Tuesday 2nd december,2003 11387العدد الثلاثاء 8 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«فن » تواصل نشر التفاصيل الكاملة لمقتل الفنانة ذكرى «فن » تواصل نشر التفاصيل الكاملة لمقتل الفنانة ذكرى
الغيرة الشديدة وسهراتها إلى وقت متأخر فجرت براكين الزوج
أكثر من 20 طلقة مزقت جسد ذكرى ومثلها لمدير الأعمال والزوج ينتحر برصاصة في الفم بعد أن قتل الثلاثة

  * الإنترنت - ناصر الفهيد:
شهد شارع حسن مظهر في حي الزمالك القاهري الأرستقراطي مجزرة بشعة أودت بحياة أربعة أشخاص منهم المطربة التونسية ذكرى الدالي «38» عاماً، وزوجها رجل الأعمال أيمن عوني صادق السويدي، ومدير أعماله، ومديرة أعمال زوجته الفنانة، حيث تبين أن زوج الفنانة ذكرى هو من قام بقتل الثلاثة ثم انتحر بأن صوب المسدس داخل فمه وأطلق الرصاص.
وقال مصدر أمني مصري إن زوج الفنانة ذكرى حمد الدالي كان في حالة سكر لدى عودته إلى المنزل في ساعة مبكرة من الصباح وعندها حدثت مشادة عنيفة بينه وبين زوجته الفنانة ذكرى و مدير أعماله عمر حسن صبري الخولي، قام على أثرها الزوج بإطلاق الرصاص عليهم.
وتبين من المعاينة الأولية التي أجرتها الشرطة أن الفنانة ذكرى أصيبت بطلقات نارية بمنطقة الصدر والقلب والبطن، وعمر حسن الخولي بطلقات في القلب والصدر، كما أصيبت خديجة صلاح الدين حافظ بطلقات في الصدر والقلب، أما الزوج - القاتل - رجل الأعمال أيمن السويدي فقد وجد مصابا بطلقات نارية بمنطقة الرأس والفم، ووجدت الجثث الأربع في بهو المنزل مرتدين ملابسهم كاملة.
وأفادت عاملة في المنزل أنها سمعت طلقات نارية عقب المشاجرة، ولدى خروجها وجدت الجميع وقد لقوا مصرعهم.
وانتقل إلى مكان الحادث أجهزة البحث الجنائي والمعمل الجنائي وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
والفنانة ذكرى من أكثر الأصوات التونسية الموجودة في الساحة تميزاً، وتعد من أنشط الفنانات التونسيات استطاعت أن تنطلق من القاهرة وأصبحت علماً فيها، فحينما وجدت التقدم والتطور في المنطقة الخليجية اتجهت إلى الخليج وهي ما بين القاهرة ودبي.
وخلال مسيرتها القصيرة شدت ذكرى الأغنية المصرية والخليجية، وتعاملت في أكثر من عمل مع كلمات الشاعر السعودي الأمير تركي بن عبدالرحمن وتعاملت مع الملحن طارق محمد ومع الفنان الراحل الكبير طلال مداح الذي شاركها في أغنية بعنوان «ابتعد عني ما احبك وش تبي بي» وعادت في ألبومها الجديد الذي يتكون من «12» أغنية بالإضافة إلى الأغاني العاطفية مثل الجرح السافر، المدينة والغريب، وغيرها من الأغاني الناجحة.
وتعرضت ذكرى لأزمة وصلت إلى حد إهدار دمها العام قبل الماضي بعدما قالته في مؤتمر صحافي «خلال مشاركتها في مهرجان الدوحة الثالث للأغنية» عندما اتهمت بتشبيه معاناتها بالرسول صلى الله عليه وسلم والزوبعة التي أثارها ذلك الموضوع.
وبرر القائمون على المهرجان الأمر حينئذ بأن ذكرى أوضحت في حديثها أنها لا تقصد التشبيه وإنما عمدت إلى أن كل من يقدم رسالة سوف يحارب حتى وإن كان على حق أي أن المعنى تشبيه العداوات وليس الرسالة أو مضمونها، ومؤكدين أن ذكرى ربما أخطأت حين ضربت مثلاً لا يتناسب مع الفن.
تفاصيل الحادث والأسباب
كانت بداية السيناريو الوحشي لهذه المذبحة عندما انتصف ليل الجمعة وهو موعد بداية السهر والاستمتاع وأحياناً الصخب لوسط الفنانين ورجال الأعمال.. عندما اصطحب أمين عوني صادق السويدي زوجته المطربة التونسية - ذكرى - التي أصبحت زوجته رسمياً بحكم قضائي صدر منذ فترة قصيرة بناء على طلب السويدي الذي كان قد تزوجها بعقد زواج عرفي في 23 أغسطس الماضي، اصطحبها في سهرة سويا في مكان يدعى - بلوز - الذي اشتراه السويدي قبل شهر بشارع النيل بجوار كوبري الجامعة.
أرسل السويدي سائقه الخاص إبراهيم محمد سليمان «45 عاماً» إلى مدينة الشروق بالنزهة الجديدة طالباً منه إحضار مدير أعمال السويدي ويدعى عمرو حسن عبدالعزيز الخولي وزوجته خديجة صلاح الدين حافظ إبراهيم وبعد أكثر من ساعة كان قد أحضرهما السائق وجلس الجميع حول المائدة.
واستمرت السهرة حتى الساعات الأولى من الصباح تناول خلالها السويدي وفقا لما تردد كمية كبيرة من الخمور.. ثم تشاجر مع ذكرى عندما تناقشا عن تأخيرها الدائم وطلبه أن تنظم أوقاتها فثارت وتشاجرا ثم قامت ومعها خديجة وغادرتا دون أن يعارض السويدي.. بعدها بساعتين عاد السويدي ومدير أعماله إلى المنزل الذي يضمه مع زوجته - ذكرى - الكائن في 23 - أ شارع محمد مظهر بالزمالك.. وعند دخوله وجد زوجته ذكرى وخديجة وكان بصحبتهما مطربة مغمورة تدعى كوثر رمزي - وهي معروفة بقراءة الفنجان - التي حاولت مداعبة - ذكرى - بقراءة الفنجان لها ولكن الضيق قد بدا واضحا على أيمن السويدي.. وبدون مقدمات طلب من المدعوة - كوثر - الانصراف إلى مسكنها قائلاً لها، إن هناك خلافات عائلية بينه وبين زوجته ويود تصفيتها دون أن يسمعها أحد.
فانصرفت كوثر إلى منزلها، بعدها طلب من الخادمين رجب إبراهيم «19 سنة» وأم هاشم حسني الوسي «17 سنة» الانصراف والبقاء في المطبخ، ثم بدأ موجها حديثه إلى زوجته ذكرى طالباً منها التفرغ له كزوجة.. لأن عملها الليلي يأخذها منه في حين ردت عليه في حدة بأنها لن تترك عملها كفنانة.. وأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة.. واحتد النقاش بينهما حاملاً في طياته نبرة الغيرة عليها.. والتلميح بشكه في سلوكها كما ذكرت ذلك خادمتها - أم هاشم - فضلا عن عدم ارتياحه لسلوك عمرو عبدالعزيز مدير أعماله والمدير المالي لشركة السويدي -.
وفي لحظات ليست بالكثيرة علت فيها النيران الانفعالية.. وتناثرت خلالها الكلمات الجارحة وتبادل الاتهامات.. التي لم يسكنها سوى صوت الرصاص عندما أخرج أيمن السويدي أسلحته النارية مسدسين ورشاش كلاشنكوف، وفي لحظة هستيرية أطلق الرصاص على ذكرى بطريقة عشوائية أصابها بـ21 رصاصة في أجزاء متفرقة من جسدها أودت بحياتها في الحال، بعدها وجه رصاصاته إلى مدير أعماله عمرو الخولي فأصابه بنحو 20 رصاصة ثم قتل زوجة الأخير خديجة بـ14 رصاصة، وأخيراً وضع المسدس في فمه وأطلق رصاصة واحدة أنهت حياته في الحال أيضاً في مشهد مأساوي بل مذبحة وحشية تناثرت خلالها الدماء وامتزجت بالحطام.. لتنهي قصة حب تداخلت فيها الغيرة..
ماذا قالت الشغالتان؟
كشفت المعاينة عن مفاجأة في الحادث حيث عثر رجال المباحث أثناء المعاينة على الشغالتين «زينب وأم هاشم» اللتين أحضرهما رجل الأعمال القتيل للعمل لديه منذ شهور في حالة انهيار تختبئان داخل إحدى الغرف منهارتين تماما في حالة ذعر وفزع غير قادرتين على الحركة.
هدأ الضابط من روعهما وبمناقشتهما كشفتا عن وقائع الجريمة البشعة.
أكدتا أن رجل الأعمال أيمن السويدي حضر فجراً بعد وصول زوجته وزوجة صديقه بساعتين إلى الشقة وبصحبته مدير أعماله ومعهما أيضاً الفنانة المغمورة كوثر سعيد «55 سنة» التي يستعين بها في قراءة الفنجان له ومعرفة البخت. وطلب منها الانصراف قبل الجريمة بدقائق.
أضافت الشغالتان أن رجل الأعمال كان ثائراً وفي حالة غضب والشرر يتطاير من عينيه وكأنه وحش لا يعرف الرحمة. ولو كان أمامه مائة شخص لقتلهم جميعاً.. ولم يجدا مفرا سوى الاختفاء داخل حجرة بالشقة وهما تبكيان حتى استطاعا النجاح بعمرهما.
قال مقربون من الزوجين إن الخلافات بينهما قد تكون ناشئة عن رغبة السويدي في الانتقال للعيش مع زوجته بصورة دائمة، وأنها كانت ترفض ذلك إلا أن مصادر أمنية أعادت الخلافات على ضوء أقوال خادمة ذكرى إلى غيرة الزوج الشديدة وشكوكه في سلوكها.
شقيقة ذكرى
كانت وداد شقيقة الفنانة القتيلة «ذكرى» قد حضرت لمكان الحادث بعد الجريمة بنصف ساعة ومعها بعض أقاربها في حالة حزن وبكاء شديدين حاولوا الصعود للشقة إلا أن المقدم محمود أبو عمرة رئيس مباحث قصر النيل ومعاونه النقيب محمد شعير قاما بفرض كردون أمني حول العمارة ورفضا دخول أي شخص لها لحين انتهاء النيابة من المعاينة ونقل الجثث.
ظلت وداد شقيقة المطربة منهارة أمام باب العمارة وبمجرد أن شاهدت جثة شقيقتها تخرج لسيارة الإسعاف وكاميرات المصورين تلاحقها صرخت في وجوه المصورين وقامت وأقاربها بالإمساك بمصور «الجمهورية» وحاولوا التعدي عليه بالضرب وكسروا فلاش الكاميرا.
مشاجرة في مكان الجريمة
أثناء قيام الموسيقار هاني مهني بالتسجيل لقناة الجزيرة حول الحادث تجمع عدد من أقارب السويدي وحاولوا منع الموسيقار من التحدث في الموضوع فرد عليهم محاولا تبرير حديثه بأنه يريد أن يوضح أن الجريمة ليست بدافع الشرف ولكنها تمت لخلافات عادية تحدث بين أي زوجين حتى تتضح الأمور.. ورغم ذلك لم يكمل حديثه مع الجزيرة وتحول مسرح الحادث أمام العمارة إلى معركة بين أهل السويدي وهاني مهني وقناة الجزيرة.
حارس العقار
بواب العمارة قال: إنه كان داخل غرفته بالعمارة مستغرقا في النوم وسمع صوت طلقات رصاص بطريقة مخيفة فانتابته حالة ذعر لا يدري ماذا يفعل فأسرع لاستطلاع الأمر فسمع شخصا يردد «أيمن السويدي» قتل زوجته فاضطر إلى الاتصال بالشرطة التي حضرت في الحال.
سائق الزوج السويدي
أما إبراهيم سائق السويدي فقد كان ينتظر أسفل العمارة داخل سيارة رجل الأعمال كما طلب منه.
وأثناء جلوسه في السيارة سمع طلقات رصاص كثيرة كالمطر فحاول معرفة مصدرها وحينما علم أنها من شقة «السويدي» انهار وخشي من الصعود حتى لا تصيبه رصاصة طائشة ويكون بين الضحايا وأصر على أنه لا يعرف سبب ما حدث.
النيابة
انتقل إلى مسرح الحادث عمرو قنديل رئيس نيابة قصر النيل والذي قام بمعاينة الشقة التي شهدت المذبحة وما بها من طلقات وعددها وأمر بالتحفظ على الأسلحة المستخدمة في الحادث والطلقات الفارغة وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثث الأربع لإعداد التقرير الفني للصفة التشريحية وبدأت في سماع شهود الحادث وانتداب المعمل الجنائي لرفع البصمات من الشقة ولا يزال التحقيق مستمرا.
من جانب آخر، قامت سيارات الإسعاف بإشراف نصر أبو هاشم مشرف غرفة العمليات بنقل الجثث الأربع إلى مشرحة زينهم حيث تم نقل جثة رجل الأعمال وزوجته أولاً وتم نقل جثتي مدير أعماله وزوجته إلى المشرحة نفسها تمهيداً لتنفيذ قرار نيابة قصر النيل بتشريح الجثث وبيان ما بها من إصابات وعدد طلقات الرصاص ونوع السلاح الذي تم استخدامه في إطلاق الرصاص عليها.
قام الدكتور فخري صالح وكيل أول وزارة العدل وكبير الأطباء الشرعيين بتشكيل فريق من الأطباء الشرعيين لتشريح الجثث في أسرع وقت ممكن وإعداد تقارير عنها لتسليمها إلى نيابة قصر النيل التي تتولى التحقيق في الحادث حتى يتم الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن ويتولى التشريح الطبيبان حاتم نبيل وأشرف الرفاعي.
قال الدكتور فخري صالح: إن التشريح سيحدد عدد الطلقات التي أصابت كل جثة ونوعها وطريقة الإصابة ووضع تصور عن كيفية وقوع الحادث.
غضب في الشارع التونسي..!
آثار مقتل الفنانة التونسية ذكرى ومدير أعمالها وزوجته على يد زوجها المصري الجمعة ردود فعل غاضبة في تونس حيث تتمتع الراحلة بشعبية واسعة، كما طلبت السلطات التونسية الكشف عن ملابسات المأساة بأسرع وقت وبشكل كامل.
وانتشر نبأ مقتلها كالنار في الهشيم وبدأ الناس بالاتصال بوسائل الإعلام من جميع أرجاء تونس للاستفسار عن ظروف الحادث المأساوي الذي أصاب ذكرى «بنت الشعب».
وبثت وكالة الأنباء التونسية الحادث كمسبق وأوردت الإذاعات الوطنية والمحلية في المناطق تعليقات على «الحادث الأليم».
وقال رئيس تحرير جريدة «ليه زانونس» لطفي العماري باكيا «إنها خسارة فادحة كانت بين الأفضل، إن لم تكن أفضل الأصوات في العالم العربي، ومن المؤسف أن تنتهي هكذا».
وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن الرئيس زين العابدين بن علي طلب من السلطات المصرية «الكشف عن ملابسات الجريمة في أسرع وقت وحفظ حقوق الضحية» كذلك.
وتجري السلطات التونسية اتصالات مع القضاء المصري ومن المتوقع أن يتوجه قاض تونسي إلى القاهرة للمشاركة في التحقيقات.
وفي الشوارع أو المقاهي أو المكاتب يتساءل الناس بانفعال وغضب عن «هذا القدر السيئ» أو «عما ذهبت تبحث في مصر»؟ أو «هل سيعيدون جثمانها»؟
وأعادت الجريمة الحديث عن البدايات الصعبة للنجمة المنحدرة من أصول متواضعة و«التضحيات» التي تكبدتها من أجل إظهار موهبتها في بلدها أولاً ومن ثم في ليبيا قبل أن تستقر في مصر.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved