* حوار وهيب الوهيبي:
أوضح الشيخ عائض القرني ان هناك عدداً من الأشخاص الذين راجعوا أنفسهم وأعلنوا التوبة.
وقال عقب لقائه مع الشيخ ناصر الفهد ان اللقاء تم في استديو مبنى التلفزيون السعودي، مشيراً إلى ان المستفيد الأول من هذه المراجعات هو الشخص نفسه ثم اسرته وكل أحبابه الذين ينتظرونه كما ان ذلك له شأن كبير في توحيد الصف وحقن الدماء، مؤكدا ان ذلك يعتبر انتصارا للحق وعلى الإنسان ان يعلن الحق دوما ويكون مقصده رضا الله سبحانه وتعالى..
وفيما يلي نص الحوار مع الشيخ عائض القرني..
* يعتبر هذا اللقاء الثاني لكم بعد لقائكم مع الشيخ علي الخضير.. كيف رأيتم شخصيا قناعاتهما وما هو الانطباع الذي خرجتم به من لقاء الشيخ ناصر الفهد؟
يظهر لي ان اقتناعهما كان في وقت واحد وخرجت بأشياء منها: ان الرجل كان يتكلم بمحض ارادته واقتناعه، ولم يكن مجاملا فيما يقول إنما كان صادقاً في كل كلمة نطقها، واننا لسنا معصومين من الاجتهادات الخاطئة، فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما ينبغي ان نكبر هذه الخطوة وهي المراجعة ونعدها شجاعة ورجوعاً للحق، وليس هناك أسرار ولا ألغاز ولا مؤامرة، ولا أشياء تدار خلف الكواليس هو مثل ما رأيتم وسمعتم وشاهدتم صراحة ووضوحا ودليلا وبرهانا وحوار بالتي هي أحسن للوصول إلى الحق.
* هل هناك أسماء جديدة في طريقها للمراجعة؟
أتوقع ان يكون هناك الكثير من الذين سوف يراجعون أنفسهم ومنهم فعلا من راجعوا أنفسهم، وأنا أؤكد انهم رجعوا إلى الحق، ووضح لهم الأمر.
* لماذا خص الشيخ عائض القرني بلقاء هؤلاء؟
هذا السؤال يمكن ان يعرض لكل شخص، أي لماذا اختير فلانا خطيبا أو إماما أو مذيعا مثلا، ولكن قيل لي انك تدعو للحوار في دروسك وخطبك وهؤلاء يريدون الحوار لذلك قالوا لي نريدك ان تحاورهم بحكم ان دراستك شرعية، وهؤلاء يحتاجون الى أن يكون من يحاورهم لديه علم بالشريعة الإسلامية والمسائل الخلافية ليستطيع محاورتهم.
* وهل كلفت بإدارة هذا الحوار؟
نعم.. كلفت من ولاة الأمر وأنا رأيت فيه مصلحة خاصة وعامة، فيه حقن للدماء وجمع للكلمة، وتوحيد للصف وعودة للحق وفرصة لهؤلاء الاخوة لمراجعة أنفسهم.
* من المستفيد الأول من هذه المراجعات؟
المستفيد الأول هو الشخص نفسه حيث إنه يكون لصالحه ولصالح قضيته وأسرته الذين ينتظرونه وصالح اخوانه وجيرانه وبلاده، ثم انه في صالح الدولة والشعب لما في ذلك من توحيد للصف وجمع الكلمة ونبذ الفرقة وحقن الدماء والمحافظة على الأمن.
* هل كانت هذه المراجعات ضربة لأصحاب الفكر المنحرف أم بصيص ضوء في آخر النفق؟
بل ضربة قاصمة لأصحاب هذا الفكر التكفيري وانتصار لمنهج الكتاب والسنة وطريقة أهل الخير والحق والعدل فلا شك ان هؤلاء الذين قاموا بالمراجعات كان لهم كلمة مسموعة في هؤلاء الشباب وفتاوى مقررة عندهم فعودتهم للحق الغاء لكل ما كتبوه من قبل أو افتوا به مما يخالف الكتاب والسنة.
* وأين تم اللقاء؟
في استديو مبنى التلفزيون السعودي.
* ما توجيهك للمختبئ في الأقبية والكهوف؟
لقد وجهت هذا السؤال للشيخين وقالا: عليهم ان يتقوا الله ويلقوا السلاح وينبذوا العنف وينضموا للجماعة ويسعوا لحقن الدماء وتوحيد الكلمة وذب الفرقة.
* هل هناك أسماء أعلنت التوبة وطلبت الظهور؟
هناك أسماء رجعت ولا أعلم هل طلبت التقدم والظهور في الإعلام أم لا.
وهذا الرجوع أرى أن فيه خيراً لهم ولأسرهم ولأطفالهم فعلى المسلم ألا يتأخر في تلك المواقف التي فيها بيان للحق وجلاء للشبهة واتباع للدليل لما فيه من خير للعباد والبلاد «ولو دعيت لمثلها لاجبت»، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد حاور حتى اليهود والنصارى، وذهب إلى أماكنهم وزارهم في بيوتهم.
* ما هي ردود هذه المراجعات في الساحة الإسلامية؟
أتوقع ان يكون لها رد فعل ايجابي واستجابة طيبة ومراجعة للنفس من كثير ممن ينتهج هذا النهج، فقد راجعت جماعة إسلامية أنفسها في ذلك وأعلنته في كتب منشورة مثل الجماعة الإسلامية في مصر في كتاب «نهر الذكريات»، وبعض الجماعات في الجزائر، ولماذا يصر الإنسان على الخطأ إذا تبين له الحق فعليه ان يعلن الحق صريحا وليكن مقصده رضا الواحد الأحد، ولا عليه من الناس.
| 
