Tuesday 18th november,2003 11373العدد الثلاثاء 23 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر ابراهيم : مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر ابراهيم :
الأحزاب السودانية أصيبت بالشيخوخة ولا تملك برامج إلى جانب عدم القدرة على مخاطبة الشارع

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد:
اتهم الدكتور حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية الاحزاب السياسية السودانية بالشيخوخة وعدم امتلاك برامج الى جانب عدم القدرة على مخاطبة الشعب السوداني وقال ان هناك فراغا سياسيا يملأ الساحة السودانية في ظل عدم وجود حزب يقدم خطة لمرحلة ما بعد السلام الذي سيأتي معلقا في الفضاء حسب وصفه.واضاف ابراهيم في ندوة نظمها ملتقى النديم بنقابة الصحفيين المصرية مؤخرا حول مستقبل السودان بعد توقيع اتفاق السلام ان الاحزاب الصغيرة في السودان لم تؤثر بصورة اكبر في الاحداث الجارية في ظل عدم قدرتها على توحيد نفسها ومرورها بازمة عدم امتلاك رؤية لمستقبل السودان او صنع برنامج محدد لهذه المرحلة مشيرا الى ظهور احزاب بين طلاب الجامعات مؤخرا تعتبر نفسها من المستقلين وتعرض الاحزاب الكبيره بما فيها الحزب الحاكم لانشقاقات داخلية.
وقال ابراهيم ان الولايات المتحدة تريد ان تجعل السودان قاعدة ودلل على ذلك بتصريحات المسؤولين الامريكيين حول نية واشنطن اقامه اكبر سفارة لها في الخرطوم بعد توقيع اتفاق السلام النهائي وذهب ابراهيم الى ان الصراع في السودان بدأ ياخذ صورة اثنية وقبلية متوقعا قيام احزاب على اسس اثنية وعرقية في مرحلة ما بعد السلام وقال ان ذلك سيكون من الامور التى تهدد مستقبل السودان في المرحلة القادمة.
ولم يستبعد ابراهيم قيام مشروع للشراكة بين المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جارانج يتم على اساسه انفراد كل من الطرفين بالمنطقة التى يسيطر عليها في الشمال والجنوب مدللا على ذلك بتهميش الحركة لحلفائها في المجتمع الوطني الديمقراطي في مفاوضات السلام الجارية بينها وبين الحكومة.
وانتقد ابراهيم قيام الاحزاب السودانية بما وصفه بوضع البيض كله في سلة الحركة الشعبية وقال ان حديث هذه الاحزاب عن تفويضها للحركة للحديث باسمها ليس سوى مجرد محاولة لحفظ ماء وجه هذه الاحزاب معبرا عن ثقته في قيام الحركة بتصريحات واتفاقات دون علم هذه الاحزاب ودعا ابراهيم الاحزاب السودانية الى عقد اجتماع في اسمرة يصدر قراراً بتفويض الحركة الشعبية نيابة عن المجتمع الوطني بشرط ان ترجع الحركة للتجمع في كل كبيرة وصغيرة.
وأكد ابراهيم ان الولايات المتحدة تضغط على الحكومة والحركة معا لتوقيع اتفاق سلام دون ان تمتلك رؤية او خطة لمرحلة ما بعد السلام بما يثير الخوف والتوجس لدى المهتمين بالشأن السوداني وقال ان السودان يفتقد الى قوى سياسية تكون قادرة على تحقيق اتفاق حقيقي وان عملية السلام قامت بين فريقين يحملان السلاح حيث الحركة الشعبية مسلحة وتقوم بحرب عصابات ضد الدولة المسلحة هي الاخرى اما باقي القوى الاخرى فلا تمتلك ما تفاوض به.
واعتبر ان قيام المفاوضات بين فريقين فقط لمجرد انهما اللذان يحملان السلاح امر فيه خلل كبير مدللا على ذلك بقيام حركات تمرد في دارفور وشرق السودان بعد سريان الاعتقاد بان السلام لن يتم سوى برفع السلاح.
واتهم الحكومة والمعارضة بتدويل المشكلة السودانية حيث قدمت الحكومة نفسها نموذجا لدولة اسلامية جديدة واصبح ارتباطها بالخارج اكثر من الداخل كذلك وجدت المعارضة نفسها في عمل خارجي بما انتهى لتدويل المشكلة السودانية خاصة فيما يتعلق بالجنوب.وانتقد الحديث عن تقسيم الثروة في وطن واحد وقال ان هذا يحمل خطر الانفصال مشيرا الى انه رغم التوجهات الوحدوية لجون جارانج فان هناك تيارات انفصالية وانقسامية داخل الحركة الشعبية واكد ابراهيم ان الاهتمام العربي بالسودان جاء متاخرا ودعا الجامعة العربية الى عدم التركيز على المساعدات الاقتصادية فقط وقال ان هذه المساعدات ضروية ولكنها ليست كافية لتنمية العلاقات العربية السودانية لافتا الى هيئات إغاثة في السودان وجميعها غير عربية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved