Monday 17th november,2003 11372العدد الأثنين 22 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مع التحية إلى الهيئة العليا للسياحة مع التحية إلى الهيئة العليا للسياحة
أنقذوا ما بقي من التراث
حسن علي قاسم الفيفي

يعلم الكل ان التراث العمراني قد واجهته مشاكل عديدة نظرا للتطور العمراني الحديث الذي شاهدته المدن والقرى وذلك فيما يتعلق بالمباني التراثية وحيث هجر الناس القرى والبيوت الحجرية التراثية ذات الطراز الجميل وبنوا مساكن جديدة في اماكن حول هذه القرى واصبح هجرهم لهذه المباني التراثية المهمة قد شكل شيئا ان صحت التسمية من العبث بهذه المباني التراثية سواء من قبل الانسان او من قبل عوامل التعرية حيث تهدمت معظم هذه المباني ومعظم هذه القرى واصبح التطور العمراني في المدينة يشكل خطورة كبيرة على اي قرى من المناطق السكنية ذات الطابع التراثي بأي صورة من الصور، واقول هنا اننا في حاجة الى ان تتكاتف الجهود لحماية هذا التراث العمراني والمحافظة عليه والعمل على ان يكون لهذا التراث مكانة في نفوسنا باعتباره إرثنا الحضاري وباعتباره التراث الملموس المادي الذي تعامل معه الآباء والاجداد ومهما اختلفت الطرز المعمارية ومهما اختلفت المواد الخام فهي كلها تعني معالجة ذلك الاب او ذلك الجد الذي انجز هذا المبنى وبالتالي فنحن امام مهمة للحفاظ على هذه البيئة التراثية التي تعبر عن الهواية العمرانية للانسان السعودي في اي منطقة من مناطقنا الحبيبة.
ان التراث العمراني الذي يشكل اليوم اهم محاور الاهتمامات الدولية في كل بلد من بلدان العالم حري به عندنا ان نعمل على ان يكون ذلك التراث هو محور اهتمامنا هذا واني اشكر الهيئة العليا وعلى رأسهم سمو الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز حيث نظمت في هذه الايام ندوة عن التراث العمراني والمحافظة عليه وسبل حمايته، هذا واني ادعو الله من قلب خالص بطول العمر لدولتنا الفتية والنصر والتأييد، لقد قدمت لمواطن هذا البلد والمقيم خدمات لا نستطيع حصرها ولكن مع شديد الاسف اذا لم تتكاتف جهود المواطن فان الجهود الرسمية ستضيع هباء امام هذا الزخم الهائل من الوضع الذي تعاني منه المنشآت والمباني التراثية، وانني هنا اطالب الهيئة العليا للسياحة ان تصدر اوامر صارمة في حق من يسيء الى تراثنا الذي نشأ عن اجدادنا رحمهم الله او يحاول القضاء على هذا التراث المعماري خاصة في المرتفعات الجبلية التي توجد بها مبان تراثية من الحجر واللبن والطين وهي اسطوانية مدورة تلفت الناظر اليها بالجمال والرونق الساحر خاصة بعد هطول الامطار وكذلك الاشجار المرتفعة الغنية بالزهور العطرية التي تفوح في المارين من جوانبها والاوراق الحاجبة عن الشمس وتجلب الهواء البارد وتضفي على الجبل من الجمال بعد الامطار اضافة الى الجو المعتدل في تلك البيوت التراثية صيفا او شتاء، ومن تلك المرتفعات التي اتكلم عنها جبال فيفا التابعة لمنطقة جازان والتي تبعد عنها بحوالي 80 كيلو مترا حيث انه يوجد سوق شعبي على قمة الجبل يسمى سوق الاثنين يرتاده المواطنون في كل اسبوع مرة، كانت توجد في هذا السوق شجرة التألق تغطي السوق من جميع جوانبه بالظل حاجبة الشمس تماما وتأتي بالجو البارد وكانت مكاتب الامارة تحتها تمارس اعمالها مستمتعة بالجو الصحي، يقول بعض كبار السن من اجدادنا ان هذه الشجرة اتى بها رجل يدعى الحزامي في عام 1210هـ حيث بحث عنها في احد جبال اليمن وكلف من اتى بها صغيرة جدا ملفوف عليها قليلا من الطين وهي مثل شجرة الحبق من صغرها ثم زرعها في هذا السوق باعتباره صاحب السوق وكان كبيرا في عشيرته ثم نمت وكبرت وغطت السوق حتى في مواسم الامطار اذا لم يكن المطر بغزارة كانت تغطيهم وتحجبهم عن المطر الخفيف وعاشت الى غاية عام 1395هـ وبعد ذلك قام بعض المواطنين بمحاربتها حتى قضوا عليها من اجل اقامة دكاكين حديثة من البلك والمسلح وقضوا على شعبية السوق تماما كان يتكون من حوانيت حجر وبعض الاخشاب وكذلك البيوت التراثية نفس الوضع قضوا على بعضها والباقي في طريقه للانقراض من اجل المسلح.
انني اطلب من الهيئة العليا للسياحة تكليف لجنة تذهب الى فيفا لتنقذ ما بقي من التراث هناك من الاشجار والبيوت القديمة وترشد المواطنين بالمحافظة عليها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved