز الـ75 بليون ريال ما يجعل منها الصفقة الأكبر من نوعها في المنطقة وعلى نطاق العالم في الآونة الأخيرة.
وتأتي هذه النقلة ذات الانعكاسات الايجابية العديدة على الاقتصاد في وقت اعتقد فيه نفر من المغرر بهم أن بإمكانهم تعطيل مسيرة البناء والنماء في المملكة، حيث جددت هذه الاتفاقية الثقة في اقتصاد المملكة واعتبرت اعترافاً من قِبل الشركات العالمية الكبرى بأجواء الاستقرار التي تنعم بها هذه البلاد على الرغم من كيد الكائدين ما شجع تلك الشركات على الإلقاء بثقلها الاستثماري وراء هذه الصفقة..
ولا يعني ذلك بأي حال الاستهانة بالأعمال الإرهابية، فهي في حقيقة الأمر رَوَّعت الآمنين وأصابت البلاد، بل والعالم كله بصدمة، لأنها استهدفت المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال الذين شكَّلوا معظم الضحايا، ومع ذلك فإنه ليست المملكة وحدها التي تعاني من هذه الجرائم الجبانة، حيث أصبح الارهاب ظاهرة عالمية.
والذين قاموا بجريمة مجمع المحيّا لا يشكلون بأي حال من الاحوال نسبة مقدرة من المجتمع وإنما هم فئة معزولة ضالة، وقد عكست نوعية الجريمة التي نفذتها طريقتها ومعتقداتها الشاذة وانعزالها وعدم انسجامها مع الحالة الإنسانية السويَّة التي تنبذ الشر والارهاب.
فلم يكن هناك معنى لقتل الصغار والنساء والرجال الآمنين بهذه الطريقة الشنيعة، والتفسير الوحيد أن هناك خللاً نفسياً واجتماعياً في نفوس هؤلاء الذين خَطَّطوا ونفذوا.
فالحالة شاذة ولا تعبِّر بأي حال من الأحوال عن مجتمع يتطلع بثقة لمستقبل واعد، وهو قد آل على نفسه التصدي لهذه الفئةومعالجة أمرها وفق أسلوب الحزم وقد نبهت الجريمة إلى أهمية تعزيز الاجراءات لحماية البلاد والعباد من أخطار هؤلاء فيما وجدت المملكة التأييد والدعم من دول العالم التي أعلنت استعدادها للعمل مع المملكة للتصدي لهذا الخطر الذي يستهدف الجميع دولاً وشعوباً.