Tuesday 18th november,2003 11373العدد الثلاثاء 23 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التهاب الجيوب الأنفية ... الأعراض والمسببات التهاب الجيوب الأنفية ... الأعراض والمسببات

تعتبر التهابات الجيوب الأنفية من المشاكل الشائعة الانتشار، ولعل من أهم الأسباب التي تجعل المصابين بهذه المشكلة يستشيرون الطبيب المختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة هو الشعور بالصداع المزمن الذي يزداد عند الانحناء وخاصة عند السجود في الصلاة،بالتأكيد هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى هذا الإحساس إضافة إلى تاريخ المرض الذي له أهمية كبيرة في تحديد هذه العوامل وبالتالي الوصول إلى تشخيص سليم ومن ثم العلاج الفعَّال بإذن الله، ولقد أدى التطور العلمي في هذا العصر إلى حدوث تقدم سريع بعالم المناظير الطبية وخصوصا المنظار الأنفي، وكذلك التقنية الحديثة للأشعة الطبقية، إضافة إلى استخدامات الليزر في المجال الطبي، كل ذلك كان له الأثر الإيجابي في الوصول إلى التشخيص الدقيق لمعظم أمراض الجيوب الأنفية. ومما لا شك فيه اصبح العلاج اكثر فعالية سواء العلاج الطبي او الجراحي بواسطة الليزر أو المناظير.
* ما هي العوامل المؤدية لالتهاب الجيوب الأنفية؟
هناك عوامل عديدة،منها الحاد ومنها المزمن، ومن أهم هذه العوامل أن يتعرض الإنسان إلى التهاب حاد للجيوب الأنفية كنتيجة للإصابة بالبرد أو الأنفلونزا التي لم تؤخذ بجدية وتعالج علاجا صحيحا، وغالبا ما تدوم الإصابة لأكثر من 5 أيام أو تتكرر الإصابة اكثر من 3-4 مرات سنويا،حيث ينتج عن ذلك التهاب تطول المعافاة منه ويحتاج المريض إلى المضادات الحيوية لكي يشفى من هذا المرض المنتشر عالميا.
* ما هي المؤشرات الدالة على وجود التهاب بالجيوب الأنفية؟
1- آلام بعظام الوجه وخاصة بين العيون وفوق العيون وتحت العيون، حيث موقع الجيوب الأنفية.
2- إفرازات أنفية صديدية.
3- انسداد بالتنفس من الأنف.
4- انعدام أو انخفاض بحاسة الشم.
5- شعور المصاب بخمول عام وكسل.
6- ارتفاع متوسط لدرجة حرارة الجسم.
* ما هي مراحل تطور المرض؟
عادة ما يبدأ الالتهاب باحتقان بالأغشية المخاطية، حيث يؤدي إلى شعور المريض بالإعياء فجأة مع ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، وبعدها مباشرة يحدث انسداد بالأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس عن طريق الأنف، ونتيجة لذلك تنتفخ الأوعية الدموية وخاصة اللنفاوية منها ومن ثم نلاحظ ركود للدم بالأوعية الدموية والليمفاوية بالأنف والأغشية المخاطية وتتكاثر بعدها الإفرازات الأنفية، وعندما يقوم الطبيب المختص بالكشف على المريض يشاهد هذه التغيُّرات، كما يلاحظ من خلال الأنف احمراراً شديداً بالأغشية المخاطية وتضخماً بالأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى كسل بالحركة الدائمة للشعيرات الموجودة عادة على الأغشية المخاطية، وهذا التطور يعرف بالالتهاب الحاد للجيوب الأنفية، فإما أن يتم الشفاء التام منها. أو يحدث التهاب مزمن بالجيوب الأنفية، ومن علاماتها زيادة في الإفرازات خصوصا عند الصباح نتيجة للتعب والمعاناة طوال الليل من الانسداد في التنفس مع سعال مصحوب ببلغم .
ومع وجود هذه الإفرازات الكثيرة يجعل من السوائل الموجودة بالجيوب الأنفية وسط ملائم لجذب الميكروبات والبكتيريا، ومن هنا تبدأ المعاناة الطويلة الأمد للمريض.
* ما هي الأسباب المؤدية لكسل الجيوب الأنفية لطرد هذه الإفرازات؟
1- أسباب عضوية مثل :
انحراف بالحاجز الأنفي، وانتفاخ بالقرنيات الأنفية وخاصة الوسطى منها، وكذلك انسداد بمجرى فتحات الجيوب الأنفية .
2- أسباب ناتجة عن أمراض وراثية مثل : وجود شلل بالشعيرات القاذفة للإفرازات المتراكمة على الغشاء المخاطي Immotile Cilia Syndrome ، وظاهرة ينج المعروفةYoungs Syndrome
3- أسباب ناتجة عن وجود أمراض مزمنة بالجسم مثل: مرض السكري، التهاب الغدة الدرقية Myxoe dedema، ووجود أكياس متليفة بالجيوب الأنفية Cysticfibrosis.
4- أسباب ناتجة عن عوامل بيئية محيطة بالإنسان مثل : نسبة الرطوبة، إدمان المخدرات، الحرارة العالية، رحيق الأزهار، العفن، وجود حيوانات أليفة في المنزل، انتشار الميكروبات House Dust Mites
* ما مدى فعالية عملية تنظيف الجيوب الأنفية وفي أي مرحلة تتم؟
- من المؤكد أن الإصابة بالجيوب الأنفية للمرة الأولى لا تتطلب إجراء تنظيف للجيوب الأنفية بالمنظار، كما أن هناك اعتقاداً بأن كل التهاب بالأنف أو الحلق يسمى التهاباً بالجيوب الأنفية وهذا غير صحيح واعتقاد خاطئ. ولكن تكرار حدوث الالتهابات بالأنف والحلق لعدة مرات سنويا وفي أوقات متفرقة، ومع زيادة العوامل المؤدية إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، هو الأهم للأخذ بالاعتبار إذ إنها عوامل تؤدي فعلاً للإصابة بالتهاب مزمن بالجيوب الأنفية، وهنا تأتى ضرورة أن يتم التشخيص الدقيق لحالة المريض بواسطة الطبيب المتخصص بالمناظير الأنفية، وإذا تبيَّن للطبيب استمرار هذه الالتهابات لأكثر من ثلاثة اشهر، يتأكد التشخيص الدقيق لحدوث الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية المزمن، وهنا تصبح عملية تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار ضرورية.
* هل الأطفال معرضون للإصابة بهذا الالتهاب؟
يصاب الأطفال بهذا الالتهاب وخصوصا الذين يعانون من الشخير طوال الليل، وعدم القدرة على النوم بنعومة وسهولة وكذلك الذين يشكون من التنفس عن طريق الفم بدلا من الأنف، حيث إن هؤلاء يعانون من تضخم في اللحميات الموجودة خلف الأنف والتي تؤدي إلى انسداد لقنوات تصريف الإفرازات من الجيوب الأنفية وبالتالي حدوث التهاب الجيوب الأنفية، وفي مثل هذه الحالات كالحميات العنقودية والأكياس الوراثية والنواصير، لا يمكن شفاء الطفل منها بالعلاج العادي، لذلك يتم استئصالها بالعمليات الجراحية لكي يتعافى المريض، مع العلم بأنه في وجود تضخم في الجيوب الأنفية والأغشية المخاطية يجب أن يعطى الوقت الكافي من العلاج لكي تشفى الحالة قبل التدخل الجراحي . كما أن الأدوية والعلاجات ضد الحساسية لا شك تعمل على التقليل من حجم الحميات العنقودية ولكن لا تنهي المشكلة تماما.
*ما هو العلاج لالتهابات الجيوب الأنفية؟
إن عملية تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار الأنفي تعتبر من افضل الطرق للتخلص من هذه المشكلة، إذ انه يؤدي إلى تحسن كبير في حالة الأغشية المخاطية المصابة، وكذلك الحد من التهابات الأغشية المخاطية، إضافة إلى التخفيف بدرجة كبيرة من أعراض الالتهابات.كما أن إجراء الفحص بواسطة المنظار للجيوب الأنفية بالعيادة له فوائد كثيرة خصوصا مع الحالات التي لا تستجيب مع العلاجات الطبية، حيث من خلال المنظار يمكن تحديد العوامل المساعدة على حدوث الإصابة، وكذلك إمكانية اخذ عينة من الجراثيم الموجودة في الجيوب الأنفية لعمل التحاليل المطلوبة، إضافة لذلك إجراء العلاج المطلوب في نفس الوقت .

د. شكري محمود حماصني
استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة وتنظير وجراحة الجيوب الأنفية
مستشفى المركز التخصصي الطبي

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved