Monday 17th november,2003 11372العدد الأثنين 22 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركز الملك عبدالعزيز التاريخي مشروع حضاري وواحة ثقافية مركز الملك عبدالعزيز التاريخي مشروع حضاري وواحة ثقافية
عبدالله بن حمد الحقيل / أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأسبق

في التاسع عشر من ربيع الأول سنة 1406هـ شهدت مدينة الرياض حدثا تاريخيا بالغ الأهمية حيث عقد المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبدالعزيز وافتتح المؤتمر ورعاه خادم الحرمين الشريفين بكلمة ضافية حيا فيها المؤتمرين وتحدث عن تاريخ موحد هذه البلاد وباني دعائمها الملك عبدالعزيز رحمه الله وقد دعي لهذا المؤتمر عدد كبير من الباحثين من داخل المملكة وخارجها وقدمت خلال هذا المؤتمر بحوث رفيعة المستوى عظيمة القيمة وقد كان هو الأول من نوعه في مجال تاريخ الملك عبدالعزيز وقد نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية وقد أقامت دارة الملك عبدالعزيز بهذه المناسبة موضوعا عن آثار الملك عبدالعزيز الخاصة كما قامت الوفود المشاركة في هذا المؤتمر العالمي بزيارة للدارة وكنت وقتها أمينا عاما للدارة وقد كانت زيارة حافلة بالمناقشة والمحاورة والاطلاع على مقتنيات الملك عبدالعزيز التي تحتفظ بها الدارة ونهضت متحدثا عن الدارة ورسالتها وتاريخ الملك عبدالعزيز وتنوع موضوعاته وتعدد جوانبه ومبادئ الملك عبدالعزيز وثوابته.
وقد استفسر الكثيرون عن رسالة الدارة وعن المبنى اللائق بها مما يليق بالمؤسس الكبير والتقدير لدوره البطولي الفذ في تأسيس المملكة الشامخة وتاريخه الحافل بالمآثر والمفاخر والأمجاد حيث ان تاريخه صفحة ناصعة مضيئة من صفحات التاريخ العربي والاسلامي وتمنيت على الله أن تتحقق الآمال وتنهض الدارة بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها لتحقيق الأهداف السامية والغايات النبيلة والاسهام في تقديم البحث العلمي وخدمة التراث والتاريخ. ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أنوه بالأعمال العلمية والمناشط الفكرية والتاريخية التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني لخدمة تاريخ الملك عبدالعزيز.
وقد حقق الله الآمال بإصدار الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيسا لمجلس ادارة الدارة وقد ابتهج الجميع بهذا التعيين لما عرف به الأمير سلمان من نشاط وأعمال كبيرة خالدة ولقد ازدادت سعادتي كغيري من المواطنين والباحثين بذلك.
وان انشاء المركز في منطقة قصر المربع تلك المنطقة التي تحفل بعبق المجد وروعة التاريخ وستكون مركزا مرموقاً للبحث والمعرفة والتأصيل العلمي المنهجي نحو سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة وخدمة الإسلام.
ولاشك ان إعطاء الدارة هذا المكان التاريخي عنوان بارز في رعاية قيادتنا الرشيدة للفكر والتاريخ والتراث والثقافة وتحقيق المزيد من الوعي والدراسة والبحث عن قضايا التاريخ البعيد والقريب. ولقد جاءت رعاية سموه لإنشاء هذا المركز تتويجا لجهوده في تحقيق هذا المشروع وهي اضافة كبيرة في ميدان انجازاته في مجال الاعمال العلمية المتواصلة ولقد اصبحت منطقة المربع منطقة تاريخية حافلة بالأمجاد وعبق التاريخ وشذى المجد فهي رمز خالد في أذهان الكثير من أبناء هذه البلاد فهي عنوان وفاء للرجل العظيم المؤسس فهو زعيم عربي بارز ومصلح إسلامي علم وستكون هذه المنطقة ميدانا تاريخيا ومعلما ثقافيا يتيح للناشئة التعرف على تاريخ بلادنا وأمجاد أمتهم وتراثهم. وأصبحت الدارة وهذا المركز شاهدين على تدوين التاريخ وهو أمانة تنتقل من عصر الى عصر ومن جيل الى جيل وتاريخ الملك عبدالعزيز تاريخ عريق توحدت فيه القلوب والآمال على دعائم الإسلام ولا يتيح لي المجال الاستطراد في هذا الموضوع فأعماله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ولكن التاريخ قد جسدها ورسمها ووضعها في صفحاته. ولقد أصبح مركز الملك عبدالعزيز التاريخي معلماً تاريخياً وحضاريا بارزاً فهو نقلة رائدة في المحافظة على التراث وربط الحاضر بالماضي فهذه المنطقة لها أهميتها ودلالاتها التاريخية فقصر المربع أول بناء أنشئ خارج سور الرياض قصرا للديوان الملكي وقد شهد الاجتماعات التاريخية بين الملك عبدالعزيز والعديد من ملوك ورؤساء الدول وسينطلق في تحقيق الاهداف والبرامج وسيكون كتابا مقروءاً يضيء للاجيال الطريق وسيكون للدارة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان دور عظيم في تحقيق ما كنا نأمله ونرجوه.
وأود أن أشير الى أن مشروع التاريخ الشفوي الذي يلقى اليوم الدعم والتشجيع وتقوم على تنفيذه دارة الملك عبدالعزيز سيقدم ولاشك صورة ونموذجاً غنيا من السرد الشفاهي لذكريات لها صلة بتاريخ الملك عبدالعزيز وسيرته وسيكون إضافة جديدة، كما سيكون هذا المشروع عاملا قويا في إبراز تاريخ وسيرة الملك عبدالعزيز اعترافا بأعماله الخالدة الجليلة وما بذله من جهود في إعلاء كلمة الله والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والتمكين لرسالة الإسلام وانتشارها.
حقاً إن شخصية الملك عبدالعزيز ومواهبه ومكوناته التاريخية تحتاج الى دراسة وشرح واسع. فما أكثر المنجزات التي تحتاج الى دراسة وفهم لوقائع التاريخ، وإن إنشاء مركز الملك عبدالعزيز التاريخي عنوان بارز على رعاية قيادتنا الرشيدة للفكر والتاريخ والثقافة والتراث وتحقيق المزيد من الوعي والدراسة والبحث عن قضايا التاريخ البعيد والقريب وسيكون مركزاً مرموقا للبحث والتأصيل المنهجي نحو سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة.
وإن العناية بتاريخ المملكة بعامة وتاريخ الملك عبدالعزيز بخاصة وجمع الوثائق المتصلة بذلك سيكون عونا للباحثين والدارسين وخدمة العلم والمعرفة وإن إنشاء هذا المركز تكريم لهذا الرجل العظيم وعمل صالح لا ينقطع أبدا وخدمة للتاريخ والتراث فهو يشتمل على المتحف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز وقصر المربع، جامع الملك عبدالعزيز، مكاتب الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف، قاعة العروض التقنية ويقوم على منطقة ذات اهمية سياسية وتاريخية لكونها تحتضن قصر الملك عبدالعزيز:


صقر الجزيرة أضحى لاسمه شرفا
عبدالعزيز سما في المجد وارتفعا

وإن هذه البلاد التي أكرمها الله برسالة الإسلام ورفع راية القرآن مصدر البطولات والعطاء والتاريخ والمعرفة لجديرة برفع اعلام العلم والعرفان وإشادة صروح المعرفة والتاريخ، ولقد أصبح مركز الملك عبدالعزيز التاريخي معلما تاريخيا وحضارياً بارزا فهو نقلة رائدة في المحافظة على التراث وربط الحاضر بالماضي وسينطلق في تحقيق الاهداف والبرامج وسيكون كتابا مقروءا يضيء للأجيال الطريق والمعرفة، وسيسهم المركز في تعريف الزائر بتاريخ المملكة. والجزيرة العربية منذ فجر التاريخ حتى الآن.
هذا وبالله التوفيق.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved