Monday 17th november,2003 11372العدد الأثنين 22 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رغم خفافيش الظلام رغم خفافيش الظلام
ستظل يا وطني بكبريائك وشموخك
طيف أحمد - الوشم / ثرمدا

في خضم الأحداث الجارية على أرض الوطن الحبيب تحركت شجوني وشققت زحام الكون لأفرج عن جوع مشاعري بكلمات تناثرت فوق طيات الورق لتسجل لوعة استيائي بعبارات تلف تجاويف الروح بخيوط غير مرئية فغرقت عيناي في بحيرة الدمع وجلست برهة لأهدئ نفسي.. بعدها أمسكت قلمي وقد تفجرت مشاعري حزنا وأسى ولوعة لما حدث في رياض العطاء!!.
انصهرت نفسي في بوتقة الآلام.. دارت بخواطري أفكار مخيفة وقاسمتني النبض هواجس مرعبة.. لقد اختطفت سكينة الأبرياء في أتون الظلام وأحيلوا الى أشلاء متناثرة في غمضة عين.
أطفال أبرياء اغتيلت براءتهم ولم يتخيلوا في يوم ما أن هذا سيكون حتفهم آباء وأمهات، فقدوا فلذات أكبادهم، وقفوا في ذهول من هول الصدمة أطفال وشباب فقدوا آباءهم وأمهاتهم فأصبحوا بين عشية وضحاها في اعداد الأيتام.
إنها والله فاجعة، جثث القتلى مزقتها هذه الانفجارات الظالمة وفي شهر مبارك من أعظم الشهور تضاعف فيه الحسنات وهؤلاء يقتلّون الأبرياء ويعكرون صفو الطمأنينة والهدوء الذي يسود العاصمة خصوصا في آخر الليل.
آه يا وطني صحيفتك المشرقة والنورانية والتي طالما داعبتها الأقلام وسُجلت عليها كلمات الحب والغرام لك ما هي اليوم تلطخ بدماء الأبرياء وتمزق بأيدٍ حاقدة آثمة لم تراعِ في أحد إلاًّ ولاذمة.
وطني.. أمواج الدفء التي تحوم حولك والأمن الذي يدب في جنباتك هاهو يغتال بثلة قلوبهم مريضة وعقولهم ضعيفة وعيونهم عليها غشاوة.
وطني.. رجالك الأبطال والذين لفحتهم شمس الصحراء وقارعوا عمالقة الرجال يبذلون أرواحهم في سبيلك فرائحة دمائهم الزكية تشهد على اخلاصهم وتفانيهم في خدمتك.. حقاً إنهم جنود بواسل لا يهابون الموت ويتسابقون لنيل الشهادة..
وطني أبناؤك كوكبة تطوف في كل مكان وهم يرفضون هذا العدوان ويشجبون هذا النكران ويحاولون اشعال قناديل الضياء لتزداد سناً وتوهجاً وبكل شجاعة يقفون في وجه كل من يحاول تشويه صورتك واطفاء شمعتك.
ومع ذلك لازلتُ بين مد وجذر وبين مكابرة وانهيار وبين أمل ويأس، حلمي يغتال أمامي، عاجزة أن أعيد فيه الروح لما شاهدته من تلك الكارثة والتي حطمت قلوب الجميع واغتالت أفراح الشهر الكريم.
ولكن!!! ومع كل ما يدور على أرضك وعلى ساحتك فستظل كما أنت بكبريائك وشموخك ولن يستطيع أحد من خفافيش الظلام أن ينال منك أو أن يغتال أمنك وسكينتك أو أن يشوه لمسات الجمال فيك. حفظك الله أبد الدهر من كل متربص بأمنك في الداخل أو الخارج.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved