Tuesday 2nd december,2003 11387العدد الثلاثاء 8 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ثمرة ثلاث سنوات من المفاوضات السرية ثمرة ثلاث سنوات من المفاوضات السرية
مبادرة جنيف.. فكرة فلسطينية بتأييد إسرائيلي

* جنيف أ ف ب:
تعتبر «مبادرة جنيف» التي تم التوقيع عليها أمس الاثنين خطة سلام غير رسمية تم التفاوض حولها سراً حوالي ثلاثة أعوام قبل نشرها في تشرين الأول اكتوبر.
وتعود بدايات هذه المبادرة إلى كانون الثاني يناير 2001، بعد أشهر من اندلاع الانتفاضة بينما كانت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك والسلطة الفلسطينية تقومان بمحاولة أخيرة للتوصل إلى مصالحة في مدينة طابا المصرية.
وبعد فشل محادثات كامب ديفيد في تموز يوليو 2000 التي شارك فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وباراك والرئيس بحضور الرئيس الامريكي حينذاك بيل كلينتون، كان هدف مفاوضات طابا التوصل إلى تسوية دائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحاول وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه ووزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين بدون جدوى تحديد حدود دولة فلسطينية مقبلة وتسوية قضايا اللاجئين ووضع القدس وتقاسم المياه، إلا ان تولي حكومة اسرائيلية متشددة برئاسة ارييل شارون السلطة بعد أسابيع، لم يقض على هذه الجهود التي تواصلت على الرغم من إبعاد بيلين عن السلطة، واقترح عبد ربه بسرعة على بيلين مواصلة المحادثات.
وذكرت صحيفة «فانت كاتر اور» (42 ساعة) السويسرية ان بيلين «قبل بهذا التحدي بضوء أخضر من الموساد» جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.
وعقد الرجلان لقاءات في مقر صحيفة «القدس» الفلسطينية في القدس الشرقية العربية أو في مقر البنك الدولي في شمال المدينة المقدسة.
وفي لقاء عقد في بداية 2001 في لندن، توصل الجانبان إلى اتفاق حول الحدود والأمن، وهذا ما شجعهما على تشكيل فرق من المتخصصين ودفعهما إلى السعي للحصول على دعم دولي.
وأبلغ بالأمر سراً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ونظيره الروسي إيغور إيفانوف والرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد (1979)، ولم يبق سوى العثور على ممول لتأمين سير المفاوضات التي نظمت في عدة مدن في العالم.
وبينما كان بيلين يشارك في كانون الأول ديسمبر 2001 في جنيف بمناقشات تعرف إلى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنيف الكسيس كيلر.
وقالت صحيفة «فانت كاتر اور» ان هذا الرجل «كان الراعي المثالي فهو ابن مصرفي غني جداً وتصغي ميشلين كالمي-راي لنصائحه».
وكالمي-راي اشتراكية من جنيف أصبحت وزيرة للخارجية السويسرية في نهاية العام 2002، ومنذ ذلك الحين تقدم برن دعماً لوجستياً ومالياً للمفاوضات.
وبين العمليات الفدائية والغارات والاعتداءات الاسرائيلية كاد كيلر ان ينسحب مرتين من المشروع في تموز يوليو وايلول سبتمبر الماضيين.
وقال للصحيفة السويسرية الاسبوعية «لوماتان ديمانش» ان «هناك عدداً كبيراً من المحرمات التي يجب كسرها. ما زلنا في منطق الخطوط الحمر بدلا من التسويات والتنازلات».
وابرم الاتفاق أخيراً في 12 تشرين الأول اكتوبر في الأردن ونشر بهذه المناسبة.
وبدأت كالمي-راي جولة في اوروبا للترويج للمبادرة ثم زارت الأمم المتحدة في نيويورك، وكلف مستشارها للشؤون الدبلوماسية اورس تسيزفيلر ضمان حياد واشنطن.
وقد غادر عبد ربه الحكومة الفلسطينية في 2003 لكن السلطة الفلسطينية أبقيت منذ بداية الصيف على علم بالمشاورات، حسبما ذكر الممثل الفلسطيني في سويسرا انيس القاق.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved